اخاطبك بلهجة العقلاء متى نصحو على أنفسنا من ملازمتك لنا ايها الجهاز الشقي… الذي لا تنتمي الى دولة معينة ولكنك تسكن كل بيوت العالم. ليس لديك عشيرة واسمائك مختلفة بين دولة واخرى كل ما اعرفه عن انتمائك الحقيقي هو انك من فروع جهاز الحاسوب واساس رفعتك هي شبكات الاتصالات وشبكات الانترنيت…
منذ ان دخلت حياتنا وانت رفيقا” ملازما” لنا لا نستطيع فراقك ليوم واحد….لقد دخلت في كل مفاصل حياتنا الخصوصية منها والعموم.
احيانا كثيرة تزعجنا واحيانا اخرى تجلب لنا اخبارا” سارة وسعيدة ..
نتكلم مع أحبائنا واصدقائنا بكل خصوصياتنا ونبوح كل اسرارنا معهم ولانريد ان يسمع حديثنا أحد ولكنك الوحيد الذي تسمع كل ما يدور في حديثنا…
لقد جعلتنا نترك قراءة الكتب الورقية والكتابة بقلم الرصاص واصبحت انت القرطاس والقلم وانت الكتاب في رفقة السفر وانت شاشة التلفزيون في نقل الاخبار وانت ساعة الوقت… وانت.. وانت… وانت..!!!!
تخلد الذكريات وصور الراحلين. تنقل لنا صور الحروب وتنقل اخبار القتل والدمار.
لم نشتاق بعد الى قصص الف ليله وليله وانت موجود بيننا فالف ليلة معك لها طعم خاص….
نكذب احيانا بسببك فننتحل اسماءً وهمية ونسجل ارقاما لاعمارنا غير حقيقية…
نفكر كيف نشحن بطاريتك الجافه اكثر مما نفكر بمأكلنا ومشربنا وننظر اليك كل لحظة لنعرف ما ذا تحمل لنا من الاخبار الجديدة….
نسمع الاخبار في مواقع التواصل عن طريق جنابك الالكتروني..
تجمعنا مع اصدقائنا البعيدون وكأننا نعيش في غرفة واحدة..
لم نكن نعرفك سابقاً فانت من مواليد الحروب الإلكترونية صنعتك العقول الذكية بواسطة التكنلوجيا الحديثة….
نعم ايها الجهاز الملازم لنا ليلا” ونهارا” لقد عبرنا بك مرحلة السحر والشعوذة وقتلنا بك فراغنا. ولانعرف ما يخبئه العلم لنا في المستقبل معك..
ياصديق الأميين والمتعلمين ..
لو فكرنا بخدماتك الكثيرة الصالح منها والطالح لوجدناك مكتبة “يلازمها القراء في كل لحظه..
كل خدماتك جليلة استطعت ان تغلب على كل شيء فلقد ماتت مجالس الرجال واصبحت انت الجليس الوحيد بينهم ومهما كان عدد الموجودين في المجلس فالجميع مشغولين معك.. واستطعت ان تغلب ثرثرة النساء فتجدهن مشغولات معك في الدردشة فيما بينهن عن ماذا طبخت لوجبة الغداء ومتى تزوجين ابنتك وكم سعر فستانك المطرز واصبحت لهن وسيلة الترفيه وقضاء امتع الاوقات بدون الخروج من البيوت وفي اغلب الأحيان تجدهن متابعات جيدات لبرامج الطبخ وما يتعلق بالأسرة وعمل الحلويات ولكن بدون تطبيق احيانا فالرجال هم الذين يشترون هذه السلع من السوق …
واليوم اصبحت انت احسن هدية يقدمها الزوج لزوجته.والاب لابنه وبنته والصديق لصديقه..
نعم يارفيق العصر نحبك كثيرا “ولكننا نتعامل معك بحذر شديد فانت كالسيف ذو حدان من لا يعرفك جيدا تقطعه وتسيء اليه وتعكر صفوة حياته…
واخيرا أتمنى لك التطور دائما انت وكل انواعك ومسمياتك خدمة لنا ولأبنائنا ولجميع ابناء الإنسانية..
ورغم انني لم اغير نوعيتك منذ زمان بعيد ولكنني اتذكر نوعيتك الاولى التي اشتريتها في وقتها للاتصال فقط واطلق عليها ابناء بلدي جهاز ((الشحاطة )) فاستبدلته بجهاز آخر انتجته شركة سامسونج والذي حصلت عليه هدية مجانية من شركة كي كولا نتيجة الفوز باحد عروضهم ومازال معي رغم مرور سبعة سنوات على اقتنائه ولكن هذه المرة سأكون اكثر رقيا” وربما اشتري جهاز اكثر حداثةً لانني اعيش في بلد يغزوه زمن المظاهر …فالجهاز الراقي يعكس الوسط الذي تعيشه كما يتكلم به واقعنا اليوم…
بارك الله في العلم والعلماء الذين ابتكروا هذا الجهاز الإلكتروني وقاموا بتطويره وجعلوا العالم عن طريقه قرية للتواصل .وعن طريقه نستطيع ان نسمع اخبار بعضنا البعض .
فلك مني وقفة اعجاب ولكل مستخدميك تحيه والف تحيه والى تواصل دائم بالمحبة والمودة .
ولكل من قرأ مقالتي مني السلام…