23 ديسمبر، 2024 6:14 ص

وتظل القدس العاصمة الأبدية لفلسطين

وتظل القدس العاصمة الأبدية لفلسطين

لاشك ان الحال الراهن للأمة العربية خاصة، والأمة الإسلامية عامة،يتسم كما معروف، بالتجزئة، والتشرذم،والاضطراب الأمني، والفساد المالي، والأخلاقي،والبطالة السافرة،وانخفاض الإنتاجية، والاعتماد على الخارج حتى في رغيف الخبز،والدواء.
وغني عن البيان أن تداعيات هذا الوضع المتردي قد تجلت بظاهرة إحباط جمعي،وعجز متصاغر أمام الغير، وخاصة فيما يتعلق بالنظام السياسي العربي،الأمر الذي عطل تفجير طاقات الأمة، الكامنة منها،والمرئية،على حد سواء،وأخرعملية نهوضها المعاصر، وبطريقة عمقت التبعية السياسية، والاقتصادية، والتكنولوجية، وقيدت حرية الإرادة العربية الإسلامية إلى حد بعيد،وأنتجت بالمحصلة سلوكا ذيليا تابعا للغرب،قاد إلى استلاب حضاري واضح، خلخل الكثير من قيم الأمة،بما فيه التفريط بمقدساتها الدينية.
وفي خضم دوامة هذا الوضع المزري للعرب، يأتي قرار الرئيس الأمريكي ترامب، باعتبار القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني المحتل، استخفافا صريحا بالعرب، واستهجانا بهم، وانحيازا واضحا للكيان الصهيوني، وتجاوزا لكل القرارات الدولية، بما فيها القرارات الخاصة بحل الدولتين،ليشكل طعنة لهم في الصميم، من حليف كانوا يعلقون عليه الكثير من الآمال،للوصول إلى تسوية عادلة للصراع العربي الصهيوني.
وإزاء هذا الموقف الصلف،ومع ضعف الحال المنهك للعرب بحسابات القدرة العسكرية المجردة،وتخلخل الوضع الأمني الداخلي، والصراعات المذهبية، والطائفية،فإنهم لا يزالون يمتلكون في جعبتهم الكثير من عناصر القوة،لرفض قرار الرئيس الأمريكي، والوقوف بوجهه بقوة،بما لديهم من طاقات كامنة،في مقدمتها استخدام سلاح النفط، ومقاطعة الدول التي تستجيب لهذا القرار، وتشرع بنقل سفارتها إلى القدس،ناهيك عن استخدام البعد الجغرافي الاستراتيجي للوطن العربي،وعمق جماهير الأمة.
ولان الموضوع أصبح أمرا واقعا، وقرارا جادا،من قبل الإدارة الأمريكية، ولم يعد مجرد تكهنات،فان الأمر يتطلب من العرب جميعا، الوقوف الحازم بوجه هذا التوجه الخبيث،واستخدام الكامن من طاقتهم الذاتية، بما فيها النفط،ودون تهيب،او تردد،ودون تعويل على أي مساومات، او صفقات مع الإدارة الأمريكية،لأنها بهذا القرار حسمت أمرها، بانحياز التام للكيان الصهيوني،وأسدلت الستار على حياديتها المزعومة ، كوسيط نزيه في الصراع العربي الصهيوني.