23 ديسمبر، 2024 9:49 ص

وتبقى شجرة الآل ضحية نهمة الغال ونقمة القال

وتبقى شجرة الآل ضحية نهمة الغال ونقمة القال

يختلف أسلوب الكتّاب وأصحاب القلم في اختيار عنوان مقالة وهي في طور التدبيج، فبعضهم يستحضر العنوان ثم يبدأ بالمتن وآخر يختار العنوان بعد الانتهاء من كامل الموضوع، وثالث يحفر العنوان في ذاكرته ليبدأ في استخراج المكنون، ومن عادتي أن يأتي العنوان في نهاية الموضوع وقد أغيّره بين لحظة وأخرى، وربما أضعه في الليل وأستبدله في الصباح قبل النشر، وقد يأتي بدقائق وقد يطول لساعات، ولكن في المحصلة النهائية أن العنوان يحكي فحوى المقالة ومراد الكاتب، على أن المقالة تختلف عن البحث والدراسة والرسالة الجامعية، ففي مثل هذه الأدبيات يسبق العنوان المتن، وعلى ضوئه يبدأ الباحث بتسطير الكلمات وتنظيمها.

البعض من الباحثين استوقفني عند عنوان مقالة سابقة لي جاء فيها: (صفحات مغيبة من التاريخ المعتدى عليه تفضحها القبور الناطقة) ، وساءلني عن “القبور الناطقة” وما إذا كانت هناك أخرى صامتة؟

بالتأكيد ان العنوان الذي جاء في سياق قراءة الجزء الثالث من كتاب “الحسين نسبه ونسله” للعلامة الشيخ محمد صادق الكرباسي، فيه محسّنات لفظية تضرب على وتر المشاعر تفتح قريحة القارئ تدفعه للولوج إلى باحة الموضوع وقراءته، وهذا هو ديدن العنوان ورسالته، فربما استغرق كتابة مقالة نصف ساعة أو ساعة، أو أقل أو أكثر، فيما يستغرق اختيار العنوان الصائب مثل هذا الوقت أو أكثر أو أقل، فالعنوان يمثل هيئة الموضوع وواجهته وصدارته، فكما يحرص المرء على واجهة زاهية لملبسه أو داره أو عربته أو كتابه، كذلك يحرص الكاتب المراعي لذوق القارئ وأحاسيسه على عنوان زاه أو مغر، ولكن رغم استخدامنا للمحسنات اللفظية، فإنها تحمل معها معالم المقالة ومراد الكاتب، وكلما كان العنوان قصيراً ذا معنى، كان أقرب إلى مشاعر القراء وإلى الذهن القابل للتفاعل مع المؤثرات الخارجية للكلمة الفاعلة، ولذلك فإن استخدام “القبور الناطقة” هو في حقيقته دال على واقع الثاوين في أجداثهم وما تركوه للأجيال من آثار حسنة كانت أو سيئة، وإن كانت القبور الناطقة الشاهدة في معظمها هي لمن ترك في مشاعر الناس أخاديد عميقة  تجري فيها مياه التذكر والتذاكر كلما وقعت الأنظار على القبور وشواهدها.

فالقبور ناطقة بأفعال أصحابها وما جرى عليها، ولما كان الحديث عن النسل العلوي التي توزع في البلدان بفعل ظلم السلطات الحاكمة، فإن أي قبر أو مرقد أو مقام إنما يقرأ لنا التاريخ بحلوه ومرّه، وينطق بلسان الحال حتى وإن مرّ على الثاوي مئات السنين، ومراقد أهل البيت(ع) داخلة في منطوق دعوة النبي إبراهيم: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) سورة إبراهيم: 37. فأفئدة الناس تهوي إلى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ومن ذرية إسماعيل النَّبي محمد(ص) وأهل بيته الكرام، وإلى اليوم فإن حجاج بيت الله الحرام يطوفون حول الكعبة وحول مقام إبراهيم الذي يضم قبر النبي إسماعيل(ع) وأمه هاجر والكثير من الأنبياء، وعندما يطوف الحاج أو المعتمر ويصلي عند مقام إبراهيم يبدأ بتصفح أوراق التاريخ، وهذه واحدة من فوائد القبور الناطقة.

من هنا فإن الدعوة إلى هدم قبور أهل البيت(ع) والأصحاب، في واقعها اللاشعوري دعوة إلى هدم التاريخ والتغطية على فضائح الساسة الذي لم يرعو في أهل بيت النبي محمد (ص) ولا في صحابته الكرام إلاّ ولا ذمّة، فالتوحيد لا يعني هدم القبور وإلا لما طلب نبي التوحيد والاسلام الحنيف إبراهيم الخليل(ع) من رب العزة أن يجعل قلوب الناس تهوي إلى أهل بيته، فإذا لم تكن هناك شواهد ناطقة فكيف يتحقق الدعاء؟

ويتكرر صدى العنوان في الجزء الرابع من “الحسين نسبه ونسله” للبحاثة الدكتور الشيخ محمد صادق الكرباسي، الصادر حديثا (2015م) عن المركز الحسيني للدراسات بلندن، في 518 صفحة من القطع الوزيري، وبذلك يكتمل هذا القسم من دائرة المعارف الحسينية حيث تناصف الأجزاء الأربعة بين الحسين ونسبه والحسين ونسله، وهي أجزاء أربعة من بين نحو 900 مجلد طُبع منها حتى الآن 94 مجلداً.

 

أشجار عصيّة

في الحياة اليومية مفردات كثيرة نعرفها بأمثالها أو أضدادها أو أشباهها، وربما كان التشبيه أقرب إلى المعرفة والإدراك بخاصة إذا كان المشبّه به يحيط بنا من كل جانب ولا يكاد يفارقنا أو نفارقه.

ولأن الملازمة شديدة بين المشبّه والمشبّه به، فإنَّ البشرية في تنظيم نسبها ونسلها اعتمدت الشجرة في وضع المشجرات والمخططات والخرائط النسبية التي تعتمد على الجذر والعمود والأغصان والأوراق، وهذا النوع من المشجرات هو الشائع منذ عصر بعيد، وهذا ما يلحظه الزائر للدواوين والمضايف العشائرية حيث يحرص أصحابها على وضع مشجرة النسب في مكان مرتفع يكون محط أنظار الزائر.

ومن يتابع ما جاء به الشيخ الكرباسي في “الحسين نسبه ونسله” يدرك قيمة هذه المشجرات، وبخاصة في الجزء الرابع الذي واصل فيه ما جاء في الجزء الثالث من نسل الحسين(ع) حيث انتهى به في الفصل الرابع بالإمام السادس من أئمة أهل البيت(ع) جعفر بن محمد صادق(ع) وأولاده وأحفاده، ليبدأ في هذا الجزء من الفصل الخامس متحدثاً عن الإمام السابع من أهل البيت(ع) موسى بن جعفر(ع) ومشجرات أولاده وهم: علي الرضا، عبد الله الأكبر، عبد الله الأصغر، عبيد الله، إبراهيم الأكبر، إبراهيم الأصغر، حمزة، محمد العابد، جعفر الخواري، زيد النار، إسماعيل، العباس، الحسن، هارون، الحسين، أحمد الورع، الفضل، يحيى، سليمان، إسحاق، عبد الرحمان، القاسم، وفاطمة الكبرى. وفي الفصل السادس يتناول المؤلف سلسلة نسل الإمام الثامن من أهل البيت(ع) علي بن موسى الرضا وهما: محمد الجواد، وفاطمة. وفي الفصل السابع يتناول الكتاب نسل الإمام التاسع من أهل البيت(ع) محمد الجواد وهما: علي الهادي، وموسى المبرقع. وفي الفصل الثامن نسل الإمام العاشر من أهل البيت(ع) علي الهادي وهم: الحسن العسكري، جعفر، محمد البعّاج، وحسين. وفي الفصل التاسع يتابع نسل الإمام الحادي عشر من أهل البيت(ع) الحسن العسكري وهو الإمام المهدي المنتظر محمد بن الحسن(عج) الذي استقل بالفصل العاشر.

ويلاحظ من مجمل الفصول العشرة أن الإمام موسى بن جعفر يُعد الأكثر نسلاً من سائر الأئمة، وهذا ما جعل البعض يلحق نسبه بالإمام الكاظم(ع)، الأمر ما ناقشه العلامة الكرباسي بالتفصيل، والنقطة الثانية التي توقف عندها المؤلف هو الزعم بوجود نسل للإمام المهدي المنتظر(عج)، وهذا ما ينسفه الواقع، ولا يمكن التعويل على الدعاء المعروف: (اللهم اعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجمع أهل الدنيا ما تقر به عينه وتسر به نفسه وبلّغه أفضل ما أمّله في الدنيا والآخرة)، وهو دعاء للمستقبل كما يشير إليه الكرباسي مضيفا: (يدل القسم الأكبر منه على أيام الظهور، كل ذلك بغض النظر عن السند الذي أهمله الشيخ الطوسي بعدم ذكره).

ومن الطريف أنَّ الذين يدعون النسبة إلى الإمام المهدي، يتغافلون عن أحاديث تنفي رؤية الإمام الحجة في غيبته أصلاً فكيف بالزواج والنسل والخلفة!، ومن المفارقات أن بعض الأدعياء معروف النسب ولكنه يغيره بين ليلة وضحاها مستفيداً من تحولات سياسية واجتماعية وغياب للقانون بالضحك على بسطاء الناس بخاصة وانهم في مثل هذه الظروف عطاشا إلى المخلص الذي ينقذهم من الواقع السيء الذي يعيشونه، وهنا يخلص العلامة الكرباسي الى التأكيد: (وبالجمع بين الروايات وعدم اسقاطها لأي سبب كان فإنها تفيد بعدم وجود نسل له في غيبته الكبرى، وسوف يكون له نسل بعد ظهوره).

ويحضرني هنا كلمة لأحد المشايخ سمعتها في الكويت في شهر شعبان لعام 2010م حيث كان يتحدث عن الإمام المنتظر(ع) بمناسبة ذكرى ولادته في النصف من شهر شعبان، متناولاً مفهوم الرؤية العيانية من عدمها، نافياً تحققها وذلك بالعودة الى روايات عدة، وفي نهاية المحاضرة نسي الخطيب نفسه وراح ينسب كرامات الى أحد الشخصيات العلمائية المرموقة المتوفاة قريباً، وجعل من ضمن قائمة الكرامات رؤيتها ولقاؤها الامام المهدي لثلاث الى أربع مرات، ففي بداية المحاضرة كان الخطيب قد التزم جادة الصواب والعقلانية وفي آخرها زحفت به العاطفة عن الصواب واستغرق بما لا يحتاجه المحتفى به أصلاً فهو علم في علوم كثيرة.

 

أمران مهمان

ينتهي الكرباسي من خلال غوره في النسل العلوي عبر بوابة الإمام الحسين(ع) في فصل “انتشار آل الرسول في العالم”  إلى أمرين:

الأمر الأول: المكانة المرموقة لأهل البيت(ع) عند الله وعند رسوله والمؤمنين، ومن يَنتسب إلى هذا البيت الشريف من الرفعة، وضرورة احترام الأمة للنسل الشريف عملاً بقوله الرسول الأكرم(ص): (من حفظني في أهل بيتي فقد اتخذ عند الله عهداً)،

الأمر الثاني: إن الأمة بشكل عام لم تحفظ الأمانة ولم تود النبي محمد(ص) في أهل بيته كما أراد بقوله تعالى على لسان نبيه: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) سورة الشورى: 23، فأصاب ذرية النبي(ص) ما أصابها من مصائب، وحديدة الأذى لازالت حامية حتى يومنا هذا.

ومع هذا فإن الواقع يكشف أن شجرة النبي(ص)، شجرة عميقة الجذور سامقة الجذع كثيرة الأغصان مخضرّة الأوراق، مثلها مثل الأشجار التي لا تموت رغم التصحر والجفاف والملوحة، وحتى لو تم قلعها من مكانها نمت جذورها ولا يموت جذعها، ولهذا توزعوا في الامصار وكثروا، وكما يؤكد العلامة الكرباسي، فإن الأمرين السابقين انتهيا إلى ولادة ظاهرتين:

الظاهرة الأولى: إنشاء النقابة لإحصاء الشجرة العلوية، وكان كل زعيم للأسرة العلوية في أية مدينة يلقب بالنقيب، حيث تأسست النقابة أولا في العهد العباسي، إذ: (كان الشريف أحمد المحدث- ابن عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة ابن زيد الشهيد ابن الإمام علي السجاد ابن الإمام الحسين(ع)- والذي كان من كبار النسّابة أول من أسَّس- في بغداد- نقابة الطالبيين وكان هو أول النقباء على الإطلاق ومن ثم أصبح في كل منطقة نقيب وكان للنقباء من يرأسهم، يقال له نقيب النقباء).

الظاهرة الثانية: تخصص كتب ومؤلفات لتتبع أثر المقتولين والمغدورين من أهل البيت(ع) في أنحاء العالم، أو ما يُعرف بالمقاتل، من قبيل كتاب مقاتل الطالبيين لأبي فرج الإصفهاني.

وبعد أن يستعرض المحققُ الكرباسيُّ الأُسَرَ العلويَّةَ حسب الحروف الهجائية في: أفغانستان وآسيا الوسطى، اندونيسيا، إيران، تركيا، الحجاز، السودان، الصين، العراق، مصر، المغرب، الهند الكبرى، اليمن، واليونان، ينتهى إلى القول: إنَّ الظاهرتين تدلان على: (كثرة انتشار النسل الفاطمي العلوي، والسبب الذي يعزى إلى انتشارهم على أطراف الخريطة الإسلامية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً هو الإضطهاد الذي مورس في حقهم بفكرة أموية حاولت القضاء عليهم بالقتل والتشويش والسحق والحرق، حتى لا يبقى لهم أثر ظاهر في مشاهد أو مراقد، ولكن الله يأبى إلا أن يُتم النور الذي أصفاهم به)، وكان من أثر الإضطهاد كما يضيف المحقق الكرباسي: (إنّ عوائل كثيرة من الأشراف انخرطوا ضمن أهل السنة والمسيحيين خوف الإضطهاد كما في لبنان وسوريا، وهذا الإضطهاد هو الذي كان من وراء تسنن معظم الحسنيين في الحجاز ثم بلاد المغرب ومصر وفلسطين وغيرها).

ورغم الإضطهاد المستمر على ذرية الرسول(ص) فإنَّ هناك العشرات من الدول والحكومات والإمارات قامت واندثرت تعود إلى ذرية الإمام علي(ع)، وبعضها باقية حتى يومنا هذا، ويضع المؤلف في فصل “الدول العلوية” قائمة بأسماء الدول والممالك العلوية الكبرى ونسبتها إلى أحد السبطين(ع) وهي: الادريسية في المغرب (حسنية)، العلوية في مكة الحجاز (حسنية)، الهاشمية في دربند ايران، الرسية في صعدة اليمن (حسنية)، الفاطمية في تونس ومصر (حسينية)، المسافرية في طارم إيران، الحمودية في مالقة الاندلس (حسنية)، الحمودية في الجزيرة الخضراء (حسنية)، العلوية في تعز اليمن (حسنية)، العلوية في المدينة الحجاز (حسينية)، المرعشية في كيلان إيران (حسينية)، الهاشمية في الفليبين، الصفوية في تبريز وقزوين إيران (حسينية)، السعدية في سوس المغرب (حسنية)، الشريفة في الفليبين، الفلالية في تافيلات المغرب (حسنية)، السنوسية في ليبيا (حسنية)، العراقية في العراق (حسنية)، المغربية في المغرب (حسنية)، والاردنية الهاشمية في الأردن (حسنية).

 

أسر حسينية

ولأن الحديث في أصله عن النسل الحسيني، فإنَّ المحقق الكرباسي أفرد جداول حسب الحروف الهجائية ذكر فيها الأسر الحسينية ونسبتها وما يطلق عليها ومن تنتسب إليه مع بيان توطنها، فضم حرف الألف 48 أسرة حسينية موزعة على البلدان التالية: ايران، الحجاز، سوريا، الصومال، العراق، واليمن. وضم حرف الباء 72 أسرة في: ايران، البحرين، الحجاز، سوريا، العراق، فلسطين، لبنان، مصر، واليمن. وضم حرف التاء 8 أسر في: دول الخليج العربية والعراق. وضم حرف الثاء 5 أسر في العراق. وضم حرف الجيم 42 أسرة في: إيران، الحجاز، السودان، سوريا، العراق، مصر، واليمن. وضم حرف الحاء 77 أسرة في: الحبشة، السودان، سوريا، العراق، لبنان، مصر، واليمن. وضم حرف الخاء 22 أسرة في: إيران، الحجاز، السودان، سوريا، العراق، المغرب، واليمن. وضم حرف الدال 13 أسرة في: العراق، فلسطين، مصر، الهند، واليمن. وضم حرف الذال أسرة حسينية واحدة في اليمن. وضم حرف الراء 31 أسرة في: إيران، السودان، سوريا، العراق، المغرب، واليمن. وضم حرف الزاي 21 أسرة في: الحجاز، السودان، سوريا، العراق، مصر، واليمن. وضم حرف السين 41 أسرة في: الحجاز، سوريا، العراق، لبنان، مصر، واليمن. وضم حرف الشين 52 أسرة في: إيران، الجزيرة العربية، السودان، سوريا، الشام، العراق، لبنان، مصر، واليمن. وضم حرف الصاد 28 أسرة في: البحرين، الجزيرة العربية، سوريا، العراق، المغرب، واليمن. وضم حرف الضاد أسرة حسينية واحدة في العراق. وضم حرف الطاء 19 أسرة في: سوريا، العراق، واليمن. وضم حرف الظاء أسرتين حسينيتين في العراق. وضم حرف العين 96 أسرة في: الأردن، الجزيرة العربية، السودان، سوريا، العراق، لبنان، مصر، واليمن. وضم حرف الغين 8 أسر في: الحجاز، العراق، عُمان، واليمن. وضم حرف الفاء 24 أسرة في: دول الخليج العربية، سوريا، العراق، واليمن. وضم حرف القاف 25 أسرة في: الأردن، سوريا، العراق، فلسطين، الهند، واليمن. وضم حرف الكاف 31 أسرة في: إيران، الحجاز، السودان، سوريا، العراق، لبنان، مصر، واليمن. وضم حرف اللام 8 أسر في: سوريا، العراق، واليمن. وضم حرف الميم 146 أسرة في: أفغانستان، ايران، سوريا، العراق، لبنان، المدينة، مصر، واليمن. وضم حرف النون 39 أسرة في: الأردن، الحجاز، سوريا، العراق، فلسطين، لبنان، ومصر. وضم حرف الهاء 21 أسرة في: الحجاز، سوريا، العراق، مصر، واليمن. وضم حرف الواو 15 أسرة في: إيران، الحجاز، سوريا، والعراق. وأخيراً حرف الياء وضم 18 أسرة حسينية في: الحجاز، سوريا، العراق، واليمن.

 وحصيلة الأسر الحسينية المتوزعة في العالم حسب ما توصل إليه العلامة الكرباسي في تنقيبه وبحثه 914 أسرة حسينية، ولكن الرقم بالتأكيد ليس نهائيا كما يؤكد المؤلف، فهناك المزيد تعيش في بلدان بعيدة، بل هناك عوائل حسينية أوروبية الأصل عربية المحتد يصل نسبها إلى الامام الحسين(ع)، كما ان المقام في الجداول المنضدة ليس هو مقام التجريح والتعديل للأسر العلوية، ولذلك يضيف المؤلف: (في هذا الباب لسنا بصدد الجرح والتعديل بمقدار ما نحن بصدد بيان العوائل المنتسبة إلى هذا البيت الشريف وقد أشرنا إلى ذلك، فإذا وردت أسماؤهم في الجدول فلا يعني بأننا نؤكد ذلك أو ننفي بل هو مجرد سرد لا أكثر ولا أقل، وهذا يتطلب منا جهداً أكبر، ولكن ليس محله المناسب هنا).

ولكن ما أتى به الكرباسي في هذه الباب ليس بالقليل أو الهين رغم التواضع المعرفي للمؤلف كما يؤكد المستشار القانوني اليوناني جورح بولس لَينيوتي الذي اطلع على فحوى الكتاب وكتب فيه مقدمة باللغة اليونانية الاغريقية: (فالكرباسي الذي تابع كل صغيرة وكبيرة عن الإمام الحسين في موسوعة نادرة هو في واقعه أسطورة حية في الانتاج المعرفي، بل إنَّ دائرة المعارف الحسينية تكشف حقيقة شخصية الإمام الحسين التي هي في نظري شخصية حيّة ولن تموت)

وأضاف المستشار لَينيوتي، وهو ليس بمسلم من مدينة كيفيسيا جنوب اليونان، متحدثاً عن حركة الإمام الحسين الإصلاحية: (خلال قراءتي لهذه الشخصية الكبيرة علمت أن الإصلاح كان همّها الأول بعد ان ساد الفساد المجتمع، ورغم توصيات المقربين بالابتعاد عن بطش يزيد والذهاب إلى خارج المدينة في أماكن بعيدة لكنه فضل المواجهة والتضحية من أجل الأمة لاستعادة الحرية والسلام ونشر العدالة الاجتماعية والمساواة، فما تركه الحسين هو ارث لكل مجتمع مظلوم يدفعه للتخلص من ظالميه وشرور الاستبداد).

ودعوة الحق ستظل قائمة إلى قيام يوم الدين، فالحياة مسرح تتقاتل على خشباته شخصيات الحق والباطل، فالحق يبعث في النفوس السرور، والباطل يشعل في الصدور الشرور.

 [email protected]