7 أبريل، 2024 7:09 ص
Search
Close this search box.

وثبة كانون ١٩٤٨ ( وانتفاضة تشرين) مقاربات

Facebook
Twitter
LinkedIn
لقد كانت وثبة كانون الموقد الذي اشعل لهيب الثورة العراقية ضد الحكم الملكي وضد بريطانيا واذا كانت شرارتها قد انطلقت بسبب معاهدة بورت سموث
وعندما حاولت السلطة الملكية استمالت الوثبة من خلال شق صف قياداتها المتمثلة بالحزب الوطني والشعب والشيوعي والديمقراطي الكردستاني فانها في ذات الوقت قد فشلت رغم استقالة رئيس الوزراء جمال بابان وكيل صالح جبر الا ان الوثبة مضت لتؤسس لجموع. استمرت رغم هول ماتعرضت له القوى الوطنية
والتي راح ضحيتها استشهاد العديد من المنتفضين منهم جعفر الجواهري والالوسي وشمران علوان وبهيجة وغيرهم.
والوثبة استمرت تكافح على الرغم مما فقدته من فرص ومن رجال كان اخر من قدمت  قادة الحركة الشعبية الا وهم قادة الحزب الشيوعي العراقي في عام ١٩٤٩، فهد وحازم وصارم
ومع مرور الوقت تماسكت انتفاضة الشعب انذاك حتى انتفض الشارع بأنتفاضتين. في عامي ١٩٥٢، ١٩٥٦
ومن خلال هذه الانتفاضات اصطف الشارع حول قياداته واستقطب العديد من النقابات والمنظمات الجماهيرية وحتى النسوية حيث لعبت المرأة دورا رياديا في السير جنبا الى جنب مع الرجل
وما اريد توضيحه هنا ان بعض قيادات الانتفاضة استطاعوا تقريب. وجهات نظر نخب عديدة من الضباط
 توجوها بيوم ١٤ تموز حيث كان موعد الثورة والقضاء على الحكم الملكي وبغض النظر عن التباين في وجهات النظر حول تلك المرحلة الا ان الواقع يشير الى ان هناك ارادة جماهيرية صنعت التغيير، لذلك ارى من المناسب بيان اوجه الاختلاف بين  وثبات ١٩٤٨،١٩٥٢،١٩٥٦وبين تشرين
اولا:الارادة الوطنية لتلك الوثبات كانت صامدة وبقوة ولا يوجد فيها مندسين وكان الهاجس الوطني متوجها لاسقاط الحكم الملكي
ثانيا:التماسك التنظيمي ووحدة قيادات الاحزاب الوطنية اتجهت لحمل الروح الثورية والاصرار على تغيير الحكم
ثالثا: الانتفاضة انذاك كانت تجمع كل الطوائف شيعية سنية كردية والمسيحيين والصابئة وحتى اليهود حيث كان الاصطفاف الوطني هو الصفة الملازمة للوثبة والوثبات الاخرى
 رابعا: لا توجد شعارات طائفية او دينية اطلاقا فقط كانت الشعارات تنادي بمطالب وطنية
خامسا:التسابق الوطني وعشق العراق كان هو الرمز الذي صنع انهيار السلطات انذاك
سادسا: التشخيص الدقيق لتواجد لحمة القوى الوطنية
سابعا:لم تختصر وثبة كانون على حزب معين رغم قوة الحزب الشيوعي لكن يلاحظ مشاركة احزاب وطنية اخرى كالحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال وفوق ذلك كانت النقابات كالمحاميين والاطباء والمعلمين والمهندسين وغيرها من قوى الشعب كلها تشارك في هذه الانتفاضة وغيرها
وبالعودة الى انتفاضة تشرين تميزت بالاتي
اولا عدم وجود قيادة موحدة وعدم وجود اي اصطفاف وطني ممنهج عدا تواجد وخاصة في بغداد لقواعد الشيوعيين واتحاد الطلبة العام ورابطة المرأة العراقية
ثانيا: لا توجد شعارات وطنية موحدة بل وجدت شعارات دينية طائفية
ثالثا: تشرين كانت مختصرة على المناطق الشيعية وعدم مشاركة المناطق السنية والكردية
رابعا:على الرغم من الاعداد الكبيرة التي تتمثل بالنقابات والاتحادات المهنية لم نجد مشاركتها فاعلة
حيث اقول ان هذه الشرائح لا تشعر بالعوز المادي وهذه تجعل كل هذه النقابات متفرجة وارى بتقديري هو ضعف الحس الوطني لما يعانية الوطن  من احتلال اميركي وايراني وتركي وخليجي اضافة الى عدم الاحساس بما تعانيه الدوله من رداءة الخدمات والتعليم والصحة والاقتصاد والزراعة، اذ تشعر العديد من اصحاب هذه النقابات بالتخمة المالية التي تجعل لها مبرر لعدم مشاركتها هذه الانتفاضة
اذن مالسبيل لنجاح انتفاضة الشعب
علمتنا دروس السياسة ان وحدة المجتمع على هدف واحد كفيلة بتغيير النظام السياسي وذلك من خلال الصوت الواحد لكل قوى الشعب والسبيل الاخر للتغيير هو الاصرار على الاضراب ولو تجرأت نقابات المحامين والاطباء والمعلمين  واصحاب النقل والطيران والسكك الحديد والموانئ على الاضراب يوما واحدا لانهارت هذه الدولة الورقية ولحدث التغيير بالطريقة السلمية
اما الخروج هنا. وهناك بمجاميع منهكة القوى اتعبها العوز والفقر وسقوط المئات من الشهداء  ارى في ذلك افقار لاي انتفاضة وفوق ذلك هو تعرض الثوار الى العنف والقتل من مختلف الجهات والتي مازالت الدولة تقيدها ضد مجهول
اخيرا ان قيادة الشارع تحتاج قيادات ثورية فذة تبسط وجودها وتفرض الخروج للشارع بطرق متعددة لهو الطريق الثوري للنجاح وللثورات طرق اخرى ان فشلت فيما ذهبنا اليك
مجدا لشهداء العراق والنصر حليف شعبنا العراقي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب