يتجلى النقد الأدبي في الوقت الراهن عن حقيقة تماهي بعض الكتاب الذين يطرحون أنفسهم بإحتراف النقد عبر عباراتهم المنمقة ويضعون جل ما قرأوه عن الرؤية الشعرية..ويشيرون عن تمكنهم لأدواتهم النقدية ولهذا يختارون نصوصا لصداقات حميمية تدفع الكاتب ة ثمنا معينا عن الولائم او تبادل الدور بينهم اما بالنسبة لبعض الأديبات لا يفزن في الاغلب بالكتابة عنهن الا من تبحر مع هذا الناقد ليكتب عنها. ولعل ما.حصل معي على المانسجر بعد عبارات التودد وانتقاء الجمل الدالة على غزلٍ عبر العالم الإفتراضي..قال لي بالحرف الواحد ( هيا الى المخدع) فتعجبتُ من صفاقته كأي شرقي لا يرتقى عما يشعره بالنقص.. وآخر قال لي انه متزوج ولكنه لا يحضى باندماجه مع زوجته.. وكان عليه أن يبحث عن إنثى تمارس معه ما يريد وما يشاهده في الافلام الجنسيه.. ولو عبر الكتابة..ولم يكتف بل أرسل فلما إباحيا لي وهنا بادرته: هل ترضى أن يبعث أحدهم الى زوجتك أو أختك هذا الفلم الاباحي وكان جوابه بالتأكيد لن يرضى لأنه إن وافق سيطرح نفسه قوادا ..هكذا البعض من الذين يحترفون مهنة النقد الأدبي….هذه مقدمه لما أتناوله من مجاملات نقديه يمارس البعض تعاطيها ويكتب نقده مختلقا الرؤية الفنية وخالقا اللوحات الفنية لنص خطابي او لنص وعظي في الغالب ناسيا إن الزمن سوف يتحدث وسيشير الى النتاج الإبداعي عن غيره ويفرز الغث عن السمين..
لقد قرأت في اصدارات الشاعر عبد الوهاب المطلبي الديوانين ( هي والشعر والهوى) والديوان الاخر إبحار القلب الظاميء ففي الديوان الاول يتحدث عن تجربة حب عبر النت فيها من اللوعة والحزن والوله لكن في بعض القصائد يقفز من وحدة الموضوع الى موضع آخر حب الوطن
(( ليلى رقة عصفور ازرق
عشقت قيساً تحت كسوف الشمس
ما جاء ليطلب ناراً أبدا ً)
ثم يبدأ في ادخال قصة قصيرة عن حب ما لإمرأة تستعطف رجلا لكن الرجل قد اتقن كأس هروب ومضى ويمضي بنا المطلبي الى نافذة اخرى الى ترجمة مشاعره عن الوطن
( لو تمشي جنب الجدران
كي تنعم حلما يهديك صراط امان
وحين تزف مشاعر صرخات الروح
يأتيك وسام من انف الرجل المغرور
لا متسعا لغير هبل نرسيسي واحد
يتربع عرش البلور)
——
فشاعرنا أخاله منطويا على نفسه لا يحب الظهور ونادرا ما يتواجد في المقاهي الادبية والثقافية او الاميسات أو المهرجانات لعدد من الجهات الاعلامية كأماسي إتحاد الأدباء أو مهرجانات مركز النور الاعلامي…. أزعم إنه يكتب بصمت خلافا للجميع ولديه إيمانه بالرصيد الابداعي لمعظم قصائده الايقاعه لأنه يرى بأنَّ الشعر موسيقى قبل اي شيء آخر وأحسب ُ إن نحت الكلمات في تراكيب لغويه حسب الموضه هو بعيد عنها
هذا الشاعرصنع من أهداب قلبه مرايا للإيقاع المرآوي في شهقات النبض على قيثارة القلب وهو يرسم بعبير الروح حرفه المعانق لإبداعات متونعة الأغراض وهاجة في العطاء نبيل في نصوصه الإنسانية وله قصائد يخالها المرء لغة الهجاء وفي حقيقة الامر انها قصائد نقديه يمزج بين المرارةعن واقع الهجر وبين إنحدار القصائد النثرية التي لا معيارمن الناحية القيمية لهاوتبقى لغة التأويل للنصوص الأدبية هي السائدة والواعدة في آن واحد ٍ ، موضحا ً لغة الشعر الإيقاعية عبر الصور اللامألوفة ، ’ الملتقطة من تضاريس الحياة، ومن الجميل أن ترى تجلي وشوشاته و استمراريته في التوهج الداهش الغريب راسما لنا شمس النبل في نصوصه المختلفة المفعة في بيادر الوجع الوطني والإنساني معا وهذا ما يسمو به في لغة الاختلاف عن غيره وهو أسم من الأسماء المميزة التي لم ينصفها البعض من الادباء الذكور إلا أنَّ المرأة الأديبة أنصفته كمبدع ثري وباذخ في تنوع القصائد لديه وفي شتى المجالات..ولو أسعفه الحظ لدي المهتمين بالنقد الادبي لرأينا المطلبي من نافذة أرحب من المبدعين المتميزين .