في يوم الجمعة الموافق 24/ 5/ 2013م أدى نفر محدود من رجال الحكومة العراقية صلاة موحدة إعلامية سياسية بامتياز بناء على توجيه من نوري المالكي رئيس الوزراء.
وما حدث في هذه الصلاة من فروق طائفية أبعدتها عن كونها صلاة موحدة تجمع العراقيين بل زرعت في القلوب ضغائن ربما يظهر أثرها على الساحة العراقية في ظل الاحتقان والتوتر وفقدان الأمن.
لكن الملاحظ أن رئيس الوقف الشيعي كان حريصاً فيما أظهره وتمسك به على مبادئ مذهبه وهو موقف يحترم عليه لأنه لم بجامل على حساب فكره وعقيدته مهما كان صحيحها أو خطاؤها.
لكن رئيس الوقف السني انسلخ من أبسط مبادئه وتكلم كلاماً عاماً يحتمل عدة تفسيرات وهو كلام يتردد على ألسنة الخطباء والسياسيين كثيراً ولم يأت بجديد، فهو تكلم صراحة على القاعدة لأن السياسيين ينسبونها إلى السنة وتكلم عن ميليشيات بصورة عامة قابلة لأكثر من تفسير، ولم يذكر البطاط وحزب الله في العراق ولم يذكر الخزعلي وعصائب الحق صراحة وهي ميليشيات مدعومة من السلطة تصول وتجول في البلاد، ثم ترضَّى هذا السني عن الصحابة وآل البيت وأمهات المؤمنين على حد سواء.
أما رئيس الوقف الشيعي فقد تكلم عن القاعدة والبعثيين بصراحة وهو قطعا يعني السنة كما سبق له من تصريحات ولم يتعرض لتلك الميليشيات المدعومة من الحكومة لا تصريحا ولا تلويحا، وطعن بأهداف المتظاهرين، وترضى عن آل البيت ولم يذكر الصحابة ولم يذكر من الخلفاء الراشدين إلا سيدنا عليا كرم الله وجهه ولم يذكر أحداً غيره من الصحابة ، واحتقر أذان أهل السنة وإقامتهم للصلاة بدليل أنه كررها مضيفاً إليها عبارات يراها مذهبه، ولم يؤدِ أركان الصلاة كما هي عند السنة وصلى إماماً بالحاضرين محتقرا رئيس الوقف السني ومن معه من المعممين ولأنه لا يرى صحة الصلاة خلف السني.
ألا يدعو ذلك إلى احترام رئيس الوقف الشيعي على شجاعته وتمسكه بمبادئه حتى لو كانت مخالفة لما يراه السني، فأي توحد في هذه الصلاة؟؟؟
ثم إن العراقيين ينتظرون توحداً في شؤون الوطن سياسةً واقتصاداً وإدارةً لأنها هي التي تجعل المواطنين متساوين في الحقوق والواجبات.
أما في العبادة فلا يشترط التوحد فلكلِّ مذهبٍ طريقته ولكلِّ دينٍ مراسيمه ولا تكون سبباً للتقاطع بين الشعب الواحد.
فما فائدة صلاة كهذه في ظل تهميش فئة من العراقيين وظلمهم واقصائهم ومضايقتهم وإعدامهم وتعذيبهم وحرمانهم واغتصاب نسائهم سوى أنه ضحك على ذقون العراقيين.
وهنا أسأل رئيس الوقف السني ومن حضر معه من عمائم تنتسب الى السنة، وكأني بهم سيقوا سوقاً بالتهديد أو بالإغراء، وأرجو أن يجيب وإن لم يعرف فليسأل العلماء الذين يثق بهم ممن حوله من الفقهاء:
السؤال الأول: هل تجوز خطبة الجمعة من خطيبين متفرقين وهل ورد ذلك في تاريخ المسلمين ؟!
السؤال الثاني: ما حكم الصلاة خلف من لا يرى غسل الرجلين ويكتفي بمسحهما ؟!
السؤال الثالث: ما حكم الصلاة خلف من يلعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويلعن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، ويطعن بخلافة الثلاثة الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم؟!
السؤال الرابع: هل أدى الإمام الشيعيُّ الصلاة كما هو مقرر عند أهل السنة والجماعة ؟!
السؤال الخامس: هل أغنت صلاتكم هذه عن الجمعة ؟! وهل ستقضونها ظهراً بالسر في بيوتكم ؟!
السؤال السادس: هل ما فعله الوقف السني بهذه الطريقة المزرية يرضاه الله ورسوله وهل أنتم مطمئنون لما فعلتم؟؟؟
أهل السنة بانتظار الجواب ومبارك لرئيس الوقف السني رضاء المالكي عليه بغضب الله ومبارك له تجديد بقائه رئيسا للوقف السني ؟ وهكذا يباع الدين بالدنيا وحسبنا الله ونعم الوكيل.