23 ديسمبر، 2024 9:44 ص

واقعة (صفّين) من جديد

واقعة (صفّين) من جديد

!كيف تكرّرت واقعة صفين ألمأساوية من جديد!؟
لا أعتقد بأنّ أيّ مُتطلّع أو باحث تأريخي أو سياسي أو إسلاميّ لا يعلم  تفاصيل ما جرى في واقعة (صفين) المأساوية التي سبّبت إنهيار الخلافة و الدّولة العلويّة المحمديّة على يد الأرهاب الأموي بسبب غباء من فرضتهم “المحاصصة” في وقتها ليكونوا ممثليّن عن حكومة الأمام عليّ(ع) في مقابل ممثلي آلأرهاب في الدولة الأموية و التي تمثلت بالمنافق عمر بن العاص الذي كان السّبب المباشر لنصرة الشّر و الأرهاب الأموي على الحقّ العلويّ, و لا نريد ذكر التفاصيل الدّقيقة الأخرى بشأن ذلك, لأنها معروفة للقاصي و آلدّاني ممّن لهم أبسط إطلاع بتأريخنا الدموي الأسود خصوصا تلك الحروب و الأحداث المأساوية المصيرية التي جرت على أرض العراق إبان حكم الأمام عليّ(ع) سيّد العدالة الأنسانية.

فبعد ما سبّب (التحكيم) نجاة .. ثمّ إنتصار معاوية في ذلك الصّراع المستديم الذي كان دائراً بين الطرفين حتى شهادة الأمام علىّ(ع), فإنّ التوبة و الندم الجماعي و الحزبي و الأئتلافي من المخالفين الذين شكلوا المعارضة الرسمية ضد حكومة الأمام(ع) بما فيهم المنافقين الخوارج من الناكثين(العربان)  و القاسطين(الأكراد) و المارقين(البعثيين)؛ عقب (التحكيم) لم تجدي نفعاً و لم تداوي جرحاً حتى تلك التنازلات و التوبة الجماعية حين ندم أكثر من نصف الخوارج بعد تلك الحادثة .. لأنها جاءت بعد خراب البلاد و العباد!

هذا بعد ما كانوا – أيّ الخوارج – قد أصرّوا وقتها بفرض (أبو موسى الأشعري) الذي لم يكن ثابتاً على الولاية مفاوضاً, و هذا ما لم يكن يرغب به الامام عليّ(ع) لمعرفته بتذبذب إيمانه و ولايته التي أثّرت كثيراً على مواقفه الرسمية فيما بعد, و هكذا كان تباعاً مواقف الكثير من المسلمين الذي كانوا يدّعون الأسلام و الدّعوة و الأخلاص لله لكن بعيداً عن حبل (الولاية), و لذلك فأنّ توبة أكثر الخوارج فيما بعد و ندم طلاب الدّنيا الذين رفضوا ولاية الأمام عليّ(ع) لم تخدم و لم تنفع القضية الأسلامية و بآلذات دولة الولاية التي كانت تتمثل بالأمام عليّ(ع), هذا بعد ما سبّبوا تقوية العدو و إثبات وجوده و شرعنة إرهابه و فساده ضد العراقيين و أمة الأسلام, و هذا ما يتكرّر اليوم  بكل تفصيل على يد الأشعري ابراهيم الجعفري بعد تضامنه و تأييده لدولة قطر راعية الإرهاب الأوّل في العالم و رأس الفتنة في أمة الأسلام و المنطقة!

تلك هي الحقيقة المرّة التي جاءت كنتاج طبيعي لمقدمات أقرّها السّياسيون الحاكمين بأنفسهم و مهدّت لها المرجعية الدّينية التقليديّة التي لم تأخذ على عاتقها زمام كلّ الأمور و بآلشكل الذي أراده النائب العام للأمام الحجة(عج), حين دعمت المحاصصين للأنقلاب و آلتآمر على الحكومة الشرعية السابقة لدولة القانون!

إن تصريحات و إعترافات البعثي الأشعري إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي الذي لعب دور (أبو موسى الأشعري) في المفاوضات بعد تباكيه على “حقّ” و ” مظلومية” قطر أثناء زيارته الأخيرة لها بكونها تضرّرت من الأرهاب كما تضرّر العراق و غيره؛ قد ركّزت محنة العراقيين و الأمّة و فوز الأرهاب على المرهوبين .. لتعيد للأذهان الواقعة التأريخية المؤلمة التي حدثت بين جيش (معاوية بن أبي سفيان) الذي كان يمثل رأس الأرهاب و الفتنة وقتها و بين الأمام (علي بن أبي طالب) الذي كان يُمثل رأس الحقّ كخليفة لله في الأرض!

ولا أدري كيف و بأيّ مسوخ شرعي و قانوني و واقعي و منطقي مدح و تباكى الأشعري إبراهيم الجعفري على مركز الأرهاب .. و قطر و بإعتبراف قادتها و شهادات العالم كلّه شرقا و غرباً و منها وثائق (ويكلس) هي المصدر و المموّل الأوّل للأرهاب الداعشي الأمويّ خصوصا ما وقع منه على أرض العراق و الشّام, و لكن غباء و ضعف السياسين العراقيين و لهوثهم على المال و المناصب و بعدهم عن الولاية العلوية و تذبذب مواقفهم الخيانية من أجل المال و الرّواتب و المحاصصة التي أيدتها بآلمناسبة المرجعية التقليدية قد سبّبت تكرار مسألة (التحكيم) من جديد بين حمد بن عمر بن العاص (القطري) و بين إبراهيم الأشعري(الجعفري), ليعاد من جديد تفاصيل واقعة (صفين) المأساوية بكل أحداثها و تفاصيها المؤلمة و بشكل مؤسف على أيدي طلاب الدّنيا الذين إبتعدوا عن ولاية الله التي طالما تحدثنا و بيّنا تفاصيلها و آلله تعالى وحده يسترنا من الآتي لتقسيم العراق بسبب هذا الفساد و المشتكى لله و لولي أمر المسلمين دام ظله على البشرية!