23 ديسمبر، 2024 10:27 م

والقول على الراوي ….!!

والقول على الراوي ….!!

( الكلب ) .. فصيلة منفصلة عن ( الذئب ) !*
حكالي الحاكي وقال :
أروى لك هذه الاسطورة التي تشبه أحدى حكايات ( ألف ليلة وليلة ) مضمونها تؤكد ان اصل ( الكلب ) من ( الذئب ) ‘ ففي يوم من الايام ونتيجة لمحاصرة احدى المدن ‘ أستطاع الإنسان ترويض فصلية من الذئاب و تحويلها من حيوان شرس يمارس الصيد بالعنف إلى حيوان أليف يحرك ذيله راقصاً مقابل قطعة صغيرة من اللحم ..! و مختصر الحكاية تقول : يهاجم مجموعة من الذئاب رجلين كانوا متوجهين الى مدينتهم التي لم تكن بعيدة عنهم عند الهجوم ‘عندما يصلون امام بوابة المدينة ‘ يفتح الحارس بسرعة الباب و يدخلون متخلصين من الذئاب ويغلقون الباب ‘ ولكن الذئاب يبقون محاصرين المدينة ‘ يوم ويومين ولا يستطيع احد من اهل المدينة ان يخرج او حتى يقترب من البوابة ! يجتمع كبراء القوم لتدارك الوضع وماذا يفعلون للتخلص من الحصار ..

قال احد حكاماءهم : إذا شبعوا ‘ ذهبوا … ‘ تنفيذاً للنصيحة قاموا بذبح عدد من الخرفان والماعز ‘ وقاموا وفي اوقات متقاطعة برمي وعلى وجبات ‘ قطع من اللحم من اسوار المدينة على الذئاب ويستمرون على هذا لمدة يومين على التوالي ‘ وفي اليوم الثالث ‘ عندما يظهر حراس سور المدينة من على الابراج امام الذئاب يرون ان أكثريتهم لاينبحون بعصبية وشراسة الايام السابقة ‘ ويلاحظون ان عدد منهم يمشون بإتجاه اخر مبتعدين من السور المدينة ‘ والاخرين المنتظرين عندما يرون الحراس من فوق الاسوار يحركون ذيولهم بل أحياناً راقصاَ في حركاتهم …!! وعندما نقلوا الحدث الى عقلاء القوم ‘ أمروا بأن يرمون لهم اليوم أيضاً قطع من اللحم للباقين وغداً يفتوحون باب المدينة لهم بدون خوف …!! سيدخلون ‘ عند ذلك قوموا بترويضهم ‘ سترون أنهم يبقون الى الابد يحرسونكم من هجمات كل الحيوانات الشرسة ‘ ويفعلون ما تأمرون به ….!!

مع طلوع الشمس ‘ يقوم الحراس بفتح باب المدينة ‘ عندها ‘ يدخل كل الذئاب الباقية الى المدينة بـ ( نباح الدلال …. إن صح التعبير ) وليس (نباح الترهيب ….إن صح التعبير أيضاً ) ويقوم كل حارس بوضع طوق على رقبة احدهم ويسحبه معه الى برج المراقبة …! ويقال منذ ذلك اليوم تحولت ( فصيلة من الذئاب ) ألى ( كلاب ..! ) وحارس للحيوان ( العاقل – الإنسان ) حارساً أمينناً بحيث حاز على لقب ( الوفاء) لمن يروضه…!!!

وهذه الحكاية …. قديمة … الله أعلم بمدى صحتها …..

……………………………………………………………………………………………

* في أواسط السبعينات خصصت أوقات فراغي لقراءة روايات الروائي السوري الاشهر ( حنا مينة ) والتي كانت متواجده في مكتبة دارنا ( دار التضامن للصحافة والنشر ) حيث قرأت روايات ( الشراع والعاصفة ‘ حكاية البحر ‘ الثلج يأتي من النافذه ‘ نهاية رجل شجاع ‘ الشمس في يوم غائم ……الخ ) فأتذكر أنه وضف هذه الاسطورة ( تحول فصيلة من الذئاب إلى الكلاب !) في روايته ( الشراع والعاصفة ) وأشار إلى أصل الاسطورة