وثيقة الشرف التي وقع عليها القادة ما هي الا محاوله يائسة وبائسه وهزيلة يحاول هؤلاء المفككون المتشرذمون تسويقها لأبناء الشعب على انهم لازالوا قادة لهذا البلد وان القرار السياسي ما يزال بيدهم يتحكمون به كيفما يشاؤون ..وهي محاوله عقيمه لكسر الجمود وتأصير التقارب ونبذ الاختلافات والمهاترات والتنابذ بين احزابهم ورموزهم ..كما انها رساله يراد ايصالها الى الدول صاحبة القرار المؤثر في السياسية العراقية والدول الإقليمية والعربية يصورون فيها عن مدى التوافق والانسجام في الرؤى والسلوك وتجاوز كل العقبات والمشاحنات والازمات التي وصمت المرحلة الحالية وقادتها .الا ان هذه الوثيقة في مضمونها الحقيقي هو محاولة الالتفاف على السلطه وتركيزها بشخوصهم واحزابهم الاساسيه من خلال تشكيل ما يسمى بمجلس السياسات البائره السابق وهو بالتالي يراد منه عزل الشعب وتصغيره وابعاده عن سلطة القرار والاختيار الذي تجسد في المظاهرات والاعتصامات الجماهيرية التي تعالت صيحاتها حول منابرهم وعروشهم مهددة وجودهم ومصالحهم .فالشرف ايها الساده هو غسل الادران العالقة في عمليتنا السياسية الفاشلة التي كان لكم الدور الريادي والاساسي في التردي المهلك الذي وصلت اليه هذه العملية ولا يمكن ان يتحقق هذا الشرف الا باستئصال كل الرموز والشخوص السياسية والحزبية التي تبؤت المراكز والمناصب القيادية والإدارية في السلّم الاداري للدولة والسلطة وتوظيف الكفاءات والمهارات الوطنية النظيفة والنزيه والمستقلة والتي ترى في المسؤولية وتحملها تكليفا وليس تشريفا ومغنما لجني الجاه والسلطة والكسب غير المشروع .والشرف هو اعادة العراق الى سيادته واستقلاله وتحرير اراضيه ومدنه وقصباته وحرائره وناسه التي تخليتم وتخاذلتم عن حمايتهم والحفاظ عليهم من براثن شذاذ الافاق والمجرمين المتسكعين النازحين من دياجير الظلام والهمجية وما افرزته البشرية من حثتالات ونفايات . ويبقى الشرف الحقيقي ايها الساده هو الحفاظ على المال العام والبراءة من السراق والمفسدين الذي تغرق به صفوف أحزابكم ومسؤوليكم .والشرف ترويج ملفات الفساد إلى المحاكم المختصة لمحاسبة المقصرين والمتلاعبين بقوت العراق وثروته وليس بالتستر على الفاسدين من أحزابكم الذين اثروا على حساب جوع الشعب وفقره .والشرف هو حرمة الدم العراقي والحرص على أرواح العراقيين والذود عنهم وحمايتهم عما يعتريهم من الإرهاب الوحشي الذي يفتك بأوصالهم وييوتهم وعوائلهم وأبنائهم دون أي رادع أو اكتراث منكم و من لدن قياداتكم الأمنية والعسكرية .والشرف كل الشرف ايها الساده الابتعاد عن الاستئثار بالسلطة ومؤسساتها وتغليب مصلحة الشعب على مصالحكم ومصالح أحزابكم ومنتسبيكم وأقاربكم ومن يلوذ بكم ويتمسح بأذيالكم من الطفيليين والانتهازيين . والشرف هو تقديم أقصى ما تستطيعون من خدمات وأعمار وبناء لتعيدوا الثقة والاطمئنان في نفوس الشعب الذي غيبتموه طيلة هذه السنين .وان تولوا العراقيين جميعا وبكل مللهم وأجناسهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم بالعدالة والمساواة وبلا تميز في الحقوق والواجبات .وهذا هو الشرف وليس قُبل وأحضان وابتسامات وتواقيع ومسميات ستبقى حبر على ورق ولم يحصد منها الشعب إلا الخيبة والخذلان. كسابقاتها من وثائق الشرففي مكة المكرمة التي عقدت في 2006 بين مختلف الطوائف والأديان والأصول العراقية والعشائرية والتي حاولت رأب الصدع الذي طغى على المجتمع العراقي وجرفه على شفى أتون حرب أهليه جامحة فهل استطاعت هذه الوثيقة بكل ما حملتّها من آيات قرانيه وأحاديث نبوية من تقويض الإرهاب أو تخفيف الهجوم على المساجد والحسينيات ودور العبادة أو الإحاطة والحفاظ على أرواح الناس وقتل النفس البشرية التي حرم الله قتلها كما ورد في ديباجة الوثيقة أبدا لم يتراجع العنف الدموي في العراق سواء من الإرهاب المتأسلم والحاقد على شعب العراق أو من الميليشيات والموترون المشاركون في قيادة العملية السياسية لهذا البلد.ولازالت وثيقة اربيل التي مهدت الطريق لتشكيل ما يسمى بحكومة الشراكة الوطنية’ لازال شرخها متأصلا وفاقعا في جسم الحكومات التي تعاقبت عليها .ثم ماذا حققته المصالحة الوطنية ووزارتها وكل مؤتمراتها واجتماعاتها واحتفالاتها وهي تضج بالأهازيج والهتافات والبيانات المنمقة والمهذبة عن الوحدة والوئام والانسجام بين كل شرائح المجتمع العراقي والادعاء المفرط والمزعوم بانخراط اغلب الفصائل المسلحة والمعارضة للعملية السياسية في ركب المسيرة الظافرة التي تقودها هذه الشخوص والأحزاب التي حضرت لتوقيع وثيقة العهد والسلم الاجتماعي .في 2013.أليس البنود والفقرات التي وردت وزينت وثيقة الشرف مستوحاة من أهداف وطبيعة هذه الوزارات وغايتها.؟؟لكن الشعب العراقي لن تنطلي عليه هذه الفهلويات والفبركات التي يصنعها الساسة وأحزابهم فالسنوات التي خلت من عمر تبوء هؤلاء القادة على مقاليد البلد منحت هذا الشعب ألقدره والتبصر والذكاء للوقوف على كل مناورات والاعيب ومرامي هؤلاء السياسيون ومقاصدهم .