بيت أشبه ما يكون بعلبة السردين تسكنه عائلة مكونة من ثمانية أفراد ، تحيطه براميل معدنية صدئة ومنتنة الرائحة ، وهناك اكداس من النفايات وبقايا أنقاض رميت هنا وهناك لتزيد من فوضى المكان ، ولا من معير بالا لتلك الفوضى .. تقع الدار في جنوب شرق العاصمة بغداد ، في مكان كان يسمى معسكر الرشيد..لاتجد تلك الأسرة الساكنة في هذه العلبة السردينية ما يسد رمقها إلا بشق الأنفس ، فرب الاسرة مشلول إثر إصابته في إحدى المعارك الجانبية ، وقد تم قطع راتبه بالكامل بتحريض من دهاقنة الفرس المقيمين ببغداد يتقدمهم كامل الأعور وعمار الخنيث ، ومن ورائهم المتحول عن جنس البشر الى ( الحيونة ) هادي العامري . فلعنة الله والملئكة والناس اجمعين على هذه الثلة القذرة . ورب سائل يسأل : لماذا تم قطع راتب ذلك المسكين ؟ سرعان يأتيك الجواب حاضرا مغلفا تغليفا حقيرا : أن المومى اليه ( كذا )
لايستحق الراتب كونه مشاركا في الحرب ضد ( الجمهورية الإسلامية الإيرانية ) فلذا يعد هذا الرجل مشابها لأبرهة الحبشي الذي أراد ان يهدم الكعبة !! . أو مشابها لقتلة سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما – هكذا يبرر فاقدو الضمير فعلتهم الشنعاء وكانهم يمنحونه راتبا من جيوب الذين خلفوهم . وهناك في الجانب الآخر من العاصمة بغداد وتحديدا في منطقة ( الجادرية ) حيث الرفاهية والرقي يحتل عمار الزعطوط مربعا يعادل مساحة بيروت ! قد أحاطه بسور تحرسه الكلاب البشرية والجنود والكاميرات المتطورة ، بعد أن إستولى عليه بقوة ( الإيمان والزهد ) .. وعمار هذا يكاد ينفجر من ( الوناسة ) والترف والمليحات من النساء على حساب وطن إبتلى به وبغيره ، وتكاد ( التقوى ) تنط من لحيته البلاستك حين تراه ، لكنه لن يترفع عن مجالسة الفقراء والشعور بهم ( خطية ) لذلك فهو – أي عمار – زاهد بكل شئ بدءا من الذهب الذي طلى به مقابض الأبواب في البيوت التي أستولى عليها من النظام ( الكافر ) وقد أرتضى لنفسه ( المؤمنة ) أن تستوطن دار البوار لأنه يحل له ما لا يحل لغيره ، وإنتهاء بعقود النفط التي إتفق مع الأميركان ان تكون له خالصة مالصة دون غيره .. لماذا ؟ لأنه ( مؤمن ) بطريقة أمنا المثالية فيفي عبده . وفي مكان آخر يتربع كل سفيه وحقير وسافل وساقط ومنحط ولص على مقاليد الامور .. فكل هؤلاء مؤمنون مجاهدون لايفارقهم الجهاد لا قياما ولا قعودا ولا على جنوبهم ، وجنوبهم تتجافى عن المضاجع إلا مع الشقراوات وفق طريقة ( سيغة ) المتوفي سريريا الملا خامنائي – عليه وعلى اجداده اللعنة – وأعوانه في العراق وجنوب لبنان وباقي المناطق في الحجاز واليمن ، وربما سياتي الدور على مصر ، فقد أشارت التقارير الصحفية إلى تمدد الفرس في أفريقيا، والحكام هناك نائمون لايدرون أنهم سيرهنون ملابسهم الداخلية فيما لو إستمر ذلك التمدد .
وسيضطرون للهروب على طريقة بن علي وإبن صالح وغيرهما . ختاما .. إهلا رمضان ، فقد حللت سهلا على الفقراء ، وصعبا على غيرهم ، دونكم رمضان ولا تنسوا أنه شهر الفقراء دون غيرهم .. أدعوكم – اخوتي – أينما كنتم لتنزلوا عن ابراجكم العاجية وتبحثوا عن فقير وفقيرة يتيم ويتيمة لترسموا الفرحة على ثغورهم فقد نسى هؤلاء ما هي ( الفرحة ) .. وما أكثر الفقراء في بلاد تعج بالثروات ، وما أكثر المنافقين في بلاد هبط فيها الوحي مرات ومرات .
فيا عمار لاعمّر الله دارك أما تستحي من نفسك ؟ وأنا اعلم إنك لاتستحي ، بل متأكد انك لاتستحي ولن تستحي وستبقى لاتستحي حتى يتم نتف لحيتك اللاستيك شعرة إثر أخرى وما ذلك اليوم ببعيد ، وليس عجيبا على الله أن يرينا بكم يوما أسودا كأيام عاد وثمود ؛ وختاما اتسمح لي بسؤال صغير أيها المؤمن جدا : كم مرة أنقطعت الكهرباء في بيتك المهجوم ؟
وكم ليلة بت فيها بلا زقوم ؟ وكم هي عدد ( الركع ) في ملابسك الرثة ؟ تدعون موالاة اهل البيت وتعيشون ترف يزيد .. فقد جاء بالأثر أن سيدنا علي بن أبي طالب وأولاده – رضي الله عنهم أجمعين – قد إحتلوا قبلك مربع الجادرية ووضعوا عليه الحراس والكامرات الحرارية .. وأكلوا وشربوا مالذ من طعام وشراب والناس من حولهم لايجدون خبز الشعير ..لابارك الله بكم بلا إستثناء ، اللهم أرنا مقتك وغضبك في هذه الثلة العفنة فقد عاثوا فينا فسادا .. اللهم سلط عليهم الجراد والقمل والضفادع والدم واجعل أيامهم أيام نحس وسوء وعلى الذين يؤيدوهم ويعاونوهم ولا تأخذك بهم رأفة ولا رحمة .. اللهم أنهم توهموا انهم هم الأقوياء وتناسوا انك انت القوي ذو البأس الشديد .. اللهم يارب عيس وموسى ومحمد نسألك لأجل اليتامى والأرامل والثواكل ان تزلزل الأرض بهم وترينا عجائب قدرتك بهذه الطغمة الجائرة الباغية .. فما عاد لنا سواك يارب يارب يارب يارب يارب يارب . واحسرة عليك ياعراق ..حماك الله وحما أهلك الأصلاء .