22 ديسمبر، 2024 5:25 م

وجعلنا من الماء كل شيئ حي

وجعلنا من الماء كل شيئ حي

الامطار عتد جميع الامم والشعوب والاديان السماوية هي منبع للخير وقد نشأت الحضارات في المناطق المتوفرة فيها المياه والانهار كما هي الحال على ضفاف دجلة والفرات , وكانت الامطار مصدرا للخير وعندما تتاخر الامطار تقوم الكثير من الشعوب بصلاة الاستسقاء ,والدول المتحضرة تعرف قيمة الامطار وتبني لها السدود للتصرف فيها في حالات حصول الجفاف , اما الجمورية العراقية وخاصة قي ظل حكم الاسلام السياسي فالامطار مهما تكن بسيطة تمتليئ الشوارع وتنسد الطرقات وتنهار البنايات الطينية وتغرق , هذه المأساة تتكرر كل عام بفضل الفساد المستشري في البلاد ونهم وطمع الحكام المتسلطين على الثروات وعدم القيام بالمشاريع العمرانية والبنى التحتية , مع العلم بان العراق يبيع يوميا ما يقارب الاربعة ملايين برميل من النفط , وتتوزع هذه الاموال بين السماسرة المختصين باكل المال السحت الحرام , وحرمان الشعب الفقير من ثرواته واستحقاقاته الطبيعية التي ينص عليها الدستور العراقي , لقد كان المفروض ان تكون الحكومة العراقية قادرة على استيعاب موجات السيول العارمة التي تسببت في قتل واحد وعشرين مواطنا وفقدان خمسة عشر وقتلت الكثير من المواشي والحيوانات الاليفة الاخرى ولم تتواجد اية امكانات لخزن هذا الكم الهائل من الثروة المائية مع العلم باننا نعاني من جفاف في عموم العراق وقد احترقت الاهوار لقلة المياه وهاجرت الطيور وماتت الاسماك ونزح المواطنين مع الجاموس الذي لا يستيطع العيش بلا ماء , وذهبت المياه الى البحار بعد ان عاثت فسادا وقتلا وتخريبا وصحيح المثل القائل ( المايعرف تدبيره حنطته تاكل شعيرة )
تتراكم علينا الكوارث تباعا من نفوق الاسماك بألاف ألأطنان في نهر الفرات الى نفوق الدجاج في سامراء 300 الف دجاجة ونحن بانتظار المزيد من الكوارث مازالت اخطار السيول مستمرة عدا تحركات الدواعش وفقدان ألآمن في معظم محافظات العراق والمناطق المحررة , ناهيك عن تأخير تشكيل الوزارة وما صاحب العملية السياسية من تعنت وشخصنة العملية السياسية وكان المفروض البقاء غلى العهد في تشكيل حكومة عابرة للطائفية والمحاصصة الاثنية وليس الصراع على الوزارات والمناصب ووضع بعض الوزارات في البورصة وهذه الظاهرة هي قمة الفساد وقلة الاخلاق والخروج على المفاهيم المدنية والديمقراطية وتشكيل دولة المؤسسات التي انتظرها الشعب طويلا وضحى من اجلها .