كنا في مقالة سابقة قد طلبنا من الشعب العراقي ان يتصالح مع البعث الداعشي لننهي القتال الدموي الذي يجري الان في العراق وقد طرحنا الامر بصيغة تهكمية ساخرة آملين ان يؤخذ امر الحرب ضد داعش ومن معها بجدية لتنتصر ارادة الشعب ضد الارهاب عامة ,وقد انتقد عدد من الاخوة والاخوات قولنا ذلك واعتبروه من ضرب المستحيل لانه يؤكد وجود البعث بثوبه الجديد ,اليوم وقد اتضح ماخفي خلال الايام الماضية من عقد اتفاق بين البعث وقيادات عرفت نفسها بانها ضمن القيادات السنية مثل سليم الجبوري واحمد المساري واسامة النجيفي وصالح المطلك لانهاء الحرب الدائرة بين داعش والدولة العراقية وهو مايثبت عمق التحالف القوي بين هذه الاطراف والمنظمات الارهابية ومن ضمن القيادات البعثية المجرمة عزت الدوري ويونس الاحمد وكل من له علاقة بالبعث الفاشي اي يجب اشراكهم في الحكم والقرار واعطاءهم الضمانات لذلك ومدهم بالامتيازات والمناصب ليعودوا من جديد لصب جام غضبهم على العراقيين ,واخبار اليوم تدل على حتمية الوصول لهذا الاتفاق لتهدئة الامور وابعاد شبح الاقتتال عن العراق.
يجري كل هذا وحكومتنا الجليلة فاقدة للوعي وتراقب بصمت ولاتعطي رايا او اجراء معين يثبت جديتها في قيادة العراق وحل مشاكله بل هي تنظر ان ياتيها الحل من هذه الجهات التي اوغلت قتلا ونهبا وهتكا للعراق واهله ,والادهى ان اكثر من سياسي مشارك في الحكومة وله ثقله الجماهيري يؤيد الخطوة ويعتبرها علامة صلح ونسيان للماضي والعمل الجديد المتسامح ,ومعه ايضا منظمات ثقافية كثيرة تعمل للوصول لهذ الهدف .
الى هنا والشعب مغمض عينيه عما يجري واضعا ثقته باناس لايستحقونها ولايعرف نتائج هذا الامر وتبعاته المستقبلية على العراق التي الخصها هنا بما هو متوقع ,ستدخل عناصر البعث المجرم في النسيج الاجتماعي وتصل الى مراكز ومناصب حكومية هامة وربما تصل الى مركز صنع القرار السياسي وستعمل على اعادة خلاياها النائمة والمنتشرة في كل انحاء العراق وضخ الحياة فيها بشكل سريع وسيصبحون قوة خطرة وكبيرة تلعب دورا قذرا في تخريب كل شيء والعودة بعجلة الزمن الى الوراء ثم سيبدؤون بتصفية القيادات الوطنية المتحركة وهي موجودة رغم قلتها وضياع صوتها وسط زحمة الفوضى والارباك السياسي بعدها ستحل اللعنة على كل من ايدهم وفسح لهم طريق العودة فلابد من تصفيته وحسب معطيات تاريخهم السابق في التعامل مع هكذا امر وكيف انهم يقتلون القريب منه قبل البعيد فليبشر الذين فاوضوهم ويريدون الاتيان بهم من جديد فليبشروا بمستقبل مظلم لهم ونهاية غير سعيدة ستكون على اعواد المنشانق من جديد .
اذا هنا ماالحل للخلاص من هذه الورطة والمازق الحل هو التفاف الشعب مع قادتهم الحقيقيين والذين يرفضون هذه الامور جملة وتفصيل بل ويعاقبون عليها وان تخاطب الحكومة لمعرفة رايها وردة فعلها واشراك المرجعيات الدينية بالامر والالحاح عليها لتمنع حدوث مثل هكذا اتفاق مخزي ,والقيام بحملة تثقيف عاليه لتعريف الناس بخطورة الوضع ومحاولة الوصول لحل جماعي بمشاركة الشعب بالقضية ,ايضا يجب معاقبة من قام بالامر وبقوة واعتباره اداة تخريب لااعمار وعدم فسح المجال له للتلاعب بمصير العراق واهله ,اما المنظمات شبه الرسمية المتمثلة بالمجتمع المدني فعليها مسؤولية مضاعفة لانها بين الناس وتراقب عمل الدولة عليها النهوض بواجبها في تحريض الناس على رفض الاتفاق .
اذا الشعب اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر