ان الموضوع لهذا اليوم هو تغريدة اطلقها احد القادة السياسيين ، انتشر على اثرها الاف المسلحين في الشوارع ناشرين الرعب والخوف في الاهالي العزل . سنقسم الموضوع الى ثلاث نقاط مع استنتاجات، وهي:
اولا: اطلاق الكلمات المبهمة والطلاسم (واسفي)
واسفي على وطني الذي تمزق الى عدة اجزاء، كل مجموعة فرحة وهي تحاول ان تجتزئ منه قطعة اكبر من تلك التي في يدها سابقا. واسفي على الامن المفقود، الذي اصبح حلم ان يعود، واصرار الاشرار على تمزيقه وارعاب الناس.
واسفي على عقول القادة التي تعاني عقدة الحقارة لأنها تعلم جيدا ان محتواها الفكري ضحل جدا فتريد ان تعوض ذلك عن طريق اطلاق الرموز والطلاسم وايهام اتباعه بانه ذو علمية .
واما اتباع هؤلاء فانهم ينخدعون لانهم على شاكلة زعيمهم لا يمتلكون وعي وفكر فلذلك ينطلي عليهم تلك الخدعة وذلك الاسلوب.
تفسير ذلك الطلسم واللغز يحتاج الى تأويل وكانه قران او احد الائمة او الصحابة، وكذلك ان عامة الناس هي غير قادرة على فك الرموز وتأويل ذلك والا فهي تظل الطريق، ان الذي من حقة ان يقوم بالتأويل هم الراسخون في العلم فقط، وفي هذه الحالة ان الراسخون في العلم هو شخص واحد وهو وزيره.
ثانيا: استخدام تويتر في تبليغ الاتباع
ان استخدام تويتر في ادارة الامور الخاصة بحزب ذلك الشخص او بالسياسة هو حالة غريبة ، فاذا كان التبليغ لأصحابه من حزبه فلماذا يستخدم تويتر فلماذا لا يتم اصدار اوامر داخليه لهم، وان كانت لأصحابه فلماذا لا يتم التكلم بلغة واضحة لا نحتاج فيها الى تأويل ومفسرين يوضحوا ما يدور في (عقله) ، ان كانت موجهه الى القادة الاخرين والناس فلماذا لا يكون على شكل بيان او اتصال هاتفي يقع بينه وبينهم.
اعتقد ان الامر لا ليست الامور التي ذكرت اعلاه بل ان الامر موجه الى السياسيين والناس بصورة عامة اظهار القوة بعدد اتباعه وحمل السلاح فهي سياسة ارعاب ولي اذرع
ثالثا: تأويل تلك التغريدة المقدسة
الغريب ان تفسير تلك التغريدة من حق وزيرة فقط والغريب بالأمر انه فسرها بخروج مسلح لأفراد حزبهم بإظهار الطاعة، اي طاعة ، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، والناس عيال الله، فهل ارعاب الناس يرضي الله ، حتما لا وبالتالي ان تلك الطاعة هي لا ترضي الله وفيها معصية له وبالتالي ان من خرج من افراد ذلك الحزب هم يعبدون لا يطيعون فقط زعيمهم.
كما ان المغرد دائما ما يركز على مفردة ال فلان، وكانه يريد ان يجعلها شائعة كي تستخدم من قبل اتباعه ، وكذلك انه يريد ان يجعلها راسخة في الذهن حتى تصبح عقيدة لهم، كما انه يريد ربما يجعل هذا المصطلح قبال مصطلح (ال البيت) فهو غالبا ما يذكر رضا ال فلان ، او خرج عن طاعة ال فلان، اي انه يريد ان يؤسس لشيء بعيد المدى مرتبط بالعقيدة وملتصق بالأذهان.
الاستنتاجات
1 – اخافة الخصوم السياسية، من حكومة واحزاب اخرى.
2 – ربما رأى تخاذل او انشقاقات حصلت في اتباعه واراد ان يتفحص ولاء الاخرين ، فامر بذلك.
3 – ربما كانت العملية هي استفزاز وابتزاز لجهة معينه من الطبقة السياسية او خارجها لكسب منصب او صفقة من وراء ذلك الاستعراض؟
4 – تذكير السياسيين باننا لازلنا نستطيع ان نقلب الطاولة بهم.
5 – تذكير الناس باننا نستطيع ان نخرس اي لسان يتكلم بسوء عليهم وعليه بالذات.
6 – التركيز على الطاعة وكأنهم جهة مقدسة كالأئمة والانبياء ويحاول ان يستخدم مفردة الطاعة لأنها مرتبطة بعقيدة وبالخالق.
7 – حدث الامر بعد يوم من اجتماع القادة السياسيين في وليمة فطور اقامها رئيس الوزراء، فهل هي رساله لأولئك المجتمعون.
8 – قبل ليلة واحدة من تغريدتة، انتشر في الفيسبوك وتويتر من اعلاميين وشخصيات سياسية باستخدام كلمتين همما (الدولة واللادولة) وكأنما يوجد اتفاق بينهم او جهة واحدة هي من اعطتهم الاوامر في استخدام تلك المفردتين، عقبها باليوم الاخر خروج مسلح لحزب معين بعد تغريدة يطلقها زعيم ذلك الحزب ، وكان الرسالة تقول نحن اللا دولة ومن لدية اعتراض فليتكلم.
9 – اغرب الامور هو سكوت الجميع عن التكلم بالأمر ، وكان الحدث وقع في دولة اخرى بعيدة لا يهمنا الامر ، فهل هو الخوف من ذلك الحزب او ان مصلحة احزاب تلك القنوات الفضائية تقع مع مصلحة الحزب الذي انتشر بالسلاح في الشوارع.