22 ديسمبر، 2024 5:17 م

وجهة نظر : حول وجود ازمة الاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية

وجهة نظر : حول وجود ازمة الاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية

قد لا يرتاحاح او ينزعج البعض عند قراءة وجهة النظر ويقول البعض انه غير سليم الحديث وبشكل علني حول ذلك ،اود ان اقول لمن يقول ذلك ان الخصم الايديولوجي والسياسي للاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية يعرف الكثير عن ازمة هذه الاحزاب ونحن نكتب بالخطوط العامة ولم ندخل بالتفاصيل يكفي تبريرا ساذجا وغير  مسؤول  :: يلاحظ بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991 ولغاية الآن فإن الغالبية العظمى من الاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية قد دخلت وواجهت ازمة سياسية وايديولوجية وتنظيمية  وجماهيرية….ناهيك عن الانقسامات في كل حزب شيوعي وفي كل بلد بدليل في بعض الدول ظهرت اكثر من 4 احزاب تدعي انها شيوعية ،انظر ما حدث ويحدث الآن للحزب الشيوعي الإيطالي والفرنسي. والاحزاب الشيوعية العربية.انمودجا حيا وملموسا على ذلك؟.
ان  بعض هذه الاحزاب (( الشيوعية)) في الشكل هي حزب الشيوعي ولكن في السلوك والنشاط والعمل. وهذا موجود في اوربا والبلدان العربية….،هي احزاب اشتراكية ديمقراطية ،ثم اقول وهذا ليس اتهام ان  بعض الاحزاب الشيوعية واليسارية مخترقة  وفي قيادتها غورباتشوف — يلسين انموذجا حيا وملموسا على ذلك وتم ذلك في  ما يسمى بالبيرستويكا الغارباتشوفية  والتي مثلت مشروع الحكومة العالمية  وان الاختراق في قيادة هذه الاحزاب وفي كوادرها المتقدمة لا يزال موجودا وهذا هو عمل ومخطط الخصم الايديولوجي والسياسي لهذه الاحزاب.
لقد اصبحت معظم هذه الاحزاب الشيوعية واليسارية هياكل غير فاعلة واشبه بانها مريضة سريريا لا دور لها ولامكانة لها في المجتمع الطبقي البرجوازي،ضعيفة، مشلولة ،مع وجود مساومات مختلفة مع الانظمة البرجوازية الحاكمة سواء عبر الاشتراك في السلطة شكليا ،او عبر ترويضها ثم تفكيكها من الداخل وعبر ما يسمى بالتحالفات الوطنية ،من خلال الجبحات الوطنية ولم تستفيد هذه الاحزاب الشيوعية واليسارية من هذه التحالفات الفاشلة سوى الدمار والخراب والاضعاف للحزب وهناك ادلة وبراهين كثيرة ومعروفة للجميع وهذه التحالفات كانت فخا كارثيا لبعض هذه الاحزاب او ان يتم التعويل على الاشتراك في البرلمان وهذه التجربة لم تنجح لا في اوربا ولا في البلدان العربية لان الخصم الايديولوجي يريد من ذلك تجميد نشاط هذه الاحزاب واضعاف دورها ومكانتها في المجتمع الطبقي لآنها لا تستطيع عمل شيء حقيقي لان السلطة في يد الحزب البرجوازي الحاكم.
نعتقد ،ان  بعض من الاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية تعاني من مشاكل عديدة ومنها غياب القيادة الثورية والمخلصة والكفؤة… ،قيادة إصلاحية ،ضعف او غياب القيادة الجماعية في العمل السياسي وخاصة في قيادة الحزب ،التقديس والدروشة في العمل السياسي ،تفشي البروقراطية الحزببة وغياب فعلي من حيث التطبيق للمبادىء اللينينية ومنها مبدأ المركزية الديمقراطية والنقد والنقد الذاتي واحيانا يتم تطبيق هذه المبادئ وفق وجهة نظر ،مصلحة القيادة المتنفذة ،الاعلام الحزبي لهذه الاحزاب لم يعد اعلاما حزبيا ،اعلاما اشتراكيا ينشر ويدافع عن الفكر الاشتراكي والنظرية الماركسية اللينينية  بل اعلاما يساوم النظام احيانا وغير جريء في طرح المشاكل الإقتصادية والاجتماعية والسياسية…اي مراوس  ولم يتم الدفاع عن قادة الحركة الشيوعية واليسارية العالمية  بل البعض من هذه  القيادات قد ركبت موجة العداء إلى لينين وستالين العظيمين….وكذلك تم التخلي عن مبدأ النوعية في القبول للحزب وخاصة في بعض المنعطفات السياسية ومنها مثلا قيام ما يسمى بالجبهة الوطنية…،وقسما من هذه الاحزاب تخلت عن اللينينية وفصلت  الماركسية عن  اللينينية وهذا من وجهة نظري خيانة فكرية مقصودة وبسبب النهج ذات الصفة الليبرالية لبعض هذه الاحزاب تخلت عن الهوية الطبقية للحزب واصبحت خاضعة للتاثيرات الخارجية وكما يلاحظ ان الغالبية العظمى من هذه الاحزاب لم تضع في برنامجها استلام السلطة بل التعويل على العمل السياسي البرلماني وهذا يشكل لبعض هذه الاحزاب فخا ذكياً من قبل الخصم الايديولوجي لها، كما يلاحظ وجود ظاهرة التطرف في التقديمات للحزب ،لقيادة الحزب وهذا اثر بشكل مباشر على دور ومكانة وثقة الاصدقاء والاعظاء والكادر الحزبي بل وحتى الجماهير القريبة من الحزب.ومن اخطر الامور هو ان القيادة المتنفذة في الحزب لم تسمع ولم تاخذ عمليا براييءالقاعدة الحزبية والكوادر المتقدمة في كثير من الامور الهامة وهذا موجود في بعض الاحزاب الشيوعية العربية والاوربية ولعب النظام الحاكم دورا كبيرا في ذلك.
يلاحظ، ان مستوى الإعلام الحزبي لبعض الاحزاب،جريدة، مجلة…لم تعكس المستوى المطلوب للحزب  فهذه الوسائل تخلو من الدراسات العلمية ذات المضمون الاشتراكي ولم يتم اعطاء اهمية لنشر الفكر الماركسي– اللينيني والدفاع عنه، ولم يتم تناول ازمة النظام الامبريالي العالمي الاسباب الرئيسة لذلك وان الخطاب السياسي لمعظم هذه الاحزاب يخلومن مصطلحات ،الامبريالية ،الصراع الطبقي ،النظرية الماركسية اللينيتية ،مبدا التضامن الاممي ،ديكتاتورية البروليتاريا….اذا اختفت هذه المفاهيم العلمية والسياسية في اعلام اي حزب شيوعي ويساري هل يبقى شيء في هذا الحزب ؟.
نعتقد ،ان معالجة الازمة الفكرية والجماهيرية للاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية تحتاج إلى الاعتراف بالازمة والعوامل المسببة لهذه الازمة داخلية ،خارجية او داخلية وخارجية في آن واحد وتحتاج الى جهد جماعي لمن يريد معالجة هذه الازمة والعدو يعرف بها وبشكل جيد.
.نعتقد ان هذه الازمة  للغالبية العظمى من الاحزاب الشيوعية واليسارية تكمن في الجانب الايديولوجي والسياسي وغياب الديمقراطية الحقيقة داخل هذه الاحزاب والدروشة والتقديس في هذه الاحزاب والابتعاد عمليا وموضوعيا عن الطبقة العاملة وحلفائها وكذلك عدم اعطاء دور واهمية للمظمات الجماهيرية والمهنية الطلبة والطالبات والشبيبة ، وان وجد فهو نشاط شكلي غير نافع اصلا وهذا مرتبط بالدرجة الأولي في نهج القيادة المتنفذة في الحزب.
ان وجهة نظري هذه  ما هي  الا محاولة متواضعة نقدمها لمن يرغب في معالجة الازمة الفكرية والتنطيمية. واغناء الافكار وتطوير هذه الافكار لصالح الحركة الشيوعية واليسارية العالمية.
نعتقد ،يمكن   ان يبادر ،يقوم بها احد الاحزاب الشيوعية واليسارية ومنها  مثلا الحزب الشيوعي الصيني ،الحزب الشيوعي الروسي ،الحزب الشيوعي السوري او اي حزب شيوعي اخر بتقديم ورقة للمناقشة وسماع رأي هذه الاحزاب بها والاتفاق على عقد اجتماع لهذه الاحزاب التي  تتفق مع الورقة المطروحة من اجل اغناءوها وتطوير الافكار لمصلحة الحركة الشيوعية واليسارية العالمية وان يتم تحديد جدول اعمال المؤتمر مسبقاً  من اجل مناقشة هذه الازمة الفكرية والتنطيمية والسياسية و من اجل الخروج بقرارات تخدم وحدة وعمل ونشاط هذه الاحزاب من اجل تعزيز دورها ومكانتها في المجتمع الطبقي البرجوازي وتعزيز دورها ومكانتها على الصعيد العالمي لمصلحة الهدف الرئيس إلا وهو بناء المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي كمرحلة انتقالية نحو المجتمع الشيوعي.لان الراسمالية كتشكيلة اجتماعية واقتصادية ليس لها مستقبل.
نود ان نذكر البعض بما يلي:؛
## (( ان الاحزاب الثورية التي فنيت حتى الآن ،فنيت لآنها اصيبت بالغرور ، ولم تستطيع أن ترى اين تكمن قوتها ، وخافت من التحدث عن نقاط ضعفها ،اما نحن فلن نفنى لاننا لا نخاف من التحدث عن نقاط ضعفنا وسنتعلم كيف يمكن التغلب على نقاط الضعف…  وان الاخلاص والنزاهة في السياسة ما هي الا نتيجة للقوة اما الرياء فهو نتيجة للضعف)). لينين.
## (( هزوا شجرة الحزب بين فترة واخرى حتى تسقط الوريقات الصفراء والذابلة وتنشأ محلها وريقات خضراء يانعة)). لينين.
## لينين حذر من اغراق الحزب (( بالمثقفين)) إذ قال (( ان المثقفين هم اكثر الناس قدرة على الخيانة ،لانهم اكثر الناس قدرة على تبريرها)). لينين.
## (( ان الخيانة سواء كانت بجهل او بغباء او مخطط لها فهي خيانة عظمي)). لينين.