ما ان اعلن الرئيس الامريكي جورج بوش الاب مبادئ النظام العالمي الجديد في بداية العقد الاخير من القرن العشرين وفي خضم الفوضى الذي اصطنعها الرئيس العراقي انذاك صدام حسين بغزوه للكويت وجعلها المحافظه ال (19) من محافظات العراق وبدء تفكك الدوله السوفيتيه الى دول مستقله ابتداءا من استقلال جمهوريات بحر البلطيق وانتهاءا بجمهوريات اسيا الوسطى حيث تفردت الولايات المتحدة الامريكيه بالقرار الدولي بعد انتهاء نظام القطبين وتزامنا مع الازمة الافغانيه التي اوشكت على نهايتها بطرد المحتل السوفيتي وتقاتل المتحالفين فيما بينهم وفي خضم كل تلك المتغيرات السريعه وتسارع وتيرة الاحداث لصالح الولايات المتحدة الامريكيه مما دعاها لتجييش الجيوش الجرارة وارسالها الى منطقة الخليج العربي لاخراج الجيش العراقي من الكويت والذي دخلها في الثاني من اب عام 1990 واستمرت التحشدات ما يقارب ال6 اشهر ومن ثم بداْت المعركه الجويه ضد الجيش العراقي المتواجد في الكويت وقد تم ارهاق الجيش العراقي جوا وارغامه على الانسحاب من الكويت بعد ان احرق صدام حسين جميع ابار النفط الكويتيه وفق مبداْ(عليّ وعلى اعدائي) وقد باشرت قطعات الجيش العراقي بالانسحاب من الكويت مشيا على الاقدام تاركين وراءهم اسلحتهم الثقيله في ساحة المعركه والتي لم تبداْ برا وواجهت القطعات المنسحبه في طريقها انتفاضه شعبيه عارمه عجلت من هزيمة الجيش العراقي بعد ان خلعوا ملابسهم العسكريه وابدلوها بالدشاديش والشحاطات وعمت الانتفاضه جميع مدن الجنوب حتى المحمودية في مشارف بغداد اضافة الى انتفاضه اخرى عارمه حدثت في كوردستان العراق من زاخو الى خانقين وعندما احس بوش الاب بتغير موازين القوى لصالح الجماهير الغاضبه اثر الجلوس مع الطرف المهزوم في خيمة صفوان الشهيره في البصره واملاء شروطه مقابل بقاء صدام حسين في السلطه 000 وبداْت بعد ذلك مرحله اخرى استمرت 13 سنه فرض فيها حصار اقتصادي قاسي على الشعب العراقي عقابا على قيامه بانتفاضته المجيده وبعد انتهاء مرحلة الحصار الاقتصادي اقدمت الولايات المتحدة الامريكيه على ايجاد لعبة المفتشين الدوليه بحثا عن اسلحة الدمار الشامل والتي اخفاها صدام حسين بطريقه اصبحت الى الان لغزا عصيا على الحل وانتهت لعبة المفتشين بالوصول الى طريق مسدود وبداْت الحمله الانجلو امريكيه باحتلال العراق والقضاء النهائي على نظام صدام حسين عام 2003م ومنذ ذلك الحين وقد دخل العراق نفقا مظلما لانهاية له بعد ان اختلط الحابل بالنابل وتم تمزيق النسيج الوطني العراقي تمزيق لامثيل له واصبح العراق ساحة مفتوحة لصراع الاجندات المحليه والاقليميه والدوليه والارهاب الدولي لتصفية الحسابات القديمه والحصول على مواطئ اقدام مستقبليه
بعد انتهاء حقبة اختلاط الحابل بالنابل فيما اذا اذن الله تبارك وتعالى بانتهاء هذه الحقبه المظلمه من تاريخ العراق المبتلى