19 ديسمبر، 2024 6:00 ص

تمر علينا هذه الايام ذكرى وثبة كانون المجيدة وهي مليئه بالدروس والعبر ولكي نستفيد من هذه الدروس علينا معرفة اسباب اندلاعها, وهل نحن الان نعيش اوضاع مشابهه لأندلاعها انذاك ,وهل نحن بحاجة الى وثبة كانون جديدة .
 وثبة كانون اندلعت في عام 1948 في مثل هذه الايام احتجاجاً على معاهدة بورت سموث البريطانية السيئة الصيت , اذ ان بريطانيا بعد ان احتلت العراق وضعت لها موظفين يحكمون بأسمها على شكل حكومة ولكنهم عراقيون وعلى رأسهم ملك وربطتهم بمعاهدات كانت تستبيح ارض العراق وثرواته , وكانت القوى الوطنية والتقدمية تسعى الى تغيير الواقع المزري انذاك وخاضت صراعاً مريراً مع ازلام بريطانيا وعملائها السريين ومن هذا المخاض ولدت وثبة كانون التي اجبرت الحكومة انذاك على الغاء المعاهدة  بعد ان قدمت القوى الوطنية التقدمية الكثير من الشهداء فداء للوطن , في عام 1948 كان الفساد مستشري ايضا وكانت قوى اقليمية تتدخل بالشأن الداخلي العراقي وكانت بريطانيا الآمر الناهي في السياسية العراقية ولديها ايضا قواعد عسكرية في الحبانية والشعيبة وكانت الحكومة تتفرد بقرراتها ولاتسمع للقوى الوطنية التي كانت متمثلة بالحزب الشيوعي العراقي وحزب الاحرار والحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال   , ارادت الحكومة زرع بذور الانشقاق داخل الاحزاب المتحالفة في التظاهرات حيث اجتمع المعارضون مع حكومة صالح جبر   , قال  الوزير عبدالمهدي المنتفك بالنص وحسب ماذكره المؤرخ  العراقي حامد الحمداني 

(جرت في الاجتماع نقاشات حامية حول تطور الأوضاع بين الموالين للسلطة والمعارضين لها، وقد اتهم الوزير[ عبد المهدي ] المتظاهرين بأنهم عناصر شيوعية هدامة ورد عليه السيد كامل الجادرجي بقوله:
   [ إن المتظاهرين هم عناصر وطنية وقومية عربية صرفه ].  
انتهى نقل النص
هذه العبارة تتكرر الان  اذ يتهم المتظاهرين  اليوم  , كل المتظاهرين في ساحة التحرير او في الانبار بعدم ولائهم للوطن والشعب , نحن نقول للجميع هذه نغمة قديمة اكل  عليها الدهر وشرب

دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي يقول ان المتظاهرون ينفذون اجندة اقليمية وان بعض من هذه المطاليب شرعية , فماذا ينتظر دولة رئيس الوزراء , عليه ان يلبي المطاليب المشروعة ويفوت الفرصة على المندسين في التظاهرات وبالتالي يكون قد نجح بمعالجة اخطر الازمات التي تواجه الشعب , الا وهو الاقتتال الطائفي , هل ينتظر ان تتأزم الامور اكثر  , هل ينتظر ان تتكرر حادثة الفلوجة وبالتالي تتحقق نبوئته بمذابح طائفية جديدة , ماذا لو كان المالكي نفسه يمثل اجندات اقليمية وهو من يدفع الامور الى التأزم وهو من يريد الاقتتال الطائفي ان يحدث  لكي تعم الفوضى ويبقى العراق ضعيفاً مخترقاً وتسيل فيه انهار من الدماء , وتسرق امواله بوضح النهار ويبقى هو على رأس السلطة ويصول ويجول , وهنالك ثوابت واضحة تؤيد هذا الطرح واهمها  هوالتردي الذي يكاد ان يكون متعمد , في الخدمات الاجتماعية والاخفاق الكبير في توفير الكهرباء والتقصير الواضح في الحصة التموينية التي هي المصدر الغذائي الوحيد للفقير, والسرقات وهروب القتلة من السجون وكثير من هذه الاخفاقات , وحتى لاننسى ان احد اسباب وثبة كانون هو عدم توفر الخبز  اذ اختفى الخبز من الاسواق بعد ان قامت الحكومة بتصدير الحنطة الى خارج العراق ارضاءً للتجار الكبار والاقطاعين  , كل هذه الدلالات تشير الى جُرم ارتكب , والمسؤول الاول هو السيد نوري المالكي وحكومته , فلماذا لايتهم السيد نوري المالكي  انه ينفيذ اجندة اجنبية , نحن نقول هذا جدال لاينتهي لنقول نحن جميعا ابناء هذا الوطن ولنعمل على بناءه وحماية ابنائه وتفويت الفرصة على الاجنبي والمحتل والارهابي  والطائفي والفاسد والسارق والمزور , لنعمل سوية لبناء مستقبل العراق المستقبل الامن الحر السعيد

نحن نتمنى من السيد نوري المالكي ان يبتعد عن هذه التحاليل السياسية الان ,  لانه مثلما اتهم متظاهري ساحة التحرير بالعمالة والبعثية وكانوا يطالبون بالكهرباء وتوفير فرص العمل واصلاح النظام  , انه يتهم الان الانبارين بتنفيذ اجندة اقليمية ويترك الحابل على الغارب لتسوء الامور اكثر واكثر , انه تَعود على عدم حل الازمات وتذليلها , كان ومايزال يسعى الى ترحيلها وتأجيلها . نحن نقول اليوم  ليذهب لمعالجة التظاهرات الانبارية بشكل عقلاني واطفاء غضب الانبارين وخصوصا بعد حادثة الفلوجة , طالما هي مطاليب كما يقول بعضها مشروع , واذا كان  الامر منوط بالسلطة التشريعية ايضا , عليه العمل معها ليل نهار على تسوية الامر وليعتبرها حالة طارئة تستوجب التفرغ وسهر الليالي , على الاقل ليبرئ ذمته امام الله والشعب , ان الجميع يحمله مسؤولية ماحدث وما سيحدث وسيتحمل لوحده تبعات الانتكاسة  , لاسامح الله لو تطورت الامور فانها لاتبقي ولاتذر, نحن نعتقد ان الرجل نوري المالكي يمتلك الشجاعة الكافية لمعالجة الازمة بوطنية عاليه ولكننا نعلم ايضا انه وضع  نفسه في موضع لم يكن يريده ولكنه دُفعَ اليه دفعاً من قبل اخرين يريدون توريطه بالطائفية ومن ثم يتملصون منها ويتركونه لوحده ويتخلون عنه , احذر ياسيدي . ونحن نذكر الحكومة ان الصيف على الابواب والشعب ينتظر الكهرباء , فها نحن في عام 2013 عام تصدير الكهرباء الى الخارج كما وعدت الحكومة

—————————–
مأساة العالم الذي نعيش فيه تكمن في أن السلطه كثيرا ما تستقر في أيدي العاجزين
( برناردشو )

أحدث المقالات

أحدث المقالات