23 ديسمبر، 2024 6:21 ص

واقع الحال في عصر الزلزال !!

واقع الحال في عصر الزلزال !!

إصطحبني أحد اﻷصدقاء المقيمين في الإمارات مشكورا الى”أبو ظبي” عام 2010 عقب إختتام فعاليات منتدى الإعلام العربي في دبي وهناك في العاصمة الإماراتية ولإكتظاظ المنزل الذي كان يشغله مؤقتا قبل سفره الى كندا مع العائلة الكريمة ، حجز لي غرفة في فندق تابع الى مجمع تجاري ، أو معرض صناعي ، الحقيقة لم أعرف موقعه وﻻ ماهيته ، كان الفندق خاليا من النزلاء بإستثناء النزر اليسير منهم موزعين هنا وهناك وﻻتكاد تلتقي بأي منهم إﻻ بأعجوبة ، حولنا كانت هناك أبراج عالية قيد الإنشاء تحيط بنا من كل مكان إحاطة السوار بالمعصم وبعد تناول الطعام خارج الفندق ودعني في وقت متأخر على أن نلتقي صباحا وذهبت ﻷخلد الى النوم واذا بجهاز الستالايت عبارة عن بضع قنوات فقط واحدة منها ناشيونال جيوغرافيك ابو ظبي وكان البرنامج يتحدث عن حرائق اﻷبنية العالية تماما كالتي انزل فيه وقتئذ ، تفاعلت مع الحلقة وأذكر من النصائح : إياك أن تستخدم المصاعد اذا إندلع حريق في المبنى ، إستخدم السلالم الخلفية ، حاول أن تخفض رأسك وجسمك قدر الإمكان وأنت تسير في الممرات ﻷن الدخان الحار يصعد الى أعلى فيما التيار الهوائي السفلي البارد يكون نقيا وخاليا من الدخان ، ضع منديلا مبللا على أنفك …هنا قرع جهاز إنذار الحرائق في الفندق الذي أقيم فيه فهرولت مسرعا مطبقا كل التعليمات التي إستمعت إليها قبل قليل – العجيب أنني لم ألتق بأي نزيل في الفندق بإستثنائي – وعند وصولي الى السلم الخلفي توقف الإنذار بما يشي بزوال الخطر ، عدت الى الغرفة ﻷكمل برنامج الحرائق إياه برفقة الكرزات المشكل وعصير الراوخ واذا بالجرس يقرع ثانية بعد دقائق ، نزلت مجددا وأنا أرتعد فرصا ، وفي ذهني شريط كامل ﻷفلام ألفريد هتشكوك، المرعبة وفيلم “الغرفة 1408″الكئيب ، حدثت نفسي بأنها واحدة من اثنتين، إما أنها كاميرا خفية (ووو الجماعة ناصبين عليهه وراح يطلعوني بالملون ﻻحقا والناس تضحك وتقهقه على ابو داعيك ) وربما فعالية للدفاع المدني لم أخبر عنها ، وإما توارد خواطر وتشابه أقدار للعبرة والعظة ، ولم أعلم حتى اللحظة حقيقة ما جرى هناك في تلكم الليلة الكابوسية والى يومنا هذا ، ولم أخبر صديقي بما حصل ﻷنه كان مصرا على دفع حساب الغرفة ولم أشأ ان أزعجه فوق ما تحمله من أعباء مادية مرهقة لم يكن ملزما بها بإستثناء حرصه على اﻷخوة والإشتياق الى أبناء بلده في أرض الغربة وأصدقاء طفولته إضافة الى الكرم العراقي المعروف ولو كان بهم خصاصة !!
البارحة وقبيل وقوع الزلزال أو الهزة اﻷرضية بقوة 7.2 على مقياس ريختر المؤلف من تسع درجات على بعد 200 كلم من العاصمة بغداد والتي أعقبتها 100 هزة ارتدادية خفيفة ضربت كل مناطق العراق ، ما أسفر عن مقتل واصابة 542 شخصا أغلبهم في كردستان بحسب وزارة الصحة و 328 شخصا بحسب وزارة الداخلية ، وسقوط وتصدع العديد من المباني ناهيك عن إستقبال عشرات الحالات من الإغماء وإرتفاع ضغط الدم والسكري والدوار والغثيان، كنت أشاهد فيديو كاميرا خفية لزلزال وهمي وكيف كان الشيخ التونسي الفاضل – ضيف الحلقة – واثقا من نفسه وهو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويهلل ويمجد ويكبر الباري عز وجل ، طيلة فترة الزلزال بل وبعد ان أخبروه بأنها – خدعة – ايضا ما أثار إعجاب جميع المشاهدين فضلا عن كادر العمل الذين عانقوه بحرارة في ختامه !
أحيانا الإنذار يكون مبكرا أو خفيفا للتحذير من كارثة كبرى قادمة ليعيد الانسان حساباته ويندم ويتوب ويصلح حاله ومن حوله ،مصداقا لقوله تعالى ( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون) الأنعام:43 ومصداقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن) وقبض العلم الشرعي هنا ليس انتزاعا ينتزعه من صدور العباد كما جاء في حديث آخر وانما بقبض العلماء وما اكثر العلماء والائمة والخطباء والوعاظ والدعاة الصالحين المصحلين الذين قتلوا وماتوا و هاجروا و هجروا و غابوا و غيبوا في العراق منذ عام 2003 والى يومنا هذا – وقوله صلى الله عليه وسلم (بين يدي الساعة مَوَتانٌ شديد، وبعده سنوات الزلازل) والموتان هو انتشار الموت بكثرة ..وقول النبي الاكرم : ” لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثرَ الزَّلَازِلُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ)) وتقارب الزمان هو ذهاب البركة من الوقت أو إختزال المسافات فما كان يقطع بستة أشهر على ظهور الخيول والابل حتى بدايات القرن العشرين بات يقطع بساعتين او ثلاث بالطائرة !
نعم لقد حددت نفسي كآمن من الزلزال على “فيس بوك ” كما فعل الاف العراقيين غيري الا أنني وملايين كحالتي ليس بوسعنا ان نحدد أنفسنا وأهلينا بوضع اﻷمان من بلاء الواحد الديان اذا نزل بساحتنا على حين غفلة منا ، ضحى ونحن ﻻهون نلعب ونغتب ونعتب ونشجب ، فيما سوانا يظلم ويغتصب ويسلب ويقتل وينهب ، أو ليلا ونحن نائمون وعين الله لم تنم ، هزة أرضية عابرة ﻻبد أن تتبعها هزة للقلوب والعقول والضمائر والبصائر والشوارب تلو الهزة ، فيا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر وباﻷخص ان مركز الزلزال قد انتقل على غير سبق مثال وﻷول مرة من اﻷراضي الإيرانية الى العراقية – تماما كمخدراتها ومخططاتها وبضائعها الفاسدة و الكاسدة ما اثار استغراب الجيولوجيين والباحثين في مجال اﻷنواء الجوية والرصد الزلزالي وذهولهم ودفعهم لإطلاق حملة لدراسة الظاهرة الجديدة في بلاد الرافدين خشية وقوع اﻷسوأ مستقبلا .
قد يكون ماحدث تفجيرا نوويا ايرانيا كأول تجربة في باطن الارض بهذا الحجم أشبه بتفجيرات كوريا الشمالية اﻷخيرة التي سببت زلازل بالفعل وصلت هزاتها الى الصين وقد يكون تفجيرا أصاب منشآت نووية ايرانية لم يعلن عنه بعد ، وقد يكون تجربة تابعة لمشروع هارب “Harp” الاميركي الفتاك وكلها يصدق فيها قوله تعالى ” وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا” ، فهل من معتبر ؟ !
اودعناكم اغاتي