17 نوفمبر، 2024 10:22 م
Search
Close this search box.

وبشّر القاتل بـ”العفو”!

وبشّر القاتل بـ”العفو”!

في الوقت نفسه الذي يظهر جندي عراقي جاثياً على ركبتيه ليُوقد شمعة عيد القداس في قرقوش بعد حرمانها مدة سنتين من ممارسة طقوسها الدينية في ظل احتلال داعش ، يأتي (مقاتل الجنوب المسلم) مشاركا المسيحين في اعياد السنة الميلادية.

أنا متأكد تماما ان (جندي الاتحادية)، لم يِعي ما يفعله من طقوس في باحة الكنيسة. لم يعرف مغزاها ولا ثوابها في اللاهوت المسيحي، لكن ما دفعه لذلك رؤيته للفرح والابتسامة على وجوه المحتفلين بعودة الحياة الطبيعية لهم.

بينما شكلت الشرطة الاتحادية لجانا لإعادة اعمار كنيسة (مارت بربارة) في الحمدانية المحررة التابعة لنينوى. اثر تعرضها للتخريب على يد الجماعات الارهابية ليتمكن المسيحين من الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية”.
هكذا يخوض أبطالنا حربا مسلحة وأخرى للبناء والاعمار، والعمل على اعادة الحياة بعد إن سُرقت؛ حيث يجولون الشمال المحرر، وهم يراهنون على مد جسور الالفة والتعاون بين اطراف ومكونات الشعب المسكين!.

اما (جنوبنا) الهادئ؛ الذي يتفاخر بصفاء الجو الامني، واستقرار الاوضاع، وهم يتغنوّن ببطولات اولادهم الذين “فزعوا”  لتحرير ما فقدنها من الاراضي؛ تطل علينا وزارة التعليم العالي بــ}تحذير{ للأساتذة الجامعيين من احتمال تعرضهم لمخاطر إرهابية!. داعيتهم إلى “اتخاذ إجراءات احترازية حفاظا على سلامتهم”.

تخيّل معي؛ بان وزارة حكومية واحدى اهم مؤسسات الدولة التنفيذية، لم تستطيع حماية ملاكاتها!؛ وتدعوهم لحماية انفسهم بطريقة امنية جديدة تدعى “أنت وحظك”!.

ونحن نعيش ازمة “الكفاءات”، في ادارة مفاصل الدولة والحياة، لم نجرؤ مره ونحاول احتضانهم ابداً.  فتارة يهددون على ايدي (شقاوات العشائر) وتارة بإرهابيين، وحينما يشدون رحالهم الى الخارج، ننعتهم بقلة الوطنية!.

لا اعرف هل من الافضل حماية “السياسيين”؛ بعشرات المصفحات والحرس الشخصي والفرق العسكرية، ام حماية “الشهادات”، والكفاءات الوطنية؟.

دولة لم توفر الحماية لمنتسبيها ومواطنيها، لِمَ تتظاهر بالأعلام بأنها منتصرة؟!
من المستفيد من افراغ البلد من الاختصاصات الأكاديمية؟ دعونا لا نبحث بنظرية المؤامرة، بل نبحث بخيبتنا؛ التي حولت ضابط للشرطة الى (أرنولد) لينهال بالضرب على مديرة مدرسة امام تلاميذها، في ذي قار.
الارهابيون الذين “سيستهدفون” الجامعيين على “حسب دراية الوزارة بذلك”، كم عددهم؟ لماذا يتزايدون؟ لأننا دائما نبشّر القاتل بــ(العفو)!

أحدث المقالات