22 ديسمبر، 2024 7:24 م

والله واحدنَه خلص صَبره

والله واحدنَه خلص صَبره

انا لست من المتصيدين في الماء العكر .. ولا افرق فيما اكتب  بين امرأة  عاهرة  وأمرأة من الجوع  تحتضر .. كل همي ان اكشف المستور والمستتر .. قد اجني على نفسي  في كتاباتي  وانتقاداتي لكني اؤمن ان ما اكتب  ينبع من صميم معاناتي  ” واليحجي صدك يبتلي على عمره ..  والساكت خانته العبرة  .. والطايح رايح حشه قدره .. والله واحدنه خلص صبره ” اليوم راح نتكلم  عن مجانية التعليم  اليً  صارت  بقدرة قادر ” مسخرة ” فبعد ان كانت المدارس الحكومية لاتكلف العائلة العراقية  اعباء مالية  لا بل تسد جزء من نفقاتها من خلال  توزيع  وجبات غذائية  تشمل كافة الطلبة  تسد جوعهم خاصة العوائل الفقيرة  وكان الاقبال على هذه المدارس كبيرا  وهي تضم الفقير الى جانب الغني ولم يشعر الفقير انه مهمش مثلما لم يشعر الغني انه  متميز عن اقرانه .. وقد حققت  هذه المدارس  نسب نجاح متقدمة في الامتحانات النهائية ” البكالوريا ” كان الكل يشعر  بالاطمئنان على مستقبله  الذي تكفله الدولة  وفق ماورد في الدستور .. بالامس خرج علينا  قيادي  من القيادات المهمة والبارزة  في  الساحة السياسية العراقية  خرج علينا بفتوى  ناشد فيها اعضاء مجلس نوابنا الموقر باصدار قرار او مكسب اخر يضاف الى سلسلة المكاسب التي حققتها ثورة التغيير بعد عام 2003   بالغاء التعليم الحكومي  وتعميم التعليم الاهلي  متناسيا ان العراق يضم  فئات معدمة من الشعب  لاتقوى على استحصال قوت يومها  وان عملية دفع مبالغ  اضافية  لتعليم ابنائها  في المدارس الاهلية  عملية مرهقة  ماديا  لهذه العوائل  التي تعيش غالبيتها  حالة الكفاف وتندرج ضمن  التصنيف الابجدي للمنظمات الدولية الانسانية  حياة دون مستوى  خط الفقر .. ” يابه  هاي فواتناها  عليكم او خلنحجي على الوضع  في المدارس الحكومية ” فالوضع في هذه المدارس  حاليا وضع مزري  ويبشر بحدوث كارثة  والكل يضع  المبررات  وهي جاهزة  ” عدم وجود التخصيصات المالية  لوزارة التربية  .. الكل يعلق ملابسه  البالية على شماعة الميزانية  .. فما ان  ندخل اي مدرسة من مدارس بغداد نجد ان الوضع  ” مقرف ” نجد  في ساحة المدرسة ” هرج ومرج ”  اتكول ” شليلة و ضايع راسها ” الكل يركض والكل يعربد وينطق بالكلمات النابية والبعيدة عن الاخلاق الفاضلة  حتى يترأى للداخل انه دخل ” اسطبل للخيول ” عندما تبحث عن مدير المدرسة  ” السايس ”  تجده منزويا في غرفته وهو محاط بشلته من المدرسين يحتسون الشاي ويدخنون السكائر بمنظر اكثر شبها بمنظر المقاهي  لاينقص جلستهم الا ممارسة لعبة ” الدومينو أوالطاولي ” وشرب الشيشة   “

طبعا مو كل المدارس مشمولة بهذا الكلام  فبعضها وللامانة منار” وهذا الوضع ليس بسبب اهمال المعلم بقدر ما هو اهمال للمتابعة  وان تجرأت ودخلت احد الصفوف  فستجد العجب العجاب  اما تجدها خالية من الطلبة بسبب الغياب او تجد  ب فخر واعتزاز ” البعض من الطلبة  ترتسم على وجوههم الكآبة وعدم المبالاة  بما يعرضه المدرس من مادة دراسية  وحتما لن تجد في المدرسة انشطة  غير صفية  بعد  ان  ضاعت الاحاسيس الفنية  والرياضية وسط الفوضى العارمة التي تشهدها البلاد وضحاياها حتما العباد .. اما الحديث عن المناهج الدراسية ” الكتب المنهجية ” فحدث بلا حرج فباتت هذه الكتب عملة نادرة  فهي حق مستلب  لايمكن الحصول عليها الا  من خلال شرائها من  اسواق الكتب ” سوق المتنبي ” وان  شددت العزم  وذهبت الى ذلك السوق التاريخي بحثا عما يحتاجه احد ابنائك او احفادك من كتب منهجية  فستصاب  بصداع  بعد البحث المضني دون الحصول على نتيجة  الا ان الامر سيكون اسهل بوجود  صديق معرفة ومحل ثقة  داخل سوق المتنبي  له معرفة  بفن التسويف والتحريف ومعرفة ب” القجغجية  ” وما ان يرشدك الى  بائع  تربطه به  معرفة  حتى يتراءى لك انك مقبل على شراء مادة محرمة دوليا  ربما تكون مادة ” المخدرات او الزئبق او الوقود النووي او او ” فما ان تقترب منه بمهل  وحرص  خوفا  من المتطفلين والمتصيدين بالماء العكر من  المتبضعين  فتهمس في اذنه  بكلمات تعطيه الثقة بتلبية طلبك وتقول له بصوت خافت  ” اني من طرف فلان ” وما ان يسمع البائع تلك الهمسة السرية  التي هي اكثر شبها بالمخاطبات الرسمية  للاجهزة الامنية ” سري للغاية ومحظور التداول ” حتى يطلب منك الانتظار في مكان محدد  قريب من موقع عمله ” كشك او بسطية ” بعد ان يحدد لك سعرا للكتاب يتجاوز عشرة اضعاف  سعره الحقيقي  وما هي الا  دقائق من الانتظار حتى يجلب لك الكتاب المنهجي ويسلمه لك  بسرية تامة  ” طبعا يلتفت ذات اليمين وذات اليسار ” خوفا من المحظور  .. وطبعا المحظور هي الاجهزة الرقابية  المنتشرة في السوق  بعد ان فاحت ريحة  تسرب الكتب المنهجية من مخازن وزارة التربية  ”  بعديش بعد خراب البصرة ” .. ولو تمعنا قليلا في اسباب هذه الازمة  لوجدناها حتما تندرج ضمن  قائمة الفساد الاداري والمالي المستشري في البلاد  وحتما  المتهمين فيها هم  المشرفين  من المسؤولين على  خزن الكتب المنهجية  في مخازن الوزارة والا كيف تتسرب هذه الكتب  الى  الاسواق المحلية  .. مو كلتلكم  كل همي اكشف المستور والمستتر ” والله واحدنه خلص صبره .. المن يحجي و يفضح سره .. و منو  الي يسمع و منو الي  يقرأ  بهذه العيشة المرة ”