المحاولات الحثيثة المستمرة التي يبذلها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل إظهار نفسه کعامل لضمان السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، لاتتطابق إطلاقا مع مايقوم به و يفعله على أرض الواقع، والتي تسير کلها بإتجاه و سياق زعزعة الامن و الاستقرار خصوصا وإن هذا النظام وکما هو شائع و معروف عنه يعتمد إعتمادا غير عاديا على التدخل في دول المنطقة.
“الجزائريين على مذهب السنة المالکية ولن يعتنقوا أبدا المذهب الشيعي”، تصريح تناقلته وسائل الاعلام الجزائرية على لسان أحمد أويحيى مدير الديوان الرئاسي، تعتبر إتهامات واضحة و جلية للنظام الايراني بنشر التشيع في الجزائر، خصوصا وإن هذا الاتهام يأتي في وقت إعتبر فيه الباحث و الحقوقي الجزائري من أن هذا التصريح”اعترافا واضحا وصريحا من أحمد أويحيى بوجود مشروع إيراني في الجزائر من خلال محاولات تشييع الجزائريين ومحاولة إيران لعب دور في البلاد”، مضيفا أن “أويحيى لديه المعلومات الكافية لقول ذلك باعتباره مدير ديوان الرئاسة ومسؤولا كبيرا في الدولة”.، حيث أکد مالك بهذا الصدد أن”الأجهزة الأمنية أحصت حوالي 5 آلاف شيعي أغلبيتهم ترددوا على ايران والعراق وسوريا ولبنان، وهي تتابع نشاطاتهم خاصة الذين يترددون على السفارة الإيرانية، أو لهم علاقات مع دوائر إيرانية في الجزائر أو جهات أخرى في الخارج”، مضيفا أن “هذه المجموعة صارت تتحرك وتطالب بأن تصبح طائفة معترفا بها في الجزائر وتتمتع بحقوقها الدينية وفقا للمواثيق الدولية التي صادقت عليها الجزائر بخصوص الأقليات”..
هذاالتطور الجديد في بلد يبعد کثيرا عن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، يثبت و بحق و حقيقة الدور المشبوه له و کيف إنه کان ولايزال مصدر للقلق و الريبة و عاملا سلبيا کبيرا في إثارة الفوضى في المنطقة و العالم و إثارة أسباب الاختلاف و الانقسام من أجل التصيد في المياه العکرة، والذي يجب أن نلاحظه جيدا هنا إن هذا النظام لاينشر التشيع حبا بمذهب الشيعة و أهل البيت کما يزعم وانما وکما تأکد و ثبت لحد الان من أجل خلق جماعات و أفراد تابعة له تقوم بتنفيذ مخططاته في تلك الدول، وإن السجل الاسود لهذا النظام في المغرب و السودان و مصر بالاضافة الى الجزائر نفسها أرقام و شواهد هذا إذا وضعنا جانبا الدول التي تتواجد فيها الطائفة الشيعية و التي لحقت بها الاذى الکبير من جراء التدخل المشبوه لهذا النظام و سعيه من أجل إستغلال العامل الطائفي لتحقيق أهداف و غايات خاصة للنظام.
هذا النظام االذي طالما حذر منه المعنيون و المختصون بالشأن الايراني ولاسيما المقاومة الايرانية و بينوا وفقا لأرقام و معطيات لاتقبل جدلا الدور المشبوه لهذا النظام من أجل السعي للتأثير على الامن الاجتماعي لدول المنطقة کما فعلت و تفعل في العراق و سوريا و اليمن و لبنان و غيرها، وإن التصدي لهذا النظام بجهد إقليمي ـ دولي بات أمرا ملحا لايمکن تأخيره أکثر من هذا.