لنتجاوز الاحداث المتعددة بعد عام ٢٠٠٣ في عمق الازمة بين المكونات السياسيه التي رعت العمليه السياسيه برمتها والتي تم تقسيمها برعايه امريكيه الى قوميات وطوائف بشكل مخيف حتى بات عمق الخلاف يصل الى البيت الواحد والاسره الواحده واستطاعت الايادي الخبيثه للاحتلال ان توسع دائره عدائها من خلال اعداد جيوش ارهابيه تزرع الموت بين ابناء الشعب المظلوم فمره القاعده ومره جماعه التوحيد ومره داعش التي كانت تمثل كل قسوه الارهاب الصهيوني ومحاوله تفتيت عرى وروابط المجتمع الواحد .
المخطط ليس بجديد على المنطقه ،وهو تمهيد لسايكس بيكو جديد يرسم معالم النفوذ الغربي في الشرق الاوسط الجديد،وسنشهد تنفيذ اول السيناريو في شمال العراق بعد خطوة الاستفتاء التي ستمتد لتشمل شمال سوريا والتي سرعان ما ستمتد لتشمل الاراضي التركيه مروراً بالدول المشموله بالمخطط خلال المستقبل القريب وربما خلال بعض سنوات لا اكثر بعد ان استنفذ الغرب الضرب على وتر الطائفيه ليدق اسفين القوميه بعد انتهاء ازمة داعش لندخل في ازمة جديدة تسمى المكون الكردي لهذا بدأو بهذك الطريقة وهي تمثل مرحلة من مراحل ريم الخرائط الجديدة للمرة الاولى عقب الخرائط التي رسمت عقب الحرب العالمية وهي تمثل المرة الاولى التي يقدمون فيها على اتخاذ خطوات ابعد من الاحتلال ، فهم يحولون حلم تقسيم الدول الى حقيقة وينفذون ترسيم الخرائط التي رسمت حتى يومنا هذا خلف الابواب الموصده .
الخريطه لم ترسم من اجل سوريا والعراق فقط ، بل لكل دول المنطقة فلكل دولة هناك خريطة ومخطط ، كما ان هناك خرائط لبقية دول المنطقة القوية ، لهذا فان التهديد اقترب منا ويمثل تهديد واضح وصريح لوحدة العراق ارضاً وشعباً ومحاولة تثقيف المجتمع الكردي على ترسيخ العداء للعرب وترسيخ مفهوم القومية اكثر من الدين والعقيدة .
المخطط كبير يشمل بناء قواعد اسرائيلية وبناء منصات صاروخية على حدودنا ، وتحويل هذا الحزام الى ارض حرام ، وستكون نقطة التقتاء الجيوش الغربية وفي مقدمتها اميركا واسرائيل وسيعملون على تفريغ المنطقة من الوجود البشري ، وتحويلها الى مناطق شبيه بالاراضي الفلسطينية المحتلة .
القضية لا تقتصر على الصراع الكردي العربي فحسب فالذين نجحوا في استغلال جميع الهويات في منطقتنا لصالح الاحتلال الغربي يسعون هذه المرة لتنفيذ خطة جديدة من خلال الهوية الكردية لان اولئك الذين سعوا الى تشكيل التنظيمات الارهابية باسم الهوية الاسلامية ودعموها معنوياً ومادياً ، واحتلوا البلاد يسعون مؤخرا لتقسيم المنطقة من خلال الهويات المذهبية والقومية وهم يقدمون الان على تنفيذ الخريطة الجديدة ( من اسرائيل والبحر المتوسط غرباً الى ايران شرقاً) باسم حقوق الشعب الكردي .
الان هم يجرون تعديلات ديموغرافيه في المنطقة يمكن ان نعتبرها الحملة التهجيرية لتغير معالم المدن فهذا الاستفتاء ليش فقط اسرائيل من تدعمه بل ان الولايات المتحدة وبرطانيا وسائر دول اوربا ، ذلك لان المنطقة ستشهد تقاسم غنائم كبيرة ومهم ، ويحاول كل طرف الحصول على نصيبه لانهم لا يقدمون الدعم فقط بل هم المشروع نفسه ، وفي سبيل عدم مواجهة اي مقاومة فهم يخفون هذا الهدف مؤقتا ليتفادوا رد فعل المنطقة بالاضافه الى ان هذا الاستفتاء يلقى دعماً من الاوساط المقربة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي داخل تركيا نفسها بالاضافة الى الشبكات الاستخباراتية البرزانية داخل تركيا .
القضية ليست سنة وشيعة بل هي قضية وحدة وطن يحاول الغرب تمزيقه ويكون حجر الاساس في تنفيذ المخطط القادم للمنطقة كما ان جدال الذي يقول ” برزاني كردي وايران شيعية ”
من اقوى الحجج التي ترفعها تلك الدول فلكل مخطط احتلالي وموجه تدمير حجج مصطنعه يعمل على تسويقها والترويج لهل فالقضية ليست قضية سنة وشيعة ولا كرد وعرب بل هي قضية جيوسياسية وبعد عام من الان ستتغير جميع المعطيات في المنطقة وستنضج الظروف البيئيه من اجل الخرائط الجديدة ولن يبقى هناك اي خيار هناك على المستوى العسكري .
نجح البرزاني في لعبة الاستفتاء وعزز قيادتة للكرد وتجاوز مجموعة ازمات داخلية واستحقاقات مالية ولكن ما لا يقدر البرزاني تجاهله هو ايران وتركيا وكيف سيتعامل معهم بواقعية ويطمئنهم على مسار ومستقبل الاقليم كما ان البرزاني لن يتنازل عن نفط كركوك مهما كان الثمن وستكون كركوك بوابة التمزيق الدموي لذلك وبغض النظر عن مسار وتوقيت الانفصال فان العراق دخل مرحلة جديدة تتطلب رؤية وخطاب جديدين لذلك فالاسابيع القادمة ستكون صعبة ومليئه بالفتن ولا بد من ضبط الكلمة ودقة حساب الموقف السياسي وخير خارطة طريق لهذا المنهج هو بيان الموجعية الدينية الاخير والذي اكد على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق من شماله الى جنوبه والجلوس الى طاولة الحوار لتنفيذ المطالب المشروعة وتحقيق وحدة العراق ارضاً وشعباً.