يحكى ان ضفدعة صغيرة تعيش على حافة بركة , لاتعرف من الدنيا سوى الماء والجرف , وتنتقل بين هذا وذاك بين الحين والاخر , تجيد لحن النقيق , فينتفخ كيس السعادة في عنقها علّها
تحضى بأعجاب ضفدعة من جنسها كرفيق .
وذات يوم زارها احد الرفاق , ممن تعود الكذب والنفاق , كال لها المديح والثناء , فتنفست الصعداء , وانتفخ كيسها وغاصت بزهوها .
وما مرت على انتفاخ كيسها دقائق حتى مر بها الكثيرون ممن يزورون الحقائق فقلدوا الرفاق في المدح وفي النفاق , فازداد زهوها وخفَّ وزنها من شدة استنشاق ريح الفخر والريادة , فاصبح انتفاخ الكيس فوق العادة
وارتفعت ضفدعة البركة فوق الرؤوس ولم تعد تعرف الا من ملى لها الكؤوس , ولم تعد تبصر زينَ بركة صافية تزيح كرب النفوس .
وبينما استمر خدامها في المديح , واستنشقت ما بقى في بيتها من ريح
انتفخ الكيس وجدا كبر … ثم انفجر …
ماتت الضفدعة المسكينة , وفي شهادة الوفاة لم يُكتَب بانها شهيدة بعبوة او طلقة او سكينة
بل قيل : هذي نهاية كل من يسمع للقال وللقيل , ويعتلي فوق رؤوس الخيرين دون وجه حق او دليل .
فيا ضفادع امتي , الا تعون الدروس , فلم يعد للارض حياً ضفدعٌ ,علا به كيس النفاق وارتفع , الا كما علا وقع .