23 ديسمبر، 2024 1:58 ص

واقع السنّة في العراق وتنسيقية من يدّعون تمثيلهم في السلطة !

واقع السنّة في العراق وتنسيقية من يدّعون تمثيلهم في السلطة !

أولاً : إن ملايين السنّة في العراق اليوم ،وهم يتوزعون بين اسرى في محافظاتهم المحتله او نازحين وسجناء ومختطفين ومفقودين داخل العراق أومهجرين خارجه  وبعد مرور اكثر من 13 عاما على احتلاله ، يعلمون جيدا علم اليقين حقيقة وطبيعة  الاطراف التي وضعتهم في هذا المأزق الخطير وخيارات الهلاك الأني والمباشر بسبب القصف والصراع العسكري المستمر او ما سيليه من هلاك بالموت البطئ الذي سيتنزفهم بعدئذ بسبب اثار هذا الصراع و النزوح الجماعي  او الصراع المسلح اللاحق بدوافع عشائرية وطائفية والتي لن يوقفها  تقسيم بغيض يهدد الساسة الفاسدين والاحتلال المقيت بتحقيقه ولا مجاميع مناطقية مسلحة تحت مسميات الحرس او الحشود كما يخططون  .
 ثانياً : يدرك الواعون من سنّة العراق جيدا ، ان مقاومتهم للإحتلال والغزو منذ وقوعه عام 2003 كلفتهم الكثير من معاناتهم وتهميشهم من قبل قوات الاحتلال المدعوم بالاحزاب الطائفية  وهم ليسوا نادمين لما قدموه لأن مقاومة اي احتلال واجب وطني وشرعي مقدس لا غبار عليه  ،وهم يدركون جيدا بعد الهزيمة العسكرية التي تلقتها قوات الاحتلال وانسحابها ، ان السياسة الطائفية والثأرية الانتقامية للأحزاب الطائفية وحشودها الطائفية وتفاقم النفوذ الايراني في العراق وفشل السلطة الحاكمة في بناء جيش وطني كفوء ومهني قد ترتب عليها تسليم محافاظاتهم وحاضنتهم الى داعش ودولتها المزعومه بدون قتال بل بهزيمة ما زالت صفحاتها خفية ، وهي نتيجة حتمية لسلوك السلطة الحاكمة وعمليتها السياسية التي اعتمدت الطائفية والمحاصصة والتي تسببت بانتعاش عناصر العنف والإرهاب وبفقدان ثقة الغالبية من سنة العراق  بهذه السلطة ومسيرتها الخائبة .
ثالثاً : سنة العراق في ظل السلطة القائمة  لثلاث دورات متعاقبه من خلال انتخابات زائفة ومجحفة بسبب ضوابط الانتخابات وضوابطها ونسبها وفرزها وعدم نزاهة مفوضيتها ناهيك عن العزوف السني الجمعي عنها بسبب الفشل والأداء السيئ لهولاء الممثلين لها في السلطة والمتشبثين بالشرعنة وتسببهم بالمزيد من معاناة السنة وتهميشهم وانقسامهم وهلاكهم وانغماسهم بالفساد وتشبثهم بالمناصب والمصالح الشخصية التي منعتهم بشكل متكرر من اتخاذ قرار سياسي اجماعي لازم وضروري لصالح المكون يدركون ان ما الحقه هولاء الساسة بالمكون لا يقل ضررا عن ما الحقه الاحتلال والسلطة والنفوذ الايراني وداعش فيهم .
رابعا: إن تشبث هولاء الساسة بالسلطة من خلال تشكيلهم التنسيقية السنية المعلنة واعتبارها مرجعية سياسية للسنة بعد كل الذي حدث وهوية اعضاء هذه التنسيقية امر يثير السخرية والفزع لدى سنة العراق . من المؤكد لديهم إن من لا يصلح نفسه لا يصلح شعبه ومكونه . هذا الدرزن من ساسة السنة ليسوا أفضل من غيرهم من ساسة السلطة الطائفيين الفاسدين الذين ترفضهم اليوم ساحات مكوناتهم في ساحات الاعتصام والتظاهرات في الوسط والجنوب التي توصمهم بالفساد وتطالب بمحاكمتهم ، فكيف يفترض هولاء الساسة ان مكونهم سيتمسك بهم ويسمع اصواتهم وصحياتهم التشبثية بالسلطة وجلهم فاسدون و والغون بالعنف والتصفيات حتى فيما بينهم ؟ . انهم يعترفون انفسهم بانهم نصف فاسدين وانهم جاءوا من خلال دفع الملايين من الدولارات  وان ادائهم سيء ولكنهم بنفس الوقت ينعتون من يعارضهم من الساسة المعارضين والمهمشين من ضمن المكون بانهم اصوات تغرد خارج السرب !. سنة العراق واثقون اليوم ان لا حزب سني ولا مرجعية سنية ولا تنسيقية سنية يتزعمها فاسدون وفاشلون ومنتفعون تنقذهم  لان المجرب لا يجرب ،ولو كانوا  صادقين اليوم او نادمين او تائبين لاعلنوا انسحابهم مجتمعين حقيقة من هياكل السلطة كلها رئاسات ووزراء ونواب ومحافظين ومجالس محافظات واعلنوا برائتهم منها والتحقوا بسرب الشرفاء والمناهضين ، لقد كبر الفتق وهم ليسوا كبارا قادرين على ترقيعه ولن يفلحوا بأن يكونوا كبارا ،( من يهن يسهل الهوان عليه   ما لجرح بميت إيلام) .
خامساً :سنّة العراق وشيعته ومكوناته الاخرى بعد كل هذه الازمات والمهالك والفساد والتشظي من الزمن الردئ ، لن يتمكنوا من العيش بأمن وأمان موحدين ولن ينتصروا على المحتلين والمتربصين ، إلا بوحدة الخطاب الوطني الموّحٍد الصادق والمشروع السياسي الواضح بالمعالم والاهداف لتحقيق التغيير الجذري بالخلاص من الطائفية السياسية والعرقية المقيتة والفاسدين وبناء الدولة المدنية العادلة على اسس المواطنة الحقة والسيادة الكاملة بدستور رصين وجيش مهني كفوء واستثمار وطني نزيه لثروات العراق المنكوب .
( هذا الطموح لن يتحقق في ظل الواقع المرير والمعقد والذي تشترك بتعقيده والتوغل فيه اطراف دولية واقليمية  إلا بتوافق واسناد اقليمي ودولي يتفهم واقع وحقيقة الأزمة في العراق ومسئوليته عنها على نمط حالة التوافق الدولي والاقليمي التي شرعنت هذا الغزو عام 2003 وساهمت فيه بلا مبرر كما اعترف الجميع اليوم ).
 في 27 تشرين الثاني 2015.