23 ديسمبر، 2024 8:04 ص

قال أبو الطيب المتنبي:” بِذا قَضَتِ الأَيَّامُ ما بينَ أَهلِها – مَصائِبُ قَومٍ عِنْدَ قَومٍ فَوائِدُ.
منذ عام 2011 أي قبل ما يزيد على أربع سنوات, والمرجعية تطالب بتقديم الخدمات, تنصح بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين, وأمرت بالتغيير وحَثَّت المواطنين, فلا عين ترى, ولا أذن تسمع ولا عقلٍ يعي!
إنَّ الذي نراه أثناء التظاهرات الشعبية, ومما شاهدته من ممارسات, يستحقها بَعضُ الساسة والمسؤولين, لاستخفافهم بما وكلهم الشعب لأجله, واستصغاراً لدور المرجعية, التي لولاها لما كانوا في مناصبهم.
عمل بعض الساسة اللاهثين لنيل المناصب, على تظليل المُنتَخِبين!  وصولاً لهدف الإثراء غير المشروع لا الخدمة! بل وصل الأمر ببعضهم, حد التهديد بمخالفة قانونية, فلا رئيس قائمته استهجن الفعل, ولا القضاء قضى بما يمليه عليه القسم!
المرجعية المباركة في النجف الأشرف, هي صاحبة الاستفتاء الأول بعد الاحتلال مباشرة, يخير الشعب نوع الحكم, ثم طرح مشروع الانتخابات, والحث على استفتاء الدستور, تلك الممارسات الفريدة, التي لم يحسب لها حساباً من قبل ساسة الصدفة.
بعد كل تلك المشاريع, والتوصيات لم أرى غير بيتٍ من شعر المتنبي, يستحقه كُل مخالف للدستور, لاهثٍ وراء إثراء شخصي, غير آبهٍ بمصلحة من انتخبه من الشعب, فقد قال المتنبي:” ” قومٌ إذا مَسَّ النعالُ وجوههم – شكت النعالُ بأي ذنب تُصفعُ”.
رُفعت صور بعض الفاسدين, لتضرب بالنعال من قبل الغاضبين, فهل يستحي من لم يقم بواجبه, ليقدم على التنازل, ولا يتشبث بمنصبه؟ أم الحياء عند بعضهم, أضحى في خبر كانَ؟
أقول للساسة الفاسدين, الذين يعتبرون انفسهم أسوداً, فينظرون الى الشعب مُستصغرين شأنه “لَا تَحْقَرَنَّ صَغِيْرًا فِيْ مُخَاصَمَةٍ – إِنَّ البَعُوْضَةَ تُدْمِيْ مُقْلَةَ الأَسَدِ”.