متى ضوءٌ سيرشدُني
لأعماقِ الرضا دَرَبا
متى الإبلاجُ من عُتَمٍ
عليها التِيْهُ قد كُتِبا
متى فجرٌ سيوقظُني
فاُلقيْ عنـدَهُ التَـعَـبا
أنا ليــــــلٌ بـغَـيـهَـبِـهِ
اُناجي الخوفَ والغضَبا
واُصغي والفضا صَمَمٌ
كأنّي مُصْغيٌ طَرَبا
وعينيْ في دُجَى ظُلَمٍ
تظنُّ اللارؤى كُتُبا
وما نجمٌ بهِ هُدِيَتْ
ظنوني أو لها جَذَبا
جميعُ الأرضِ أوردتي
تديرُ الفِكْرَ مضطَرِبا
ويغفو في ضميري الدوـ
دُ يغزو الصخْرَ والتُرُبا
وأرنو باشتياقِ الشمـ
سَ راحتْ في الفضا سَرَبا
فلا الإشراقُ يسعفُني
ولا يأتي الضِيا صببا
أنا الإنسانُ لا خبَرٌ
بخطِّ الكونِ قد نَشِبا
أنا شيءٌ من الأحلاـ
مِ والآلامِ قـد حـدبـا
أريدُ الوصلَ في سدَفٍ
أعاني ، ابتغي سببا
وتأتي الروحُ تلثمُني
وأخرى تفتنُ الكَذِبا
وليـلـي كلُّهُ صـوَرٌ
وما نـومٌ بهِ اقتربا
وأبني من ترابِ الوهـ
مِ داراً خزَّنتْ نَصَبا
هنا الأعوامُ والآثاـ
مُ قد دارتْ بمَنْ حَطَبا
هنا دَرْبٌ بقاطعِهِ
يلوذُ الصبرُ مُحتسبا
يداني كفَّتيهِ فتىً
أقامَ العمْرَ مُغتربا
يناجي والطريقُ دُجىً
ألا من صاحبٍ صحبا
تمنَّى لو لقتْهُ هنا
هواهُ ( الروحُ ) إذ طلبا
فكلٌّ قد لهُ فُطرتْ
سماءٌ ، والبِنا انشعبا
٠••
أنا والجبُّ جبٌّ واـ
حدٌ بالغيبِ قد شُعِبا
ولاذتْ في غَيابتِنا
ذئابٌ ، بعدما نُعِبا
فلاقتْ في مَجاهلِنا
من الأوتارِ ما طربا
ولاذتْ قبلَها رسُلٌ
وأصلُ البئرِ ما شُطبا
٠••
ومرّتْ من سِنيِّ العمْـ
رِ ما قلبي لها اضطربا
ولم تتركْ هنا أحداً
كأنَّ الحظَّ ما لعبا
وراحتْ من قساوتِها
تعرّيني لها حَطَبا
وصبّتْ من صنوفِ الجمْـ
رِ فقْداً أجّجَ الكُرَبا
وغنّتْ ليْ مواويلاً
تحاكيْ الحزْنْ والعَتَبا
٠••
وخلفَ البحرِ ذا مَلِكٌ
يعيبُ الناسَ قد غلبا
وقد حارتْ بهِ سُفُني
وما خضْرٌ لها حَجَبا
٠••
وما عمرٌ بمنصرمٍ
فكلُّ الدائراتِ صِبا
٠••
أنا والليلُ أنسجةٌ
تديرُ السمَّ والعِنبا
أنا – يا مُلهمي – أثَرٌ
وما جهدي بمَنْ حَرِبا
أنا اللاشيءُ في اللاشيـ
ءِ أمضي في الحياةِ سِبا
فلا اُلْفينَ من خطأيْ
بقعْرِ التِيْهِ مكتئبا
٠••