قررت المليشيات والحشد الانسحاب من ساحة المعركة في تكريت, بحجة رفضها المشاركة مع قوات التحالف ” الاحتلال ” في خوض هذه المعركة, وهم يتصورون إن هذا الانسحاب أو قرار الانسحاب سيؤثر على سير عمليات التحرير في العراق من تنظيم داعش الإرهابي, بل العكس تماما, إن انسحاب المليشيات والحشد سيفتح أفق جديدة في عمليات التحرير, وسيؤتي أكله وثماره بأفضل حال, والسبب في ذلك هو :
إن انسحاب هذه المليشيات سيجعل الحكومة العراقية تفسح المجال أمام أبناء العشائر السنية العراقية, في خوض معارك التحرير وتُطهر مناطقها ومحافظاتها من داعش, دون تدخل المليشيات التي كانت سببا رئيسيا في عدم مشاركة اغلب تلك العشائر في خوض معارك التحرير.
الأمر الأخر انسحاب المليشيات من ارض المعركة سيعطي مبررا أقوى واكبر لقوات التحالف في الإسراع بعمليات تسليح العشائر وتجهيزها بالسلاح, وهذا ما لاتقبل به المليشيات من جهة وإيران من جهة أخرى.
هذا الأمر بالطبع لم يقبل به رعاة الطائفية في العراق والمؤسسين لها وخصوصا أصحاب الفتاوى القاتلة للشعب, واقصد المؤسسة الدينية في النجف التي أطلقت اليوم تصريحا بخصوص اللجوء إلى الحوار والنقاش بين المليشيات والحكومة… حيث قال السيستاني وعلى لسان معتمده احمد الصافي في خطبة الجمعة اليوم في كربلاء … ( إن التقاطعات بين القيادات أو الحشد الشعبي والقوات الأمنية لها مردودات سلبية على الحرب القائمة فيتوجب أن تكون هناك رؤى واضحة وموحدة وتنسيق عال بين كل الجهات المشتركة في ميادين القتال للظفر بالنصر سريعاً ضد أعداء البلاد ).
وكأنه يبعث برسالة إلى الحشد والى الحكومة العراقية بان هذا الخلاف سيفتح المجال لأهل السنة في العراق في قيادة المعركة وهذا ما لا يمكن السكوت عنه أو القبول به, فكيف يسيطر أهل السنة على مناطقهم والمليشيات تبقى تتفرج ؟! بمعنى آخر إن هذا تحذير يطلقه السيستاني إلى المليشيات ويقول لهم ” ون انسحبتم ؟ فبديلكم موجود ولا تتأثر عمليات التحرير والنصر سيكون لغيركم, توحدوا وارجعوا ولا تعطوا الفرصة لأهل السنة” هكذا أرى دعوة وكلام السيستاني …