نكهة الوطن في وجع الناس وملح الدموع, وشر الأمور فيه يُضحك, ثقل الأحتلالات والحصارات والخيانات والعواصف الترابية والغبار وفواجع يمتصها حزن الأغنيات وتقشف الأكواخ, صبرالعراقيين جارح واسئلتهم تجادل الغيب وتخترق المجهول:
ـــ اين هم ذاهبون في العراق وماذا استبقوا منه للذاكرة, معهم الى فردوس السماء ام يشعلون فيه جهنم الأرض, لعلهم يفتحون لنا ثغرة في جدار وساطتهم لنسأل الرب عن حظنا في الجوع والحرمان والأستحقار وموتنا اليومي ويخبرنا اي دين او مذهب يمتلك حق التصرف فينا ومتى ينتهي اختبار صبرنا ليحررنا من واجب اجترار علف مواعظ وتصريحات الوسطاء؟؟؟.
ـــ استهلكوا فينا الصميم ولم يتركوا لنا جواباً يرينا غدنـا ولو حافياً من المعنى واليقين لنفتعله مبرراً للحلم في فردوس تغمرنا فيه رحمة الله كما نقلت كتبه المقدسة او كما قاله هذا المؤله بالألقاب ولنعلم من هو الأعظم , رب العالمين ام مرجعاً متوجاً خلف جدران السرداب او رئيس حزب اسلامي يفجر في وعينا شعوذاته الناسفة؟؟؟.
ـــ نسأله وهو اللا شريك له, لماذا اذن تعددت واختلفت وتكافرت وتقاتلت فينا رسالات الوسطاء للأستحواذ على عقارات الدنيا الفانية وكل يبشر قتلاه “عند ربهم برزقون” وترمى حقيقتنا وحدها في جهنم وهل ان تفريغ عباده من روحهم وفرحهم وذاكرتهم والمتبقي من آدميتهم حسنة لتأديب العقول؟؟؟.
ـــ ونسأل: في اي جبهة قتال اسلامية سينتصر نبي الأسلام, مع وهابية خادم الحرمين ام مع اخوانجية عائدون من تاريخ الخلافة العثمانية ام ولاية فقيه تتسلل احزاب تبعيتها في شرايين العراق, احقاً كتب علينا ان يشربنا العالم والجوار دماء وارواح وثروات وجغرافية ومتى سينتهي الأختبار لننجح او نرسب في حكمة العقاب الأجباري؟؟؟.
ـــ اسئلة تجرح اخرى: تبحث في فراغنا عن مضمون لنا وما الضرورة لاختبارنا وقد قال احد اوليائه “لو كان الفقر رجلاً لقتلته” وقال آخر “الجوع ابو الكفار” وغيره “العوز رذيلة فأجتنبوه” وينتظر منا المستحيل, هل هناك ثمة شمعة فرج في النهاية التي لا تنتهي للنفق كي نرى بؤس ما ينتظرنا او هدنة اسلامية للمجزرة قبل ان يصطادنا الشك ويرغما على احترام عقلنا واعادة قراءة تاريخنا لنرى فيه حقيقتنا فتسقط الأقنعة عن الأقنعة.؟؟؟.
ـــ وسيط خذل الرب وشعوذ عباده, يدعو للجهاد ويتقيه, يقاتل بدم الضحايا ويحرس الأقربون, يسمي موتنا “فوزاً عظيما” ويبذر ثرواتنا على ترميم معطوبه واستئصال زوائده ويقول “القناعة كنز” ولحيته مدبقة بدسم الفساد ويدعونا لأطاعة ولي امر يدفع له خمس المسروق من قوتنا وبيت المال, يؤله نفسه بالألقاب ليقلل من شأن الرب, كأي لص يسرقنا يخدعنا يكذب علينا ويتمدد مستوطنات في احشاء مدننا ثم يدعونا لشد الحزام على الحزام.
ـــ سئمنا يا رب خدعة نصيبنا وقسمتنا وعبثية اختبار صبرنا وادركنا بكامل بصيرتنا لعنة الأستغباء ونقضنا بيعة الوسطاء واحتفظناك عامري الأيمان في صميم الروح, نتوسلك ان تتقمص البشري لترى ما يفعله الوسطاء في عبادك, شوهوهم شعوذوهم انهكوهم واذلوهم ولم يتركوا بينهم ما “خلقتهم على احسن تقويم” واترك لهم فرصة ليعيش بكامل ادميتهم لا لشيء فقط ليحترمواالفردوس.
ـــ لا نريد ان نغزوا ونقتل ونغتصب غيرنا حتى لا يفعلوا فينا ما فعلنا, سوف لن تتسع مساحة اكواخنا اذا ما توسعت مستوطنات الوسطاء, نريد ان نحيا كما تحيا الطيور, نأمن ونفرح ونحب ونغني ولا نريد ان نكون صقوراً من رخام نؤدي وظيفة الوسطاء او كحشرات مجهولة الشأن مؤذية, لا نريد ان نخشاك وانت الرحمن الرحيم, نريد ان نحبك لتكون عوناً تقينا شر الوسطاء قبل ان تستنفذنا الأحتمالات.