عند النظر الى واقع المراة السياسي، في النظام السابق، نجد انها لم يكن لها اي دور يذكر في المضمار السياسي على الاطلاق، سوى انها كانت تعرف “الماجدة” لقب اغدقه عليها الطاغية، وصنع منها أله للتهليل والتطبيل له، في وسائل الاعلام، بابشع صور اﻷذلال واﻷهانة ﻷنسانية المراة العراقية.
لم يكن ذلك الانموذج يمثل سوى نفسه، بعيدآ كل البعد عن واقع المرآة العراقية البسيطة، والعاملة والطبيبةوالاهم من هذا وذاك وقبل كل شئ انها الام العراقية مدرسة الاجيال.
لكن في ظل سياسات طائشة للنظام السابق، وانشغاله بافتعال حروب في المنطقة، كل ذلك ساهم، بزيادة معاناة المراة العراقية، التي اهملت ابسط حقوقها، من التعليم والعناية الصحية، هذا مما خلق شريحةباعداد مخيفة من النساء، مما يعانين من الامية والتخلف.
لكن بعد التاسع من نيسان للعام 2003، بزغ فجر جديد، حمل في طياته الكثير من التغييرات ومن ضمنها، واقع المراة السياسي في العراق، اذ نالت المراة بعد عقود الاهمال، حصة لابأس بها من التمثيل الحكومي .
وبرزت هناك وجوه نسائية سياسية، اخذت على عاتقها التحدث وبكل شجاعة، عن اهم القضايا السياسية الراهنة، واصبح لها صوت مسموع في الشارع، وتحت قبه اكبر سلطة تشريعية الا وهي “البرلمان” .
لكن قد يتعثر دور المراة في السياسة احيانا، وذلك مقارنة مع حجم ثقلها في المجتمع، كونها نصفه والحاضن للنصف الثاني، هذا ما يجعلها في طموح دائم الى تولي المزيد من المراكز القيادية، وفسح مجال اكبر امامها للمشاركة في صناعة القرار.
ونحن في ذكرى يوم المراة العالمي، لا عجب ان تقف نساء العالم للمراة العراقية، وقفة اجلال واحترام لتلك التضحيات ولذلك الصمود المستمر، لتلك الصور المشرفة التي ضربت بها المراة العراقية اروع صور تحمل المسؤولية كاملة.
اذ ترأس عدد كبير من النساء العراقيات، قيادة اسرهن، في ظل ضروف اجتماعية وسياسية، اجبرت الرجل ان يختفي من المشهد، بين قتل وهجرة وتهجير. فكانت هي الام والاب، تربي الابناء وتزرع بهم روح المواطنة الحقة، فهي مصنع الابطال، ولا يفوتنا ان نذكر ام شهدائنا الابطال، تلك الجنود المجهولة، التي قدمت اولادها ثمن لتراب الوطن، مقتدية بذلك بالحوراء زينب “عليها السلام” فالف تحية للمراة العراقية في يومها العالمي.