19 ديسمبر، 2024 12:41 ص

وثائقي “في سبع سنين” يكشفُ عقم نهج إعداد الإسلاميين

وثائقي “في سبع سنين” يكشفُ عقم نهج إعداد الإسلاميين

سبع سنين في عمقها كان المنتظر ظهور سبع دول إسلاماً حقيقية تصون الكرامات والحرمات وتنتفض لإقصى باتَ أسير الصفقات
هذا ما كنُت أنا كجميع شباب الربيع فيهِ يتأملون.
إلا ان معادلة القادة المنقلب عليهم قد برزت شخوص فشلها وإكتمل بدر عقمها الفكري على أقل تحديد في وثائقي “في سبع سنين” الذي أنتجتهُ قناة الجزيرة لرصد التحولات الأجتماعية والفكرية التي ألمت بالشباب المصرين بعد قيام ثورة ٢٥ يناير/2011 وتحول مسارها بعد الإنقلاب العسكري .
هذا التحول الذي كان من نفس الجنس في جميع دول الربيع تجلى في الفلم بشكلاً واضح وأتاحة الفرصة للمختصين حل لغُز عدم ثبات جنين المشروع الذي دائماً ما يسقط في حلقته الاخيرة
وهو ضعف الإرادة المنبثقة من الحضور النفسي التي تفتقدها منهجية الإسلامين واظهارهم على هيأة متأسلمين !
فبعيداً عن الحملات العدائية وتوجسها من ترؤس الإسلامين للسلطات التي لا أنكُر حجم تأثيرها الكبير في تحول مسار الربيع .
لكن هذهِ الحملات بدت واثقة بنجاح مخططاتها من الوهلة الاولى ليقينها من أرضية الربيع الخصبة ومتكررة الظهور بنفس الصورة .
يعود ذلك اولاً لفضل معرفة حجم الفروقات بين السياستين الفكرية التي تفتقد فيها سياسة الأحزاب الإسلامية كما وسبق الذكر الجانب النفسي .
الذي اسهم وبشكلاً كبير إن لم يكن حاسم من إجهاض الثورات بثورات مضادة ترهق وتشغل الشعب بنصرٍ وهمي والغاية إبعاد الإسلامين .

—فروقات السياستين ومستوى الإدراك
أن إيمان سياسة الغرب بسياسة أحزاب الشرق بأنها متأسلمة حتى لو كانت دون إدراك او لقناعة معينة .
وأسميتها بالمتأسلمة اي بمعنى منضوية تحت مصلحة سياسية هذهِ عادةً تكون عديمة الإرادة التي يتمحور عليها أساس النجاح ومنقسمة المصلحة عكس ما تنص عليه سياسة الإسلام .
أهم هذه الفروقات هو استخدام التحولات الفكرية سواء كانت من نفس الجنس الذي ظهر في الفلم او من جنساً آخر بالضد.
يرجعُ ذلك الى عدم التمكن من توحيد كلمة المشروع العربي الإسلامي وتهيئة المجتمعات معنوياً أما لسبب الجهل في المشروع اصلاً أم أنهم فعلاً متأسلمين والقصد هنا منقسمي المصلحة ويتسلقون بالإسلام لغايةً فمن الطبيعي تكون هذه النتيجة في كلتا الحالتين . ويمكن تقسيم معالم الجهل والتأسلم لدى متبني المشروع الإسلامي الى قسمين (١-الأحزاب الإسلامية ، ٢-الحركات الجهادية)
١- إستخدام سياسة التعتيم في الشعارات والأقوال والطروحات وعدم التهيئة لصدمات من قبل الأحزاب التي تتُيح للفرد في أي فرصة يصطدم او ينفتح فيها على باقي الشعارات والأقوال والبرامج التأثر والإنصياع في دوامة التحولات الفكرية .
ليس كما في الأفعال الميدانية التي تجعل المقارنة ما بين معطيات أفعال كافة الاتجاهات تتصل بالخلايا الحسية والإدراكية للفرد مباشرة بلا وعي من جانب حب الأنا وإختيار الأفضل لها .
ومن الجانب الوجداني والعاطفي الذي ينزلق ويتأثر بما يتلقاه ولا يمكن السيطرة عليه أحياناً سواء كان سلبياً او ايجابياً أذا ما تعرض الفرد للضغط والألم بسبب ميوله الأول كما ذكره(سيجموند فرويد) في السيكولوجيا العلمية عن حالة الوجدانية الواعية إن “الكدر يتوافق مع ارتفاع مستوى الكمية النوعية في الخلايا العصبية الكمية
او مع ازدياد الضغط يتم إدراك إحساس ما..
وذلك عندما تزداد ( الكمية النوعية في الخلايا الكمية ) في (جهاز الخلايا النوعية ) تولد اللذة من إحساس بالتفريغ”
وهذا ما يجب إدراكه كما ظهر في الفلم أحد الأشخاص يقول “ما كنتش شفت غير الأخوان علشان أعرف أنا أخوان أو لا” وهذا يلخص لنا طريقة التفريغ التي تحدث عنها فرويد بعد الضغط المستمر بتجاه واحد.

وبالعادة إن ما ذكره الشاب يكون كطريقة تُستخدم من قبل المعبين الفكرين لتحصين الفرد أمام موجات التحولات من وجهة نظرهم سواء كانت لمصلحة إسلامية او سياسية وهذا قد ثبت في الفلم خطأهُ .
لذى يتطلب العمل في إحداث توازن فكري في منهجية المشروع وليس التغيب على إيت حال كان . ليكون الفرد مستعد معنوياً لأي منعطفات وصدمات وبالإضافة إلى إستخدام سياسة الإطلاع المشبع لكافة الجبهات لكي لا يكون الفرد متخندق في فكر ميوله فقط فيفاجئ بأي تحولات تحدث او صدمة في سير المشروع لينجرف دون شعور كما ظهر مع الاشخاص الذين ظهروا في الفلم .

٢-إستخدام سياسة الاقتباس في القرآن والأحاديث حسب الحاجة من قبل الحركات الجهادية وهذا ما شهدناهُ حتى على صعيد حركات الجهاد العالمي .
التركيز على (الآيات الشرعية) التي يمكن أن نقول نسبياً هي الآيات التي يبرز فيها وجه الحدة وترسيخها في العقول وإطفاء طابع الرسالة
في المعاملات التي تنظم الجانب الأقتصادي في الحياة البشرية والإعجازي والمعرفي في الآيات الكونية .
مما (جعل الطابع العام لإفراد الجماعات يطفو بالوجه الشديد) ليبعث للعالم صورة ذهنية مضلمة .
ومن الجانب الآخر إن إستخدام هذهِ الأيديولوجية حتى لو حققت هدفها المأمول بعدها تتضح فيها مواطئ الضعف في المعاملات والجهل الإعجازي الذي يتبنى مرحلة الإبحار بالعالم والنهوض بالواقع المعنوي وهذا أساسي لإحباط مسمى (الأرهاب) الطاغي على خطاب المشروع الإسلامي حتى ولو كان يدعى ذلك .
مما يتيح إستخدام لغة التشويه على وفق نظرية من أفواههم ندينهم .

لذى من الطبيعي عندما تكون الحركة او الحزب بهذا المبدأ المتذبذ ذهنياً والخطاب المصحوب بالتشكيك المستمر لا يمكنها كسب التأيد ولا التخويل من المجتمعات وإن لم يتحقق هذا الكسب فلا شك النتيجة هي صفر لسبب انه لا يمكن مجابهة جميع هذهِ القوى الفكرية بفكراً منقوص وغير مدعوم .
مما يسهل المهمة ضد المشروع اكثر بستمالت المجتمعات وحتى أفراد الجماعات عاطفياً ووجدانياً عن طريق ضخ كم هائل من الافكار المضادة والمشككة وهذا ما يجعلني بالعودة الى قول (فرويد) ان “جهاز الخلايا العصبية النوعية يجد نفسه معرضاً لضغط الخلايا العصبية الكمية انطلاقاً من التوصيلات” كما لو حدث في صدمة كهرباء يصل تأثيرها الى جميع الخلايا العصبية تباعاً لذى من الطبيعي ستستسلم الخلايا النوعية لضغط أفكار الخلاية الكمية إن لم تكن متوازنة وهذا ما أكد عليه الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرح العقيدة الواسطية الذي حاول فيه ابراز كل التفاسير للمسلمين ليكونوا مهيئين في العموم .

وهذا ما يمكن إستنتاجهُ من ما ذكره أحد أفراد الحركات الجهادية في الفلم وهو يقول (هتغلبونا في منطقة وتكسرونا في منطقة معلش
عشان إحنة لسة شباب ومعندناش الخبرة بس انتو بتعلمونا) وهذا الدليل الواضح على كل ما سبق ذكره بإيحائه إنه لا توجد هناك حلولاً سوى الجهاد جاهلاً إن حتى الجهاد الذي لا يمكن إنكاره فريضةً إنه يحتكم لشروط عدة فيما إذ لم يتوفر أي الشروط فستكون المحصلة كجميع المحاولات التي قدمها سابقيه المجددين هي صفر.
وهنا ما أود أن أشير له هو الجانب النفسي .
الذي يتوفر عندما يتم تحقيق التوازن الفكري في المشروع نفسه والإنفتاح على على باقي أرضيات المشاريع المضادة لتكون المجتمعات وأفراد الجماعات مستعدة للصدمات أولاً لتفادي التحولات التي طرأت على مجتمعاتنا ما بعد الربيع والصمود .
والإستعداد الى ما بعد تحقيق الهدف ونجاح المشروع . ليكونوا على دراية تامة كيفية توطيد الجذور وكيفية تيسر ضروف الحياة وكسب الدعم الشعبي . وهنا يمكن القول لا يمكن إنكار التحولات الإجتماعية والفكرية بتاتاً ما بعد الصدمات حتى على صعيد باقي مشاريع الأيديولوجيات .
إلا أن هناك خطط علاجية تستثمر هذِ التحولات لتحويل أغلب مضارها فوائد ووقائية كتلك التي يجب ان تتخذ الآن عكس مشروع الإسلامين.
وكما لا يمكن القول هناك مشروع مربح (100٪) دون تضحيةً ؜إلا أن المشروع الإسلامي بدا كما لو يمكن وصفه بالسرطان كلما بدأ يكبر وينتشر وتلقى العلاج قتل جزءاً في الإنسان والمحصلة ضحاياه اكثر من اهل الشفاء . لذى لا بد من تغير النهج خصوصاً إن مركز جاذبية الخلل في سبع سنين المختصرة لخللِ ثلث قرن مضى من سياسة الأحزاب والحركات المجددة قد انكشف في 59:22 دقيقة في وثائقي (في سبع سنين) . يمكن الوقوف عليها والبدء اولاً بتحديد الطريق ما بين إعداد إسلامين ومتأسلمين من قبل المربين الفكرين والإحساس على ما أصاب المجتمعات الإسلامية بسبب هذهِ السياسات التي أتت بالصدمات واحدةً تلوى الآخرى مما جعلتهم ينفرون بالضد قبل أهل الضد بسبب ما تعرضوا له من خسائر بشرية ومادية لا تحصى الإ بالملاين وتوهان فكري جعلهم ينكرون حتى وجود الله ليس فقط أهلُ الله.
وتحديد منهجية عمل متكاملة تراعي الشروط الدينية والضروف الدنيوية وتبتعدُ عن العجلة والنظر بعناية للأسباب التي سهلت على المتصدين إستهلاك الطاقات بالأقتتال والانجراف في الإلحاد .