23 ديسمبر، 2024 6:52 ص

واقعية الحلم العراقي

واقعية الحلم العراقي

1 ــ شاهدت تشرين مبتسماً على وجه العراق, سمعته قال “الناصرية رمح الجنوب الذي لا يخطىء ولن ينكسر, والموت في محافظات الجوع الأسمر لن يموت, والساحات تعد الأيام, لعرس ثأر الشهيد, والعراقي على ارضه, وحده المقدس ولا أخر سواه” تشرين ظاهرة وحقيقة ومعجزة عراقية, انها عمر الجوع والأذلال, معتصراً في محافظات الجنوب والوسط, الى حالة وعي منفصلة عن التاريخ الأنتهازي لجيل الأنتكاسات, انها ثورة (الشك) تسحق الخطوط الحمراء لمقدس الأكاذيب, وتعلن عقداً إجتماعياً في ساحات التحرير, يمثل ارادة مجتمع عراقي تواق للتحرر والتقدم, ويبقى الجنوب والوسط فيه, الجمرة المتوهجة عبر التاريخ الوطني, ثورة ولأول مرة, تسحب عباءة الزيف عن تاريخ زائف, وعن رؤوس الشياطين عمامة الأحتيال, وتجفف مستنقع الشعوذات والتخريف, وترمي بالفتنة الطائفية الى مصادرها في (بالوعات) المذاهب, وحققت انتصارها الأول, في ميادين الوعي, ورسمت الأفق الحداثي لمستقبل الأجيال.

2 ــ ثورة تشرين رسخت شعار “نريد وطن” كمشروع وطني. يتسع كماً ونوعاً تحت جلد الواقع العراقي, لا يمكن لجيل الأنتهازية ركوب موجته او احتوائه, انها عملية هدم واعادة بناء, يرافقها حالة تغيير واصلاح على صعيد البنية المجتمعية, التي سينبثق عن صميمها, طاقات ذاتية لأعادة ترشيد الوعي الأقتصادي والسياسي والثقافي والمعرفي, في دولة مدنية وطنية, قادرة على خلق مؤسسات, تتمتع كوادرها بالكفائة والنزاهة والوطنية, وتمسح ما سيبقى من تراكمات المحاصصة, كالفساد والتزوير والجهالة والتشاطر في ارتكاب الخيانات الوطنية, وليس بعيداً عن مسؤولياتها, حل والغاء جميع الأجهزة الأمنية (الولائية) التي تشكلت على اساس الأهواء الملوثة, للتطرف الطائفي القومي, وسادية التوسع في الذات العراقية, وبوعي وطني إعادة تشكيل القوات العسكرية والأمنية (الجيش والشرطة) على اسس الولاء المطلق للشعب والوطن.

3 ــ بعض الولائيين يمارسون الأحتيال على انفسهم, عندما يفسرون الأنحراف الولائي, الذي تترتب عليه كل اشكال العمالة والخيانة, على انه عمل جهادي, لا نعلم مع وضد ومن اجل من؟؟ تسنموا وظائفهم المخزية, في قتل ابناء العراق, مالذي يشرفهم في العمالة الفردية والجماعية, لعدوة وطنهم وشعبهم ايران, كمن يبصق في وجه امه, عندما يرفع الولائي ذيله في حظن ولاية الفقيه!!, او يقترب من زوجته, وعيون ثأر الشهداء تترصده وتعد ايام نهايته, واولاده ينفضون آثار سمعته (كأي مجاهد هتلي), وهم في الطريق الى مدارسهم, الولائي لا يريد ان يفهم, و (كأي قاتل وضيع في البيت الشيعي) على انه عميل وخائن ومستحقر, يجب ان يعاد الى بالوعة مذهب الخالة الشرقية, في “ذاك الصوب” لصوص واغبياء البيت الشيعي, وضعوا العراقيين بين خيارين, إما المذهب او الوطن؟؟, والدماء تهتف في ساحات التحرير “نريد وطن” فوجد المذهب في عنقه مأزق.

4 ــ الواقع العراقي يتغير بخطوات تتسابق, الجيل الجديد يؤسس لمرحلته, ومن مقابر العقائد والشرائع الميتة, لا تخرج الحياة, هذا الذي لا يفهمه ابناء التي “عادت الى قديمها”, والتي لم “يستثني” (شاعرنا الكبير مظفر النواب) من ابنائها “احدا”, والفتنة عاهرة وهم ابنائها, من يحمل السلاح بوجه المواطن العراقي, انه مجاهد وضيع منحط, ومن يخون وطنه, لا دين ولا مذهب له على الأرض, وعليه ان يرفع روث عقائده وشرائعه وينصرف, ويبحث له عن (بالوعة) خلف الحدود الشرقية, لا زال عابر للحدود, والأرتزاق لا وجهة له!!, “صخم الله” وجوه شيعة الزمن المنحط, يسرقون ويبكون الحسين (ع).

29 / 01 / 2021

[email protected]