23 ديسمبر، 2024 4:19 ص

وباء اغتصاب الأطفال في العراق ( أخطر من وباء كورونا )

وباء اغتصاب الأطفال في العراق ( أخطر من وباء كورونا )

انتشار ما يسمى بفاحشة قوم لوط واغتصاب الاطفال والتحرش الجنسي بهم وصار الولد يحب ولد اخر ويعشقه ويصرف عليه الاموال ويضاجعه ويواقعه وكأنه فتاة فيتزين ويتجمل له ويضع المكياج ويأخذ ادوية تنشط الهرمونات الأنثوية فيستخنث بشكله وكأنه انثى , وما حدث قبل ايام قليلة من جريمة بشعة ومروعة لاغتصاب طفل عمره تسعة سنوات من قبل ثلاثة شبان صغار بعد خطفه وقتله في دار سكني تحت الانشاء ! الانحراف في سلوكيات الشاب كان نتيجة الشلل الذي دب في اطراف المؤسسات الثلاث التي تحيط به منذ نشائته وهي ( الاسرة والمدرسة والمجتمع ) فالمجتمع من اخطر المؤسسات التي روجت لمفهوم التميع والانحلال بدعوى الانفتاح الذي يشهده العراق في الاونة الاخيرة وكذلك المدرسة التي اصبحت الان عبارة عن مؤسسة روتينية اكاديمية خالية من كل مفاهيم التربية الصحيحة و اخرها الاسرة التي تعرضت هي الاخرى الى تصدع في بنيتها آثر ما تعاقب على العراق من احداث سياسية واقتصادية فالإباء منهمكون بالعمل ليلا ونهارا و الامهات ليس لديهن القدرة على السيطرة على سلوكيات الاولاد وثمة اسباب أخرى تصب بنفس الاتجاه ومنها الحروب وغياب الاباء في الجبهات وما خلفته من ايتام و ارامل ادت الى استفحال الازمة وجعلت الشباب بمواجهة اعتى الغزوات الثقافية الغربية الممنهجة التي اثرت على استراتيجية الوعي الشبابي المعاصر فصار مجرد دمية تحركها كيفما تشاء وبالاتجاه الذي تريد، كما ان هذه المتغيرات السلوكية قد تكون محصلة لعدة اسباب ومنها المستوى الاقتصادي المتردي الذي تعاني منه العائلة العراقية وهو ما ينعكس سلبا على نهج الشبيبة ، كذلك انعدام الفعاليات المتنوعة التي تمتص الطاقة لديهم سواء في الجانب الرياضي او جوانب اخرى لها نفس القدرة على تقويم شخصية الشاب .. وهناك اسباب اخرى ساعدت في استشراء الازمة وتعميقها وهي وسائل الاعلام ، وخصوصا بعض الفضائيات التي غذت القيم السلوكية السلبية والقنوات الاباحية التي اصبحت متاحة للجميع دون مانع او رادع او حتى رقابة , كذلك عدم وجود برامج متخصصة في الثقافة النفسية والجنسية للشاب فينمو الشاب بشخصية فوضوية وغير متزنة و مقلدة , فضلا عن اهمال برامج التنمية البشرية للشاب مما يسبب شعوره بالكبت والسعي لإيجاد متنفس لإبراز شخصيته عن طريق تغيير مظهره او لباسه لجذب الانظار اليه , أن هذه الظاهرة تمثل حافة انهيار للمجتمع اذا ما تعاظمت لأنها تفضي الى انحطاط في القيم والمبادئ الدينية التي تعد الضابط الاول لأخلاقيات المجتمع فما يقدم عليه الشباب اليوم هو نتيجة لفهمهم الخاطئ للحريات التي كفلها الدستور دون ان يضع مفهوم لتلك الحريات او يشخصها وعلى المشرع اليوم ان يبين ماهية تلك الحريات وحدوده ليعتبر من تصدر عنه مثل هذه التصرفات مخالف أصلا لمبادئ ألحرية فحرية أي انسان تنتهي حدودها مع بداية حرية الاخرين لا ان تنال منها , بيد انه من الضروري معالجة هذه الظواهر التي تعتبر مرضا خطيرا يفتك بالمجتمع من خلال الدستور والقانون وهذا يتطلب سن و تفعيل قوانين الحجز والحبس والملاحقة وقوانين الرعاية الاجتماعية والطبية والنفسية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين ، كما ان وسائل الاعلام والصحافة تضطلع بدور اساسي في هذه القضية اذ ان وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة يمكن ان تكون منبرا لبناء وإصلاح للمجتمع وتصحيح مساره , ان تفاعل هذه القطاعات المهمة يمكن ان يحد من تنامي هذه الظاهرة على الأقل ، لكونها المستحوذة على آليات وأدوات التأثير ألمباشر أما أن يترك هؤلاء الشباب وشانه يتجاذبه الإعلام الفضائي الوارد لينقل له عادات وتقاليد غربية غريبة على مجتمعنا المسلم ، فتلك هي الهاوية ، فلا و الف لهذه التقليعات غير المقبولة تحت أي مبرر ، ان حرصنا على شبابنا من الإنجرار في وحلها ، يجعلنا نخاف من تبعاتها عليهم و أسرهم، والتي من المؤكد انها ستفضي الى خلق مجتمع لا يقدر المسئولية حق قدرها ويجره للميوعة و التغنج وهو بهذه الهيئات والسلوكيات الخاطئة لن يكون عماد للأمة في مواجهة تحدياتها، إن التقليد الأعمى يجب أن يتوقف بالوازع الداخلي والمراقبة الذاتية من قبل الشباب أنفسهم قبل كل شيء وقبل ان تنفلت الامور من عقالها فتضحى هذه الظاهرة عادة وسمة لها معتنقين ومناصرين ومدافعين , يتميع في مشيته التي يظهر عليها غنج النساء ، يرتدي ملابس ضيقة تظهر مفاتنه تشابه بمظهرها ما تلبسه الفتيات ويضع انواعاً من مساحيق التجميل على وجهه، امارات النعومة واضحة في صوته وكأنه تحول الى الجنس الثالث .. ظاهرة غريبة على مجتمع عشائري مسلم مثل المجتمع العراقي بدأت تطفو على السطح افرزت سلوكيات جديدة بين صفوف الشباب ومن ابرزها الميول الانثوية لدى الذكور – والتي لا اريد ان اقول عنها انها تصل الى حد الشذوذ الجنسي فذاك موضوع اخر – فتتحول طاقة الشباب من العمل والدراسة الى التباهي والاهتمام المفرط بالشكل والجسد يبارون الفتيات في اختيار الملابس الضيقة والمثيرة او وضع الكريمات والمرطبات على الوجوه وقد يصل الامر في بعض الاحيان الى التشبه بالنساء في الضحك او طريقة المشي او حتى طريقة الكلام ومستوى الصوت ونبرته وقد اصبحت هذه الظاهرة الخطيرة اقرب ما تكون بالعدوى بالنسبة للشباب حيث اخذوا يقلدوا بعضهم البعض والهدف من ذلك هو اثارة حفيظة وانتباه الطرف الاخر وهو الفتيات او ان يجعل من اقرانه الشباب يهتمون به وربما مسايرة للموجة الغربية في ذلك من خلال اتباع سبل عده منها اطالة الشعر ووضع الاقراط في الاذان ووضع المعاصم في اليد او استخدام القلائد وهذا طبعا غيض من فيض من التصرفات الاخرى التي لا تلتقي مع ابسط مقومات واقع المجتمع العراقي الاجتماعي و الاسلامي , لذلك نناشد السلطات والمسؤولين محاربة هكذا ظواهر وبقوة وبقوانين صارمة فهي مدمرة للمجتمع بأكمله سؤال اساسي: مع تفشي هذه الظاهرة، اين يكمن الخلل؟
اولا: العلة في السلطة وغياب الردع
ان تزايد اي جريمة يدلل على ضعف الردع، اي ان القانون ضعيف، مما يشجع الجناة على التمادي في تلك الافعال، ولنقل بدائية الاجراءات المنفذة حاليا، مما يجعل الطفل ضحية لجنون الاوباش في مجتمع مريض، حيث لا دوريات للشرطة تجوب الاحياء، ولا ملاحقة حقيقية لعشرات الجناة ممن يفلتون من العقاب، ويستمرون بتكرار جرائمهم في المجتمع، بل والقوانين تحتاج للتحديث مع ما نعيشه من تطور في اساليب الحياة، حيث يجب محاصرة هؤلاء الشواذ الذين يبطشون بالأطفال لإرضاء نفوسهم المريضة، متسببين بحالة من الذعر والخوف لدى العوائل على اطفالها.
نحتاج اليوم لقوانين تحمي الطفولة، وعلى اليات للحماية من قبيل الكاميرات المراقبة ودوريات الشرطة ونشر ارقام للشرطة عبر الاعلام ومنشورات على الجدران، في كل حي، لغرض التبليغ عند الاشتباه باي جريمة ممكن ان تحصل.
ثانيا: الخطاب الديني واهمية التجدد
الرذائل عندما تتفشى في مجتمع ما، فهو دليل على ضعف الخطاب الديني وضعف تأثيره، والحال الان مع انتشار شرب الخمر، والمخدرات، والزنا، وبيوت الدعارة، والخيانة الزوجية، واكل المال الحرام، والرشوة، واللواط، واغتصاب الاطفال، فلا نجد للخطاب الديني تأثير حقيقي لإيقاف هذا المد المخيف، والذي هو في تعاظم، لكن الغريب ان كل هذا الوجود الديني في واقعنا، من كثرة الجوامع والقنوات الدينية والمؤسسات الدينية، وتزايد اعداد رجال الدين والوعاظ، لا يكون مؤثرا في واقع المجتمع!
اعتقد يجب ان تكون هناك مؤتمرات دينية، لغرض فهم الاسباب التي تؤدي لعدم تجاوب المجتمع مع ارشادات الدين، وان تحصل مراجعة شاملة لواقع الخطاب الديني، ومحاولة تجديد الخطاب ومغادرة الاساليب التي لم تعد منتجة، والاهتمام الكبير في البحث عن علة ضعف التأثير الديني، وكيف يمكن للخطاب الديني ان يبني المجتمع والانسان، بعيدا عن الممارسات الدينية الشكلية، والتي غرق بها المجتمع بعيدا عن ترسخ قيم الدين في واقع الانسان.
ثالثا: المنظومة العشائرية والسلبية
للمنظومة العشائرية تأثير كبير في حياة المجتمع العراقي، لكن مع كل القوة التي تملكها لا نجد لها تأثير حقيقي في ردع الجريمة، فالعشائر لا تلاحق ابنائها المجرمين، وتسكت عنهم، فان وقعوا في حادثة ما، وقفت معهم ودافعت عنهم! في اعادة غريبة لحمية الجاهلية، وهذا ما يجعل الانسان المجرم محمي من قبل العشيرة.
لذلك لا يجد المجرم الردع من قبل عشيرته، فيتمادى في غيه، وهكذا تسلك العشيرة سلوكا سلبيا، اعتقد لو تقوم العشائر بالاتفاق فيما بينها على طرد كل فرد يغتصب الاطفال، او كل من ينتهج نهجا اجراميا، عندها يفقد المجرم غطاء الحماية العشائري، امنية نتمنى في يوم ما ان تتحقق.