19 ديسمبر، 2024 10:49 م

وتأكلون التُراثَ أكلا ًلّمّا

وتأكلون التُراثَ أكلا ًلّمّا

( أن كل مصادر الطاقة والثروات الطبيعية التي يهبها الله تعالى إلى شعوب العالم هي ميراث رباني لهذه الشعوب وأمانة بعنق سياسيها وحكوماتها وعليها أن تكون أمينة في رعاية مصالح شعوبها ومعرفة كيفية التعامل في استثمار هذه الثروات واستغلالها بإنصاف بين الأجيال الحاضرة والمستقبلية كون الشعب هو الوريث الشرعي لها ولا يمكن التبذير في التصرف بها لأنها الخزين الاستراتيجي للأجيال القادمة ليوفروا العيش الرغيد لشعوبهم .هذا ما متبع في بلدان العالم جميعا إلا في بلدان الشعوب العربية والعراق خاصة من خلال الاعتماد الكلي على ثروت الشعب العراقي وميراثه المستودع في باطن أرضه والعراق جزيرة عائمة على بحيرات من النفط الخام العالي الجودة الذي تسيل له لعاب بلدان العالم وخاصة الاستعمارية منها والمهيمنة على اقتصاد شعوب العالم الضعيفة والتي صرفت للاستيلاء عليه المال والبنون للسيطرة على منابعه وإفراغ بلدانه من هذه الطاقة المستقبلية لاقتصادهم وحرمان الشعوب العربية والنفطية الضعيفة بتشجيع وتآمر بعض سياسي هذه الحكومات وبالأخطاء القاتلة في عدم تطوير اقتصادها بوسائل بديلة للنفط أن ما يحز في نفس كل عراقي غيور هو رؤية ثروته النفطية كيف تُنهب أمام أنظاره وتبذيرها وسرقتها بشتى الوسائل المتاحة وإغراق الأسواق العالمية بها وجعل إيراداته أكثرها في خزائن متخمي السياسيين والتجار ثروات الشعوب ومصارف أسيادهم في الغرب الاستعماري وبطرق بعيدة عن العلم والتطور التكنولوجي وعدم إنعاش الاقتصاد الوطني والحفاظ على حصة الأجيال القادمة التي قد لا تستطيع التنعم ببركات الله تعالى التي بعثها للبشرية .وما نسمعه الآن أن العراق ينتج ويصدر قرابة ( 3,620,000) مليون برميل يوميا من النفط الخام والذي يصدر للخارج للدول الغربية لتطوير صناعاتها وإنعاش اقتصادها وشعوبها على حساب الشعب العراقي أن هذا الإفراط في الإنتاج وبهذه الكميات الهائلة المخيفة لرفد ميزانية الدولة حاليا ما هو إلا سرقة لحق من حقوق المواطن العراقي المستقبلي والحالي في ظل غياب المصانع والمعامل الحكومية المعطلة لسنوات عديدة والمتعمد في عدم تحريك عجلتها ثانية وهذا النهب العلني أمام مرأى ومسمع المواطن العراقي ما هو إلا سرقة مال اليتيم وسرقة الأمانة التي وضعها الله تعالى في يد الحكومة الراعية لمصالح شعوبها .أما ونحن مقبلين على حكومة جديدة نتوسم بها خيرا وكلنا أملا في إيجاد بدائل عن النفط الخام من خلال إعادة المصانع المعطلة وتطوير الزراعة التي هي نفط لا ينضب والسياحة والتجارة وأن تنظر بعين الاهتمام وبنظرة علمية بأشراقة مستقبلية لهذه المسألة الخطيرة من عمر الجيل الحالي والقادم للشعب العراقي والذي قد لا يجد بعد عشرات السنين شيئا من ثروته الربانية تحت أرضه ))

أحدث المقالات

أحدث المقالات