22 ديسمبر، 2024 7:11 م

وبالشُــكرِ تـَـدومُ النِــعَـم

وبالشُــكرِ تـَـدومُ النِــعَـم

بعد اعلان فوز كتلة الاحرار بمنصب محافظ بغداد، لفت انتباهي امرا خطرا جدا، وهو ان الاعم الاغلب ممن شاهدتهم واقعا او تابعت منشوراتهم وصفحاتهم ومنتدياتهم، واعني بهم الاخوة الصدريين، لم يبادر احد منهم في ذلك اليوم الى تقديم الثناء والشكر والحمد لله، بل وجدت بشارات النصر والفرح الدنيويين بادية ومرسومة على وجوههم وكتاباتهم.
وما ان اتى اليوم التالي من هذا الاعلان حتى فقد الصدريون اثنين من اعضاءهم في الناصرية الفيحاء، بالاضافة الى اتفاق كل الاطراف المتحالفة بالضد منهم في تشكيل مجلس المحافظة هناك.
فقلت في نفسي ان هذه ضربة عصا بسيطة من المعلم لتلاميذه، واشارة تنبيه لهم في المستقبل، على ان يكونوا متواضعين شاكرين لانعم الله، فلا دوام لنعمة الا بشكره جلت قدرته، اليس هو القائل في كتابه العزيز: (وبالشكر تدوم النعم)، وايضا قال عز من قائل: (لئن شكرتم لازيدنكم).
نعم، لا ابريء ساحة المفاوضين الصدريين من الانتكاسة، ولا اقول اننا كنا جديرين باقناع الكتل الاخرى في الناصرية الفيحاء، ولكن كل هذه الاسباب استطيع ان اجمعها واجمع غيرها والقي بها في خانة الاهمال عن وجوب الشكر والثناء لصاحب الخير والعطاء، والتي كانت النتيجة لذلك الاهمال هو الخسارة في مكان اخر.
وهنا وددت ان اشير الى ان فوز الاخوة الاحرار في كثير من المناصب التنفيذية في اغلب محافظات العراق، يلقي على عاتقهم مسؤولية كبيرة، كون الوصول الى مراتب النجاح اسهل من الحفاظ على هذه المراتب، لان الحفاظ عليها يتطلب منهم عملا دؤوبا وخدمة متواصلة وايثار كبير ونوايا صادقة، لان كل ذلك وغيره سيعكس الوجه الحقيقي ليس لصاحب المنصب فقط، بل سيعكس صورة حسنة ولطيفة للعنوان الذي ينتمي له والقيادة التي يتبعها، وعكس ذلك صحيح، فاي انتكاسة او تباطيء في تقديم المصالح العامة على الخاصة والاهمال في اعانة الشعب بحق وحقيقة، سيكون بمثابة الخسارة الكبرى والخيانة العظمى لمن وُثِقَ به وجعلوه في محفل من محافل التقويم والنصرة والخدمة.
لذا يستوجب منا جميعا ان نكون على قدر المسؤولية، وخصوصا من تسنموا مناصبا تنفيذية في مجالس المحافظات، وذلك بالحفاظ على هذا الزرع الذي حصده الاحرار بفضل الله وخبرة قيادتهم وصدق نيتها واخلاصها وحبها للوطن.
فكونوا زيناً لآل الصدر لا شيناً عليهم.