23 ديسمبر، 2024 6:19 ص

واقعة الغدير .. ولاية علي(ع) تتمدد!

واقعة الغدير .. ولاية علي(ع) تتمدد!

عندما يكتب التاريخ بأيادي مأجورة، تحاول إخفاء حقيقة الإسلام، بعيدا عن الحقائق والوقائع، تزيف وتحرف الكلم عن مواضعه، لمصالح شخصية، بحثا عن خلافة، ومناصب دنيوية، تبنى على أساس الظلم والعدوان، ومازال تاريخ الإسلام يشوبه الغموض وكثير من التساؤلات، تبحث عن إجابة؟

واقعة الغدير، تلك الواقعة العظيمة التي أركزت أسس الإسلام ودعائمه، بأمر من السماء، بعد أداء مناسك حجة الوداع، هبط الأمين جبرائيل (عليه السلام) على نبي الرحمة محمد (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) هاتفا بنداء الحق : (يأيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته..) كان الأمر الإلهي أن ينصب عليا (عليه السلام) إماما للناس من بعده – فلا يمكن أن تترك الأمة بلا وصي و ولي يتولى شؤونها .. هذا تفكير عامة الناس فكيف بنبي مسدد من السماء، أن لا يجعل له وزيرا وخليفة لأمر عظيم كرسالة الإسلام – وقف النبي الأعظم ( عليه الصلاة والسلام) ممتثلا لأمر العلي القدير، ليلتحق به من تأخر، ويرجع إليه من تقدم، فقد حلت واقعة عظمى في حياة الرسالة، وكان لابد أن يكون لها صداها في واقع الأمة والتاريخ.

لست بصدد بيان الواقعة تاريخيا، ولكن ما يحدى الإشارة إليه، هو البيان الكاشف، والحقيقة الساطعة، والنص جلي الحجة، والمشهد الذي يكون ماثلا في أصول الدين أمام ضمائر المسلمين.. حقا لا شائبة فيه، ولا تأويل له ولا تحريف.

اخذ الرسول (علية الصلاة والسلام) بيد ابن عمه ووصيه علي ابن أبي طالب (عليه السلام) تلك اليد المجاهدة النقية الكريمة، ورفعها وهو ينادي حتى يسمع الأصم “فمن كنت مولاه، فعلي مولاه – ثلاث مرات – عندئذ انطلق الدعاء النبوي الجليل (اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وابغض من ابغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ..) إلى أخر الحادثة.. بعدها اجتمعت الأمة المخالفة لمنهج نبيها – تحت سقيفة الضلال – على إخفاء هذه الحقيقة، وتضليل الرأي العام، حتى انجرفت أمة الإسلام إلى الهاوية، و اقترن اسمها بالإرهاب والدم والجهل!

كان لابد للحق إن ينتصر ولو بعد حين، ظل خط علي ابن ابي طالب (عليه السلام) ينبض بالحياة، ويتنفس الإسلام المحمدي الأصيل، يرسم بدماء الشهداء معالم الدين، ومنهاج الرسالة الإنسانية اللاهية السمحة، أخذت تتمدد معلنة صرخة بوجه أمة الجهل، بنفس علي ودم الحسين وراية المهدي (عليهم السلام)، ستنتصر نصراً مبينا.