ليس بوسع بلدان المنطقة أبدا أن تتجاهل الاحداث و التطورات المتعلقة بنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لأن لکل مايجري في إيران علاقة قوية بالمنطقة وبالاخص للدول التي تخضع لنفوذ و هيمنة هذا النظام، ذلك إنه يعمل ضمن مشروع مشبوه يستهدف لضم بلدان المنطقة ضمن دائرة نفوذه و جعلها تابعة و خاضعة لها من مختلف الاوجه، ومن هنا، فإن لبقاء و إستمرار النظام أو سقوطه و تغيره، علاقة جدلية بالمنطقة لايمکن لأحد نکران تلك الحقيقة أو التغاضي عنها.
النظام الايراني، وبعد 4 عقود من السير بصورة حثيثة من أجل تحقيق حلمه بإقامة إمبراطورية دينية ذات بعد و عمق طائفي، وبعد کل تلك المصائب و المآسي التي جلبها على الشعب الايراني و شعوب و بلدان المنطقة، نجده اليوم يقف أمام مفترق بالغ الخطورة، فبعد أن أجبروا المرشد الاعلى للنظام و رغم أنفه أن يشرب کأس السم النووي، فهو اليوم يقف أمام جملة کٶوس سامة أخرى، فکأس الصواريخ البالستية من جانب و کأس تدويل و قوننة مجزرة إعدامه لأکثر من 30 ألف سجين سياسي في جانب ناهيك عن کأس إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب و کأس إرغامه على سحب فلوله و عملائه من بلدان المنطقة، کل هذه الکٶوس بإنتظار خامنئي، ذلك المرشد الاعلى الذي يفتقد للکاريزما التي کان يمتلکها الخميني، والذي من المٶکد جدا بأنه سيصبح عينا بعد أثر فيما لو تجرع کل ذلك وهو کما تبدو سياق الامور مضطر و مرغم على ذلك ولکنه سيسلم في حالة واحدة منها، وهي إذا ماقضى نحبه إغتيالا أو موتا أو إنتحارا، فعندئذ سيکون لتلك الحالة حديثه الخاص.
مجزرة صيف عام 1988، التي قام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و بناءا على فتوى غريبة من نوعها بإعدام أکثر من 30 ألف سجين سياسي لمجرد کونهم أعضاء أو أنصار في منظمة مجاهدي خلق من دون أي جرم قد إرتکبوه، والتي کان هدا النظام يتصور بحکم نظامه البوليسي الشمولي القمعي من إنه قد تستر عليها وليس بوسع أحد الاطلاع على تفاصيلها و مجرياتها اللاإنسانية الدامية، يقف هذا النظام في وضع يکاد القلق و الحيرة أن يقضيا عليه، بعد أن طالبت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في إيران، عاصمة جهانغير، بالتحقيق في مجزرة إعدام آلاف السجناء السياسيين، عام 1988 في إيران!
جهانغيري التي سبق لها وأن تحدت السلطات الايرانية على التقرير الذي قدمته لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف بشأن مصداقية ماقد أوردته فيه من حقائق دامغة بشأن تلك المجزرة و طالبت طهران بالسماح لها بالسفر لإيران کي تکشف کذبهم و دجلهم، کشفت عن هذه الحقيقة مرة أخرى خلال مؤتمر صحافي، عقدته الخميس الماضي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، بأنها طالبت السلطات الإيرانية رسميا بتقديم إيضاحات حول تصفية الآلاف من سجناء الرأي والمعارضين خلال تلك المجزرة.
مايجب علينا لفت الانظار إليه هنا، هو إن آية الله المنتظري، الذي کان نائبا للخميني عندما تم تنفيذ هذه المجزرة، إنتقدها بشدة و طالب بإيقافها و مواجهة منظمة مجاهدي فکريا لأن هذه المنظمة وبحسب وصفه حالة فکرية و الفکر يجب أن يجابه بالفکر و ليس بالقتل الذي من شأنه أن ينميه أکثر، وحذر من إن قادة النظام وعلى رأسهم الخميني سيذکرهم التأريخ کمجرمين، وإننا نجد إن هذه النبٶة قد تحققت وإن ماقد صرحت به جهانغيري بمثابة الخطوة بهذا الاتجاه.