يؤكد المؤرخون إن أول انطلاقة للألعاب الرياضية العالمية كانت في العراق , فقد اكتشف علماء الآثار إن السومريين والاشوريين والبابليين الذين مهدوا الحضارة الإنسانية أنهم أول من مارسوا الألعاب الرياضية المختلفة وأقاموا ونظموا المسابقات قبل ألاف السنين كان يغدق بها الملوك والأمراء بالهدايا والجوائز للرياضيين الذين يفوزون في تلك المسابقات , في الوقت الذي كان العالم يتصارع فيه على توفير الطعام واحتلال الدول والصراع المرير بين المذاهب والديانات المختلفة . ما يعني تحديد الاستقرار والأمان الذي كان يرفرف فوق أجواء الحضارة العراقية آنذاك وهذا ما يؤكد بلا أدنى شك لهذه الألعاب التي وجدت طريقها إلى الانحسار في العراق بعد ألاف السنين , ولكي نطوي هذا الصفحة لابد من إيجاد قراءة متأنية حتى يتمكن رياضيو العراق من تحقيق الانجازات الرياضية في المحافل الدولية . ومنذ انبثاق وانطلاقة العاب الاولمبية منذ عام ( 1896 ) وحتى الاولمبياد الأخير في البرازيل عام ( 2016 ) لم يتحقق للعراقيين غير ميدالية واحدة طيلة أكثر من ( 120 ) عاماً , وان الرياضة في عالمنا اليوم لم تعد ينظر إليها من باب الترف والفراغ بل من قنوات الوطنية الصادقة والرفعة والتعلق بالثوابت والانتماء للبلد و إلى الأرض والشعب والى القيم الاجتماعية الحضرية , وبلادنا الكريمة العزيزة الطاهرة التي أنهكتها الفتن والتدخلات الخارجية وتأثيراتها في الداخل بحاجة شديدة وملحة إلى من يداوي جراحها ، ويجمع بين أبنائها ويعزز من أدوارها ونجاحاتها ومشاركاتها في جميع الميادين ، لاسيما في الميدان الرياضي الذي امتلك فيه العراق دورا مشرفا وحقق الكثير من النجاحات الباهرة فيه , وكان نجاح العراق الوحيد ما حققه بطلنا الدولي الرباع ابن البصرة البار عبد الواحد عزيز في اولمبياد روما عام ( 1960 )
ونحن اليوم نقف أمام ضرورة ملحة في كيفية المشاركة في البطولات الرياضية العربية والأسيوية والدولية والعالمية المقبلة وان نكون فاعلين فيها , وهذا ما كان يتطلع إليه الرياضيون العراقيون وما ينبغي أن يتحقق والذي ينبغي أن تحشد كل الجهود لتحقيقه حسنا تمت مشاركتنا الخارجية في عدد كبير من البطولات الرياضية في الألعاب كافة لكن تلك المشاركات كانت رمزية .
ومشاركاتنا الأخيرة في عدد من البطولات الرياضية المختلفة أعطت الصورة الواضحة أمام حكومتنا العراقية في أن تعيد النظر في بناء الحركة الرياضية العراقية الجديدة بعد هذا . والوقوف بحزم أمام معضلة الرياضة العراقية . كما أحب أن أشير في هذا المقال . الصورة توضحت بالكامل وفشلت الفرق العراقية في المشاركات الدولية والأسيوية والعربية بكافة الألعاب الرياضية خلال السنوات الأخيرة باستثناء بطولة أسيا بكرة القدم عام ( 2007 ) نحن اليوم بحاجة ماسة إلى كل قلب وعقل وإرادة لنشر العلم والتعلم والوعي والكلمة الصادقة بين أبناء عراقنا بعد النجاح الرائع الذي تحققه الدول في تضييف الدورات والألعاب الدولية الكبرى , والتي حظيت بها المدن الكبرى للمرة الأولي في تاريخها ، تبرز أمام الواجهة جهود مخلصة بذلت لإنجاح هذا الحادث الذي يعد أكبر تظاهرة رياضية عالمية تنظمها دولة في هذا العالم .
السؤال التالي ما قصة غدر الزمان والأيام الخوالي وحكاية شمسنا الرياضية التي غابت في وضح النهار في هذه الظروف !
بالطبع استطيع أن أسهل المهمة في تفسير العديد من الأسباب التي قد تكون كافية للإجابة وما أكثرها في وسطنا الرياضي , أن هذه البطولة هي صرخة لتعريف العالم بالمستوى الذي وصلت إليه دول العالم اليوم بما فيهم الدول الصغيرة في جميع المجالات باستثناء الرياضة , أو نزيد القول من حجم التعريف بالدولة وتسهم في دعم القدرة السياحية لهذا البلد أو القول أننا جزء من هذا العالم ويجب علينا الإسهام الفاعل فيه .. الخ , ومن هذه الأقاويل الجميلة التي يتردد صداها بمناسبة أو بدون مناسبة وفي تقديري إن المعيار الحقيقي في تضييف بطولة اولمبياد بهذا الحجم لا يخرج عن تحقيق واحد من هذه الأهداف .
أولا .. أن الفوز في هذه البطولة ليس أمراً سهلا في ظل هذه المنافسة الاولمبية ولكن تضاعف من إضافة فرص جديدة إلي مركز متقدم.
ثانياً.. تحقيق الإفادة منها وليس شرطا أن تكون على شكل أموال سائلة بالرغم من أن الفوائد تدر الملايين من حقوق النقل الخارجي للمحطات الفضائية والإفادة على شكل تطوير البنى التحتية وإضافة منشآت جديدة ومدن رياضية جديدة وملاعب حديثة وقاعات للألعاب الرياضية .
أخيراً أن هذه البطولات التي تقام في الدول الكبرى تشهد نجاحا إقليمياً وسياحيا وحضاريا وتأريخيا وان مشاركة وفدنا في هذه البطولة جاء ومع شديد الأسف كانت بسبب محاولات عدد من كبار المسؤولين عن الحركة الرياضية في العراق الجديد في عرقلة مسيرة الرياضة العراقية وإبعاد عدد من العناصر الجيدة من المضمار الرياضي تتبع المنافع الشخصية .
فقد أيقن الرياضيون العراقيون يقيناً أن تداعيات الأعمال والمشاركات غير المجدية لفرقنا الرياضية هي عمليات تغذيها وتمول الجيوب الفارغة من أجل الراحة والاستجمام .
وان جماهيرنا الرياضية في العراق والوطن العربي تنظر بعين الاستغراب والدهشة من خلال متابعتها للأولمبياد ما سبب خروج الفرق الرياضية من المسابقات من الأدوار الأولية ، بينما يبقى رياضيونا المنهكون المتعبون يحملون في حقائبهم هدايا ووصايا كاذبة وفارغة من هذه الجهة أو تلك ، تزيد من جراحات العراقيين .
دعوتنا نحن الرياضيين والإعلاميين والصحفيين إلى وضع النقاط على الحروف وتأسيس مؤسسة رياضية فذة تمثل الرياضة والشباب واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وبناء منشآت رياضية وتأسيس معاهد رياضية وإعلامية ودعوة جميع الكفاءات العلمية من أصحاب الشهادات العليا .
إلي العمل في هذا المجال الرياضي , نحن هنا نحب أن نوصي لا نذكر بعض الزملاء الإعلاميين والصحفيين يصاب بخيبة أمل وأقولها بكل صراحة يطبل ويزمر للرياضة العراقية بعد العودة الميمونة من السفرات المكوكية مع الوفود الرياضية العراقية ,
وأخيرا إنني لست متشائما وأدعو الجميع إلى العمل الجاد في العراق اليوم عسى أن نعثر في المستقبل القريب على رياضي عراقي يجلب لنا ميدالية اولمبية ثانية .