23 ديسمبر، 2024 5:20 ص

واخيرا فازت ايران في ملعب الشعب العراقي 

واخيرا فازت ايران في ملعب الشعب العراقي 

انني لست هنا في معرض الدفاع عن وزير الدفاع العراقي . فهناك هيئات تحقيقية وقضائية يمكن ان تحقق معه ، رغم عدم قناعتي بالاحكام القضائية الحالية في هذا الزمن الردئ زمن مدحت المحمود . اقول انني لا يهمني ان يكون وزير الدفاع خالد العبيدي متهما بالفساد ام لا . . ولكنني اتسائل اذا لم يكن متهما فلماذا تمت اقالته ؟ . اما اذا كان متهما بالفساد ، فهل هو الفاسد الوحيد من بين كل الوزراء والبرلمانيين ؟ . يقول السيد المسيح من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر . . كما انني اتسائل لماذا لم تسحب الثقة عن وزراء الدفاع وغير الدفاع السابقين ممن فاحت منهم رائحة الفساد النتنة ؟ ! وكيف اصبح البرلمانيون فجاة ضد وزير الدفاع وقد كانوا الى وقت قريب يؤيدونه لكونه حاول كشف ملفات فساد معقدة ولم ينجح . وعلى حين غفلة تم تصويت 142 منهم بالموافقة على اقالته مقابل 102. . 
لقد قرات مؤخرا تصريحا لموفق الربيعي في احدى الصحف ، يقول فيه ان الامريكان طلبوا من قادة الكتل عدم الموافقة على اقالة وزير الدفاع . وهذا يعني ان ايران قد طلبت من قادة الكتل اقالته من باب الصراع الخفي على القرار العراقي بين الامريكان والايرانيين المتواجدين بقوة وبصورة علنية في العراق . . وبذلك فان ايران قد فازت على امريكا في ملعب القرار العراقي .
وعلى ما اعتقد فان الموضوع لا يتعلق بشخص خالد العبيدي ان كان فاسدا ام لا . ان الموضوع يتعلق بالجيش العراقي . حيث ان ايران لا تريد بناء جيش عراقي قوي وذلك للاسباب التاريخية التي مرت بها خلال الحرب العراقية الايرانية . . وانها تطمح في ان يحل الحشد الشعبي محل الجيش العراقي ، على غرار الحرس الثوري في ايران حيث تدفع ايران قيادات الحشد الشعبي الى الواجهة للبروز على حساب الجيش العراقي . ولكن الجيش العراقي لا زال رغم ذلك مصرا على المضي الى الامام رغم العراقيل والمؤامرات التي تحاك ضده . . وصدقوني عندما ارى القيادات الحالية لصنوف الجيش العراقي يتملكني الفخر والاعتزاز ، وانا لا اعلم هل هم من الشيعة ام من السنة . ولكنني اقرأ في عيونهم الشجاعة والاباء وعزة النفس العراقية . الكاريزما الموجودة لدى القادة العسكريين العراقيين مدعاة للفخر . واشعر عندما انظر اليهم ان الدنيا لا زالت بخير .
ان المعركة الحالية قد اصبحت ضد الجيش العراقي وتحجيم دوره لان كثيرا من القوى الاقليمية العربية والاجنبية لا ترغب في ان يكون هناك جيش عراقي قوي . وحتى الولايات المتحدة التي تحاول اعادة بناء الجيش العراقي تريده جيشا محدود القوة والعدد . لكونها هي الاخرى تخشى ان يتعاظم ويبرز على حساب التوازنات الاقليمة الحالية المجحفة بحق العراق والعراقيين . ولكنني ارى ان ذلك سوف لن يطول كثيرا لان العراق ولود وقادر على تقديم قيادات عسكرية وسياسية مرموقة ستدفع باولائك الاقزام الذين يتخذون قرارتهم بايماءات خارجية الى مزبلة التاريخ .