عنوان الملف النووي الإيراني في مستوى التخصيب عند حدود نسبة 20%، يختصر جملة من العناوين الإقليمية ذات الصلة، وتبدأ من باكستان وأفغانستان إلى العراق فسورية ولبنان، لتنتهي وتتوقف موقتاً عند (البحرين) في الخليج العربي وتظل مفتوحة على الجوار اليمني حيث (الحواثنة) زعماء مخطط الإنفصال والتمرد وتمزيق وحدة اليمن الجغرافية والوطنية، والذين يشاطرهم نفس الحلم وضغثه فصيل من منطقة النفط وخزانه الاستراتيجي “الشرقية” في السعودية. وفي كل موضوع من موضوعات الخلاف بين إيران والغرب ومع الغرب والعرب ومن خلف إيران روسيا وعبيد كلا الطرفان، ثمة تفاصيل، وتفاصيل تختصرها عناوين تكشف مدى التغلغل الإيراني ببعديه المذهبي والقومي- وكلاهما يخدم الآخر- في الشرق الأوسط، وهو التغلغل الذي أعقب احتلال العراق وتفكيك دولته ونسيجه الاجتماعي. إنها السياسة الإمبراطورية التي تفجر المشكلات والنزاعات ثم تتقدم لحلها بثمن يدفعه الآخرون.!. وتلك هي القضية. أية قضية..؟. القضية تكمن في أن إيران تريد أكثر وواشنطن لا تستطيع. صحيح إن الولايات المتحدة اعتادت وهب ما لا تملك، لكن هذه المرة اختلف الأمر. إذ دخلت عوامل جديدة على المشهد الجيوسياسي للمنطقة. إيران أُعطيت حضوراً واسعاً محسوباً في المنطقة: في العراق. في سورية. في لبنان. في فلسطين. في اليمن. حتى أن واشنطن غضت الطرف عن محاولة تخميشها بأظفارها الطرية في أفريقيا واليمن والبحرين. لكونه يدخل ضمن حماية المصالح الأميركية هذا التمدد- التخميش. ويطالبها الغرب اليوم بالتوقف عن إنتاج القنبلة النووية وقد اقتربت منها ثمناً لهذا الحضور. تساوم إيران على المزيد وتدرك حاجة الغرب للأمن على امتداد الشرق الأوسط. مزيد من النفوذ يعني إلغاء العرب ويتم على حساب السعودية بخاصةً والتي تساورها الشكوك وكثير من القلق. تعرف إيران كيف تساوم وتملك نظاماً ممسوكاً بالدين والمذهب وبالخوف والخرافة وقيادة ذات جذور مذهبية.
لا تستطيع واشنطن أن تعطيها أكثر لأن هذا سيكون على حساب حلفائها ومصالحها. عند هذه النقطة تتوقف التسوية وهي التي يمكن أن تعيد الأمور إلى نقاط (الصفر) أو تستجيب التسوية لحاجاتها من التبادل ضمن حدود الممكن الأميركي. روسيا تقف من بعيد تصطاد الخلاف ولا تستطيع أكثر.