17 نوفمبر، 2024 8:32 م
Search
Close this search box.

والقوى الوطنية تتحمل ايضا ما يجري من قتل في صلاح الدين !

والقوى الوطنية تتحمل ايضا ما يجري من قتل في صلاح الدين !

اكتشاف الاخطاء  والنقد البناء سمة تسعى اليها جميع القوى المتفتحة والتي تؤمن بالديمقراطية الحقة لا التي ترفع شعاراتها ولا تطبقها حتى داخل كيانها التنظيمي! ولا التي تعطلها بحجة ما.. لان النقد البناء لا يسعى الى الخراب ولا الى سرقة المواقع القيادية و لا الانتقاص من شخوص معينة  بقدر ما يشخص الاخطاء من اجل تلافيها فكلما كان المسعى صادقا تتجاوز فيه المصلحة العامة عن الخاصة كلما كان نجاح السعي فيه لتشخيص الاخطاء اصدق وتتفتح له ابواب الغمام .. لقد مارس هذه الفقرة والتي لا اريد ان اسميها ديمقراطية كي لا نثير حفيضة المتزمتين ممن ليس لديهم غير الاسود او الابيض فاقول طلاب النبي عليه الصلاة والسلام قد اخذوا الدرس منه وفهموا ان السكوت على الحق هو جريمة اكبر من ما لو اعتبر الخروج على الحاكم جريمة لذلك فاضرب مثلا واحدا هنا وانقل نصا لاحد الخلافاء الراشدين فحينما تولى الخلافة الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : (أيها الناس إنى وليت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتمونى على حق فأعينونى، وإن رأيتمونى على باطل فقوّمونى ).. هذه تربية المؤمنين الصادقين الذين لا يعتبرون اخطائهم التي يكشفها الاخرون هي بمثابة انتقاص من شخصهم او درجة العلو لديهم بقدر ايمانهم المطلق من انهم «إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر» حديث نبوي ولكن من المعيب ان نستمر بالحاق الخطأ بخطأ  اخر وهكذا .. وان شاء الله يكون تشخيصنا للاخطاء وفق هذا المبدأ وهذه التربية .
كنت قد تعاطفت مع الساعين لانشاء ما سمي بالاقليم السني ليس تأييدا مطلقا له اذا ما كانت النية تسعى للانفصال تلك الاكذوبة التي روج لها المحتل وحلفائه  وصدقها حتى اعداء الاعداء !, لكنا قرأنا المستقبل من خلال احداثه ففتحت صفحاته امامنا وراينا ان اقل الشرين  هو انشاء الاقليم وطالبنا بان تعطى الفرصة لهم في مسعاهم من خلال عدم الاصطفاف مع الاعداء ضد اولئك الساعين (احيانا تتلاقى المصالح بين الاعداء وذلك لا يعني بالضرورة تأييدهم او الميل اليهم ولا خيانة بقدر ما ان السماء على سبيل المثال اذا امطرت بامر ربها فان المطر هو مصلحة للجميع ) ذلك الانفصال المزعوم الذي ما كان له يوما ان يحدث مطلقا لان اطماع المجوس هي ابتلاع كل الاقطار العربية التي كانت يوما تحت الاحتلال الفارسي والصفوي  ولا يمكن ان يسمح العدو الامريكي بقيام دولة معترف بها سنية تجاور الكيان الصهيوني الا وفق ضوابط وارضية تجعلها تدير ظهرها للعدو الصهيوني وتشتبك في قتال مع الفرس ..ولقد اثبت التاريخ للاسف  صحة موقفنا  !.حقا فانه كان سيكون اهون الشرين بالمقارنة لما يحدث من قتل وابادة جماعية للشعب في محافظة صلاح الدين وديالى وسيتمم الخونة والمحتلين جرائمهم في محافظة الانبار وما جاورها ..
اكرر هنا ما سبق ان قلته من ان الهجمة الصفوية الفارسية ومن تبعها باسم المذهبية لم تستطع وعلى مرور طوال فترة الاحتلال من القيام باعمال الابادة والتدمير كالتي تشهدها المحافظات الغربية والموصل الان وذلك لعدة اسباب منها ان الشعب في تلك المحافظات كان اكثر تماسكا ووحدة من الان وكان الشعب يتظاهر سلميا ثم لم يكن لدى المحتلين ولا ذيولهم الغطاء الدولي ولا المبرر المشروع للقيام بهذه الجرائم المروعة  .
المخطط الامريكي الايراني
اقول حتى جاء وقت تنفيذ المخطط الامريكي الفارسي الذي أمر المالكي بان يعطي الاوامر لما يسمى جيش وقوات امنية بالانسحاب والهروب من الموصل وفسح المجال لداعش ولجميع القوى التقدمية بان تثبت ارجلها على الارض وكأنها انتصرت بقوة ربانية خارقة ..فكأنما سلم الشمال الغربي العراقي لداعش ثم  سلمت ميليشيا الغباء الذليلة التابعة لاسيادهم في طهران وقم وللحرس اللاثوري الايراني (وفق صفقة اوباماوية فارسية ) بالقيام باحتلال وتدمير وقتل شعبنا وابادته في المناطق الغربية للعراق .
انا لا اتهم داعش الدولة الاسلامية  بالعمالة 100%  للامريكان والفرس وخصوصا المقاتلين الذين فيها فاغلبهم يسعى للشهادة واعادة بناء دولة الخلافة حسب منظور المتطوعين فيها واسبابها  ووفق منظور قيادتها التي اسميها هوات غير متمرسين ومدفوعين بما يسمى جهاد (كهدة الخيل اول السباق ) لذلك هدموا اكثر مما عمروا .. ولكن اقول على اقل تقدير  انهم يخدمون مخططات العدوان وينفذون بعض اجندتها سواء علموا بها ام لم يعلموا ّ, فكيف يمكن ان يكون ذلك ؟؟.
كيف ساعدت وتساعد داعش المحتلين ؟!
اكرر قولي هنا ايضا من ان العدوان الامريكي والفارسي وذيولهم من اتباع ما كانوا يمتلكون الحجة ولا المبرر لاقتحام ديالى والمدن الغربية لولا داعش فلا غطاء دولي لهم ولا مبرر فالناس كانت تمارس التظاهر السلمي وتطالب بحقوقها المشروعة والانسانية ثم  تجاهلت داعش الفرصة و الفوضى العارمة والهروب الجماعي الذي احدثه تحرير الموصل ورفضت ان تدخل بغداد في اتفاق شبه جماعي لتحريرها وبدأت بالتحرش في محافظات  الحكم الذاتي  ولم تحقق أي شيء او غاية غير تمكين قوات الحكومة من اعادة رصف قواتها وامدادها بالمعونة الفارسية وتطعيمها بحرس سليماني , ثم دخلت داعش ديالى وانتقلت الى سامراء التي لم تدخلها بكثافة من قبل حتى قوات القاعدة و(حررت ) تكريت والانبار وكان يفترض منطقيا ان تنزل على بغداد لكنها اضاعت الفرصة مرة اخرى ( فالهدف هنا كأنما حدد اليها مساحته ) فما هي نتائج دخولها هذا ؟؟.
يفترض كما هو الحال في المسلم الملتزم والقائد الميداني والسياسي البارع وقيادة أي مكون ان تدرس وتقارن وتحلل نتيجة افعالها خلال أي فترة زمنية مضت وتقارن بما كانت عليه الاوضاع وما الت اليه نتيجة افعالها تلك وما صاحبها من سلبيات وخسائر فادحة او انتصارات ومدى انعكاسها على الواقع وعلى مستقبل كل هؤلاء.. حتى ان المنطق والتجارة  يقودانا لهذا الفعل من خلال تحليل  وتحديد (فائدة الجدوى ) في كل فترة من عمر اي مشروع ان لم نكن قد حددناها قبل البدء! واذا كان ذلك هو ديدن الحال فان ذلك لا يعني الا الطامة الكبرى من التخطيط اللاواعي والفوضوي..
اذن افعال داعش ومن اصطف معها من القوى الدينية والتقدمية  ادى الى دخول حرس سليماني بمئات الالاف  يقودون ميليشيات اكثر ما يقال عنها انها ذيول تتبع صاحبها لا عقل لها الى مناطق ديالى وسامراء وتكريت والانبار وفعل المذابح والابادة الجماعية على من يقطن هذه المناطق وتدمير البنية التحية لها ويحق لهم ان يشكروها لانهم اعطوا المبرر لهذه الجرائم والغطاء الدولي بزعم ان القوات الحكومية العميلة تقاتل الارهابيين الدواعش  حتى اننا لم نسمع ولا حتى تأفف دولي على هذه الجرائم ومن يقوم بها .
لذلك نقول ( و القوى الوطنية تتحمل ايضا ما يجري من قتل في صلاح الدين !) لانها سمحت لداعش ان تقودها ووتفعل مثلما تريد ولا اريد تشبيهها هنا كأتباع مثل اتباع الصفويين لانهم يملكون تاريخا حافلا وعقيدة قادت شعبنا لعقود .فالهدف يختلف وكون اتباع الصفويين لا عقيدة سياسية تدفعهم ليكونوا اتباعا الا الولاء الطائفي الخالي من العقل والتفريق بين الخطأ والصح .
اذن ما العمل ؟ .. هناك اخطاء قاتلة تحدث , على الجميع الاعتراف بها وانتقاد انفسهم وتقبل النقد البناء وعليه ان يصاحبه افعال انعكاسية تصحيحية لهذا المسار الذي ادى بالحال المأساوية الحالية واول هذه التصحيحات هو الاستقالة وترك القيادة لجيل الشباب المطعم بالخبراء من المستشاريين . فلا يجوز المخاطرة  وترك الأمور بيد داعش وما يحركها وتقديم التضحيات تلو الاخرى بابناء شعبنا مقابل لا شيء بل ربما مقابل تمكين الاعداء من اجل تنفيذ مخططاتهم العدوانية كما يجري الان وكفى .

أحدث المقالات