في رسالة الى السيد رئيس الوزراء العراقي اضع فيها رؤيتي لعقد ورشة عمل او ندوة تهدف لتقييم واقع الطيران في العراق من خلال رسم خارطة طريق تسعى لأعادة وضع الطيران المدني العراقي الى ريادته حاضرا ومستقبلا , وضعت فيها بنود ومفردات للورشة المقترحة ضمن ورقة عمل متضمنة كافة تفاصيل الورشة التي أسعى من خلالها دعوة كل من له علاقة بقطاع الطيران العراقي من داخل قطاع الطيران المدني وخارجه أيضا قطاع الطيران العسكري بشقيه القوة الجوية وطيران الجيش وممثلين عن وزارة التعليم العالي واخص الجامعات التي تدرس علوم هندسة الطيران والملاحة الجوية بالاضافة الى دعوة القطاع الخاص من الراغبين بالاستثمار في قطاع الطيران العراقي.
وقد تضمن مقترح الورشة ( 5 ) محاور رئيسية , المحور الاول والاساسي سيكون ( السلامة الجوية ) وسيشمل أبحاث ودراسات حول أساسيات عمل هذا القطاع في وضع الاستراتيجية الناجحة التي تهدف أعادة بناء وتطوير قطاع الطيران العراقي من جديد مع التأكيد على إلتزاماته تجاه المنظمات الدولية ( ICAO , EASA ) , وستكون هناك وقفة جادة لمراجعة بنود قانون الطيران المدني العراقي 148 لعام 1974 وبيان مدى الحاجة لاجراء التعديلات عليه وبما يلائم الوضع الحالي والمستقبلي لقطاع الطيران العراقي , اضافة الى وضع خطة مستقبلية لبرنامج التحول الى نظام الاياسا EASA للأمتيازات التي يحويها هذا النظام وخصوصا في الاشتراطات الصارمة لسلامة الطيران مما سيضع القطاع في أول سلم تطويره فنيا واقتصاديا لنضمن سلامته وآمنه وكفاءته وانتظامه , وسيكون لمركز المعلومات والعمليات والتحكم والسيطرة للنشاط الجوى وإدارة الازمات للتحكم للسيطرة بين المطارات العراقية وأنشاء أدارة للبحث والانقاذ وواقع طب الطيران العراقي وسبل تطويره مكانة في البحث والتقصي وايجاد الحلول لهذه المشاكل.
أما فيما يخص المحور الثاني (النقل جوي) ستطرق الابحاث والدراسات على وضع الناقل الوطني المتردي وطرق أنتشاله من واقعه الحالي بأعادة الهيكلة لشركة الخطوط الجوية العراقية أو اللجوء الى خصخصة الشركة , كما سيكون لموضوع الحظر الاوربي المفروض على الناقل الوطني منذ سنوات دون حل نصيب من الدراسات والابحاث التي تساعد على تجاوز هذه المشكلة , وستتم مناقشة مستفيضة لفكرة أنشاء شركات طيران اهلية ( استثمار خاص) للخطوط الداخلية والإقليمية وفق معايير عالمية لتحسين الخدمات على الخطوط الداخلية والاقليمية مما يساعد على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين العراقيين .
أما المحور الثالث للورشة سيتضمن موضوع (التدريب ودوره في رفد القطاع بالكوادر المؤهلة) من خلال تأسيس المؤسسات التعليمية المتخصصة بعلوم الطيران للحاجة الماسة لإمداد سوق العمل المتخصص فى هذا المجال بالكوادر البشرية المؤهلة , ولمواكبة التطوير الحاصل في القطاع عالميا والذي أبتعد عنها القطاع منذ فترة ستكون هناك مقترحات مدروسة لأنشاء مركز ابحاث للطيران والفضاء كخطوة مستقبلية تسعى لتقديم الاستشارات والحلول الهندسية الابداعية المتطورة في مجال الصناعة الجوية في العراق , أما فيما يخص واقع مهندسي الطيران العراقي الحالي وأزمة التعيينات وقلة فرص العمل لهم برغم الحاجة لخدماتهم ستكون هناك مقترحات عملية وواقعية لحل هذه المشكلة .
أما المحاور المتبقية فستكون من نصيب تعزيز جودة مشروعات البنية التحتية للمطارات ودورها في بناء عدد أكبر للمطارات في العراق وبمساهمة القطاع الخاص باستثماراته لبناء واعادة تاهيل المطارات العراقية لرفع كفاءتها وتحسين الخدمات المقدمة للركاب وزيادة قدراتها الاستيعابية وحل مشاكلها الفنية , وأيضا أيجاد الصيغ والاجراءات لوضع ألية منظمة للاستثمار في قطاع الطيران العراقي من خلال أبراز دور الشركات القابضة واهميتها في هيكلية قطاع الطيران العراقي الجديدة وأبراز دور وأمكانية القطاع الخاص على المنافسة في أخذ حصة من سوق الطيران في العراق.
لقد برزت الحاجة لهكذا نشاطات كونها تضع التشخيص الدقيق لمشاكل مستعصية يعيشها القطاع بعد دراسة الأفكار والمقترحات والإضافات من خلال بحوث ودرسات تساهم في اعادة بناء وتطوير قطاع الطيران العراقي .
كم أتمنى أن يصل صوتي للمسؤولين من خلال من يشاطرني همي وهم البلد بإصلاح مفاصل الدولة الخدمية ومنها قطاع الطيران العراقي .