تبادلت الولايات المتحدة الامريكية والصين، اتهامات متبادلة حول تفشي فيروس كورونا في العالم. الولايات المتحدة التى تتهم الصين من انها وراء تفشي هذا الفيروس محملة ايها المسؤولية. اما الصين من جهتها فقد وجهت الاتهام الى الولايات المتحدة، كون الاخيرة هي من كانت وراء تفشي هذا الفيروس من احد معاملها الكائنة في احدى الولايات. الاتهام الامريكي للصين هو الاخطر على الرغم من ان هذا الاتهام يفتقر الى الدليل العلمي وكما وصفه المتحدث باسم الخارجية الصينية، كونه صدر من رأس الادارة الامريكية ووزير جارجيتها من جانب ومن الجانب الثاني، احالة انتشار هذا الفيروس الى انه قد تسرب من احد المعامل الصينية، حين اصيب به احد العاملين ونقله بدوره الى بقية العاملين والى الناس في الخارج؛ هذا الاتهام الخطير جاء على لسان وزير الخارجية الامريكية، الذي زاد الامر تعقيدا وايغالا في حرب الادانة هذه على الصين؛ مطالبته للصين بان تتحمل مسؤولية انتشار هذا الوباء. ولم يكتف بهذا بل طالبها بان تتحمل التعويضات التى تكبدها الاقتصاد الامريكي والاقتصاد العالمي. على الرغم من ان هذا الامر ليس له حظ في الوجود والفعل على الارض، كونه يتعلق بدولة عظمى هذا اولا وثانيا لايوجد دليل علمي ولن يوجد، للادانة، لكنه يحمل دلالة رمزية لتشويه سمعة الصين والحط من قدرها على الصعيد السياسي والعلمي. على ما يظهر من سياق الاتهامات ان الامر لايتعلق فقط، بانتشار الوباء على اهمية ذلك وكارثيته، بل ان الامر اي امر الاتهامات له علاقة بمحاربة الصين كما اسلفنا القول فيه. الخارجية الصينية وصفت هذه الاتهامات من انها؛ حرب باردة جديدة. هذا الوصف لتلك الاتهامات هو وصف دقيق وواقعي وموضوعي. الصين هي القوة الاقتصادية العظمى البازغة في عالم التسيد الامريكي، فهي تشكل في هذا وعلى صعيد المستقبل المنظور، احد اهم واقوى واقدر واجدر المصدات على طريق الحلم الامريكي في زعامة العالم. يكثر القول في الاونة الاخيرة من ان عالم ما بعد وباء كورونا هو غير عالم ما بعده، وهذا القول علمي وواقعي وحتمي. لكن ومن الجهة الثانية ان العالم سواء بوجود وباء كورونا او بعدم وجوده، فان العالم سائر لامحال الى عالم اخر يختلف كليا عن عالم اليوم. بوادر هذا التحول واضحة كل الوضوح قبل تفشي هذا الوباء بسنوات. وهذا هو ما جعل الولايات المتحدة الامريكية تكيل الاتهامات الى الصين من دون ادنى دليل علمي يبرر هذا الاتهام ويجعل العالم يتفهمه. الولايات المتحدة استغلت هذا الوباء لأهداف سياسية بالدرجة الاولى والاهم؛ كي تسيء وتشوه سمعة الصين في العالم، وتقلل من قدرة الصين التى ظهرت واضحة وبينة في مكافحتها لهذا الوباء، وبجدارة وكفاءة، والحد من تاثيراته على الاقتصاد الصيني في حدود جديرة بالتقدير. بالاضافة الى انها مدت يد العون الى بقية دول العالم ومن بينها الدول الغربية. الدول الغربية ومن بينها بل من اكثرها تخطيطا؛ ان يظل العالم على ما هو عليه لعقود قادمة، في مخالفة يائسة لمجرى التاريخ وتطوره، ومقاومة العوامل التاريخية الناضجة التى زاد هذا الوباء فيها، نضجا. حتما، ولسوف تنتج مرحلة متطورة لعالم جديد، تختفي فيه، الهيمنة الامريكية التى ساهم الوباء في تعريتها، وكشف عن ضعف قدرتها وقوتها في التصدي له والحد من تاثيراته. مما أدى الى خلخلة وضعها كقوة عالمية عظمى، غير قادرة لجهة الكفاءة والسرعة في تطويق الوباء وحصر مساحة انتشاره وتاثيره. ومن الجانب الثاني، رفع هذا الوباء، الغطاء الانساني والاخلاقي عن وجه الادارة الامريكية، حين علق رئيسها، المساهمة الامريكية في منظمة الصحة العالمية وفي هذا الظرف الصحي الحرج، في جميع دول العالم. بالاضافة الى انها لم تمد يد العون حتى الى حلفائها في الناتو وخارج الناتو من بقية حلفائها..في الختام نقول ان وباء كورونا، خط البداية لحرب باردة بين الصين والولايات المتحدة الامريكية.. وعجل في انضاج عوامل التطور التاريخي، نحو عالم جديد..