من بديهيات العقل الإنساني هو البحث عن انجع الأساليب والطرق لضمان الابتعاد عن الخطأ بصورة مستمرة ، وهكذا استخدم الإنسان اسهل الطرق ليضمن نجاحا يصبوا إليه وبعداً اكيداً عن كل مجال فيه الخطأ . ليس ما نقوله يتضمن جانباً واحد فحسب بل يضمن كافة مجالات الحياة وهكذا هي الطبيعة الإنسانية التي تحتم على ( العاقل ) أن يبتعد عن أي خطأ اقترفه .
نعم لقد اخطأ العراقيون باختيار المالكي لمرة ثانية وحدث ما لا يحمد عقباه ، فالعراق لم يمر بهذه السنوات العجاف حتى في زمن الملكة سمير أميس قبل ثلاثين قرن مضى .
لنستعرض إخفاقات السيد المالكي بطريقة سريعة دون إسهاب ودون تكبير لخطأ قام به الحاج أو من ينتمي لقائمته المشؤومة ، فلو نأخذ الموضوع من جانب مادي فالمالكي استلم ميزانية لثمانية أعوام تجاوزت ( 830) مليار دولار وهذا المبلغ مهول جداً ولكن لم نحصل من هذا المبلغ إلا على ( زرق ورق ) عبعوب وفضيحة عبد الفلاح السوداني ، ولو نأخذ الفكرة أمنيا فالعراق والحمد لله مخترق من الحدود إلى الحدود وليس هناك منطقة نستطيع أن نطلق عليها مفردة ( محصنة أمنيا ) فالخضراء معرضة للقصف في اي وقت ، ومطار بغداد الدولي اصبح يتعامل مع الصواريخ والكاتيوشا بطريقة ( الخطف ) واقصد طيران وهبوط الطائرة بطريقة الخطف والمباغتة لئلا تتعرض لصاروخ إرهابي من أبو غريب أو من صواريخ البطاطا وهو ينطنط بالقرب من معسكر مجاهدي خلق ، ناهيك عن طباشير الحرب الأهلية تلوح بالأفق والمليشيات والتنظيمات الإرهابية لها سطوة اكثر من قوات الحكومة .
أما على صعيد العلاقات الخارجية فحمداً لرب العزة لا نمتلك أي علاقة جيدة مع دولة إلا مع إيران وبطريقة ( الكلب المسحوب ) ونقصد منها أن حبل الرقبة لساستنا الكبار بيد ساسة ايران وكأنهم كالكلب المسحوب رغما عن انفه .
وعلى الصعيد الاصلاحي ونقصد ( اصلاح النفوس ) فالبلد سوف يكون أكبر بلد في الشرق الأوسط بعدد السجون السرية والغير سرية مع انتهاكات فيها التفنن السادي واضح المعالم على ظهور وصدور السجناء ولا يوجد سقف زمني لتقديم المتهمين للمحاكم فهناك حالات مضى عليها سنوات وسنوات دون أي تهمة ضد المعتقل .
أما على صعيد النقل فنحن البلد الوحيد في العالم يمارس أولاد وزراءنا ( الزعاطيط ) لعبة البلي ستيشن في انزال واصعاد وحركة الطائرات ولكن طائراتنا فيها اروح بشر وليس طائرات ورقية وكل طائراتنا هي رهن نجول ( على وزن صخول ) لأولاد المسؤولين .
أما من يريد أن يتأكد من مهزلة ( الأمن ) بزمن الحاج أبو اسراء فعليه أن يتأمل وجود أكثر من مليون ونصف عسكري ما بين جيش وشرطة وأمن واستخبارات وفرقة ماسية وذهبية وفضية وذهب برازيلي ناهيك عن العلاسة وغيرهم ولكنهم اضعف من القاء القبض على رجل (واحد) يقبع في الخضراء واسمه ( نمير العقابي ) ولولا رحمة الباري عز وجل وبجاه أهل البيت ( ع ) وبوجود السيد حمودي ( رامبو ) الخضراء لكانت المنطقة الخضراء مختطفة من قبل نمير العقابي .
ولا داعي لتذكير القارئ الكريم بشهادات الوزراء المزورة وبالوكلاء وما إلى ذلك من مناصب عالية ودرجات خاصة فالحمد لله يبحث مجلس الوزراء والأحزاب عن أفشل ( اسم ) ليكون في أفضل ( مكان ) وها هم يتعاملون مع فكرة الرجل المناسب في المكان المناسب وفقا بنظرية ( ماو تسي تونغ) الذي قال في قاعدته الذهبية ( عالج الخطأ بالخطأ ) وكما يقولها المثل الشعبي العراقي ( أخبطها وأشرب صافيها ) هكذا نحن نخبط المخبوط وننتظر الصافي .
فالأسباب أعلاه هي التي جعلت من الشيخ خميس الخنجر زعيم ائتلاف كرامة أن يكتب وثيقة فيها مضمون النقاط اعلاه ويعتبرها شعار كتلة كرامة ( وهي بمثابة ) دستور الكتلة .
وهنا نقول كيف لو استلم السيد المالكي الولاية الثالثة ماذا سيكون حال العراق ؟ وهل سيبقى عراق على الخرائط العالمية فحسب ؟ أم نشهد توسيع خرائط الدول المجاورة ؟ فإيران ستصبح أكبر حجما وكذلك تركيا وغيرها من الدول المحيطة بالعراق ويصبح العراق بلد الأربع ملايين مسؤول حرامي .
للتوضيح فقط فإن الشيخ الخنجر لم يتعامل مع المالكي بطريقة ايجابية مطلقا والدليل اختلافه مع من ذهب من القائمة العراقية يقدم فروض الطاعة للمالكي ظناً منهم أن المالكي اصبح قارون العراق وعليه وجدنا أن الشيخ الخنجر استبدل الأسماء القديمة ( المنافقة ) بأسماء فيها بارقة أمل ووجوه شابة لضمان التمسك بعراق حمورابي الذي لا يخرج من عقل وقلب وروح ووجدان كل عراقي شريف دون وجود لفكرة قومية أو دين أو مذهب وهكذا هي الطريقة الناجعة للخروج من أزمة ( أبو حمودي ) ومن سماء كريندايزر العراق ، ولو أني اشكر حمودي فلولا حمودي أبن أبو إسراء لكان لحد الأن المغوار نمير العقابي يرسل الوزراء إلى نهر دجله كل يوم وعلى ظهورهم ( بستوكة الماء ) وبعدها يسرقون الماء من نمير العقابي سراً وعلنا ، فالسرقة تسري في بطون جائعة لا تشبع إلا من السحت الحرام.