18 ديسمبر، 2024 9:46 م

وجهةُ نظرٍ ستراتيجية عن الإستفتاء .!

وجهةُ نظرٍ ستراتيجية عن الإستفتاء .!

 بغضّ النظر من أنّ الأستفتاء فاقدٌ لموضوعيته وشرعيته الكردية ببقاء السيد مسعود البرزاني على رأس سلطة الأقليم وولايته المنتهية دستورياً , وهو متشبّث بها وبأستماتة , لكنّ هذا ليس بحديثنا هنا .

لا ريب أنّ الأستفتاء القادم هو التمهيد الحيوي للأنفصال المفترض , وهذا أمرٌ لا جدال فيه او عليه , ثمَّ اذا جرّدنا هذا الأستفتاء من جوانبٍ غريزيةٍ وعرقيةٍ , ولتجييره وتوظيفه للتمسك بسلطوية الأقليم من قبل القيادة البرزانية , كما اذا استثنيناه من معارضة الأتحاد الوطني الكردستاني لإجرائه , واذا ايضاً نشير الى ما سبق أن اشرنا عليه في ” تويتر ” من عدم وجود اية ضمانات حقيقية لنتائج الأستفتاء التي رفضت الأمم المتحدة والأتحاد الأوربي من الأشراف عليه , فكيف بمقدور السيد مسعود إقناع المجتمع الكردي او عموم المجتمع العراقي , بالأضافة الى المجتمع الدولي بصحّة نتائج استفتاءٍ يشرف بنفسه عليها .! , وما هكذا أصول اللعب .!

ومرّةً أخرى فليس هذا حديثنا هنا .!

لنفترض او نتوقّع أنّ حمّى الحماس الأنفصالي اصابت السيد البرزاني وأعلن ” استقلال ! ” الأقليم الذي لم يكن محتلاً , فماذا بعد ذلك .؟ , لا شكّ أنّ مصائب ستنزل وتهطل على رؤوس الأخوة الكرد جرّاء ذلك , وسنتاول احداها فقط بما تسمح به مساحة المقال , أوّل ردّ فعلٍ واجراءٍ سوف تتخذه اية حكومة عراقية , فأنها ستقوم بتبليغ منظمة الطيران العالمية , وكافة شركات الطيران في العالم بأنّ المجال الجوي في شمال العراق ” والذي يخضع دستورياً للحكومة المركزية ببغداد ” , فهو مغلق بالكامل أمام حركة الطيران , وأنّ الحكومة العراقية غير مسؤولة عن سلامة اية طائرة مدنية او عسكرية تخترق المجال الجوي في شمال البلاد .! وهذا أمرٌ له ما له من دلالات بما فيها لعسكرية ووسائل الدفاع الجوي .!!

الإجراء الفوري الآخر الذي ستقوم به الدولة العراقية بتضييق الخناق عن الأقليم المنشق , هو الوقف الفوري لأستيراد البضائع والمنتجات والسلع من تركيا عن طريق البر او عبر منفذ ” ابراهيم الخليل ” وسواه , وذلك ما يجرّد حزب البرزاني من جباية الرسوم المليونية ” بالعملة الصعبة ” من ارتال آلاف الشاحنات التي تدخل من تركيا يومياً . والى ذلك , فأنّ كافة جوازات سفر المواطنين المقيمين في الأقليم محددة بأرقامٍ خاصّة ! من وزارة الداخلية العراقية , وليس بمستبعدٍ إطلاقاً أن تقوم الحكومة العراقية بأبلاغ الجهات الرسمية لكافة مطارات دول العالم بأسقاط أرقام هذه الجوازات وعدم تحمّل مسؤولية مستخدميها .!

الجمهورية السلامية الأيرانية والتي اعلنت بوضوح معارضتها للأستفتاء وهددت مؤخراً بقطع مياه الأنهار المتجهة من اراضيها بأتجاه كردستان , والتي تمتلك ايضاً وسائل ضغطٍ شديدة ومتعددة بالضد من اجراء الستفتاء , وحتى قبل وقوع الأنفصال , وخصوصاً نفوذها الهائل لدى الأتحاد الوطني الكردستاني المناؤئ لحزب مسعود .. ثمّ , وعلى الصعيد التركي , والذي تتداخل فيه مصالح تكتيكية – سياسية بين السيد اردوغان والبرزاني , والذي لابدّ أن يؤثّر الأنفصال الكردي العراقي على الكرد الأتراك , فيكاد الأمر أن يتوقّف على الدبلوماسية العراقية الفاشلة في تجييره وتوظيفه لمصلحة العراق .!

وإذ نختزل الحديث هنا بأشدّ درجات الأختزال , ونجرّده من عواملٍ وعناصرٍ تؤذي الأشقّاء في شمال البلاد , فالى اين أين يتّجه ويقود السيد البرزاني الشعب الكردي الى ما أبعد من الهاوية!

�” �o