کثيرة و مختلفة المشاکل التي يعاني منها العراق والتي للأسف البالغ تزداد تفاقما و تضاف إليها مشاکل أخرى من دون أن يکون هناك لحد الان من أفق لنهاية نفق المشاکل السوداء هذه، ومنذ الاحتلال الامريکي للعراق و صيرورته تحت نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن العراق الذي کان يعاني من مشاکل جمة وکان بحاجة الى فترة نقاهة لکي يسترد عافيته، لکن فترة مابعد الاحتلال وبشکل خاص بعد تزايد النفوذ الايراني، قد جعلت من العراق مرتعا خصبا للمشاکل و الازمات.
عندما نقوم بالربط بين النفوذ الايراني و بين ازدياد المشاکل في العراق و تفاقمها، فإن هذا الربط منطقي خصوصا إذا ماعلمنا بأن التدخلات الخارجية هي في نهاية الامر تخدم مصلحة الدولة المتدخلة لأنها تقدم مصلحتها وهذا ماقد فعله و يفعله النظام الايراني بإستمرار، لکن المصيبة إن النفوذ الايراني و تدخلاته السافرة في الشأن الداخلي العراقي لايقف عند حد معين وانما يمضي بعيدا فهو يريد أن يبقى العراق مجرد تابع له ولذلك فإنه لايسمح ولن يسمح أبدا ببروز و صعود شخصية وطنية يضع مصلحة العراق فوق کل إعتبار، لهذا فإننا يجب أن نعرف سبب إستمرار الاوضاع الرديئة في العراق، فطهران تتربص مع أذرعها داخل العراق بکل الوطنيين العراقيين و تحول دون وصولهم الى سدة الحکم.
وزير الخارجية في أي بلد هو بمثابة واجهة فکرية ـ حضارية لذلك البلد ولذلك فإنه لن يتم إختيار أيا کان لمثل هذا المنصب، لکن في العراق، نجد أن هذا المنصب قد تم منحه لرجل تثير الکثير من تصريحاته السخرية و الاستهزاء و الضحك، لکن الذي يجب أن نلاحظه جيدا هو إن الجعفري وعندما يتحدث عن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فإن يتکلم بکل منطق و عقلانية و حکمة طبعا في صالح هذا النظام وليس في صالح العراق کما قد يتصور البعض.
الجعفري، وفي خضم الازمة العاصفة التي حدثت في العراق على خلفية خطورة سد أليسو الترکي على العراق وإنه سيتسبب بجفاف نهر دجلة، فإن الجعفري أجاب خلال لقاء مع مجموعة من الاعلاميين العراقيين الذي تحدثوا معه بذلك الخصوص قائلا:( جفاف نهر دجلة من علامات ظهور الامام المهدي وهذا ما نحن ننتظره)! تصوروا رجل في منصب خطير و حساس وفي غمرة غضب الشعب العراقي بسبب السد الترکي وتأثيره السلبي على قضية المياه في العراق، يدلي بهکذا تصريح، ماذا يمکن القول عنه؟ أليس مجرد بقائه في وزارة الخارجية مشکلة بحد ذاتها؟ الحق إن الشعب العراقي مدعو لکي يقف ضد ليس هذه النماذج الغريبة التي تسئ الى سمعته وانما ضد من يقف خلفهم ونقصد على وجه التحديد النفوذ الايراني الذي يهمه بقائه ولايکترث حتى لو صار من هو أسوأ من الجعفري في هذا المنصب أو غيره من المناصب. المجتمع الدولي الذي صار يرى في النفوذ الايراني في المنطقة خطرا و تهديدا على الامن و الاستقرار و يطالب بإنهائه، فإنه يثبت بذلك مصداقية ماکان قد صرحت به زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي من إن”نفوذ نظام الملالي في العراق أخطر من القنبلة الذرية مائة مرة”، ويجب على الشعب العراقي نفسه الذي له صولات و جولات في التصدي للمتربصين شرا أن يبادر للعمل مابوسعه بهذا الخصوص.