هكذا هو الحال في بلدي العزيز بلاد الحضارات والقيم والقوانين بلاد تعلم القراءة والكتابة بلاد مسلة حمورابي بلاد اشور وبابل وأكد بلاد سومر بلاد الرافدين بلاد السواد ………واليوم هو بلاد النفط والزراعة بلاد المعادن بلاد الثروات لكنه بنفس الوقت بلاد الفقر والحرمان بلاد الارامل والايتام بلاد بلا أمن ولا امان بلاد الاستهلاك والدمار والهلاك بلاد بلا كهرباء بلاد ملوث الأجواء بلاد الاحزاب والخراب, بلاد الكاتم والارهاب ,فساده لا يضاهيه فساد ,وحكامه شر العباد, تجمعهم الفضائيات ,وتفرقهم الرزيات, ينامون على سماع انين الثكالى المفجوعات ,ويستيقظون مستأنسين على دوي المفخخات, مجالسهم الخديعة والنفاق وصفقاتهم حاصلها الشقاق ,وتحت سطوتهم يعيش شعبا لا رأي له ولا جاه مخدوع بأقاويلهم وألسنتهم المعسولة لم يتعظ من شعاراتهم الفارغة, وخطاباتهم المارغة ,شعب اذا نصحته نظر اليك بنظرة استحقار واستهزاء ,واذا أهملته او تركته يصفك كما يصف الاشقياء ,تقوده واجهات دينية, أرجعته الى زمن الجاهلية ,سلاحها التعصب والطائفية ,اذا كان من اهل الدين من لايركع لدنياهم ولاينغر بمغرياتها ,فنحوه يصوبون سهامهم ولايكون لهم هم الا ذميمته, يمكرون له عند السلاطين ,لكي لا يفضح فعلهم المشين, يغيظهم اذا قال انا عراقي ,وعلى عهدي وموقفي باقي ,ويشتد غيضهم اذا اردفها بعروبته الاصيلة ,يتحفها بمواقفه النبيلة, يعشق العراق وعروبته واسلامه عشقا لا تحده حدود, ويشهد لذلك اخيار العباد والرب الخالق المعبود ,ولو ان الشعب العراقي انتبه من غفلته وأستفاق, وتخلى عن قادة الكفر والشقاق ومال بعقله نحو الموقف الصواب ,ويأخذ بنصح صاحب أسمى خطاب, لساده الأمن والا مان وصبت عليه البركات من المنعم المنان .
فواقعنا مرير وخطير ومستقبلنا يشوبه الضباب فهل من ملتفت واع ,وهل من فيكم نحو الخير ساع, اما ترون انكم بحاجة الى من ينجيكم من محنتكم ليقود سفينتكم الى بر الامان تجتمع فيه خصال القيادة من علم ودراية وثبات الم يحذركم من مما كسبت ايديكم وانكم ستجنون الويل والعذاب مالم تدركون انفسكم وشعبكم قبل فوات الاوان ارجعوا الى رشدكم وتخلو عن انانيتكم وأسمعوا لمن يريد خلاصكم ونجاتكم فلا يوجد غير العراقي العربي منقذ لكم