23 ديسمبر، 2024 3:18 م

واحد +واحد +واحد= صفر

واحد +واحد +واحد= صفر

في التأريخ العلمي نظريات هامة جداً أثرت في مسار العلم والحضارة الأنسانية كالنظرية النسبية والجاذبية وهناك مخترعات جليلة كالكهرباء والأتصلات وتداول المعلومات والحاسوب وإبداعات وإكتشافات أخرى لا حصر لها. وتعلمنا في الرياضيات إن حاصل جمع 1+1+1 =3. وللعدد أو الرقم 3 أسماء عدة تصل الى مالا نهاية. كأن تقول 1000-997 أو 0+3 أو 7-4, وهلُمَّ جرّا. ولكن سادتي في العراق اليوم نظرية جديدة ,هيَّ حصيلة عمليتنا السياسية, وهي 1+1+1 = ص..  ف..  ر  صفرغير متجانس ناقص متقطع غير مكتمل ولا أبالغ إن قلت تحت الصفر.
الصفر يعني لا شيء .ونحن الآن قد تراجعنا تحت الصفر فى طريق النهاية. نهاية مستقبل شعب مُغذّين السير في تلاشي كل ملامح الحضارة والرقي والتمدن , والأيغال في دهاليز الظلام وتعميم الجهل والدمار .فمن يا ترى المسؤول؟ بالتأكيد نحن المسؤولون كشعب عندما نقف متفرجين على نهايتنا الغير سعيدة  الحزينة مع الأسف. 
في بلادنا ووفق دستورنا المُضَلِّلِ إن سلطة الدولة تتكون من مجلس الرئاسة+ مجلس الوزراء+ مجلس النواب. ولهذه الكيانات الحكومية رئاسات ثلاث بعملها المتأتي من صلاحياتها الدستورية تحكم البلاد, وتوجه الدولة فتسير عجلة البلاد نحو الأفضل.ولكن في بلدنا العكس.
لنتدارس حال هذه الرئاسات ونشطاتها وجهودها المبذولة من أجل العراق وشعبه.سنجد إن رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس الرئاسة مريض وعاجز عن العمل لكبر سنه. و نتمنى له الشفاء العاجل وطول العمر . .و أحد نوابه مطلوب للقضاء ومحكوم عليه غيابياً.
إذن فهذا المجلس مُعَطّل وعاجز ولم يعد له وجود فعلي .ووجوده من عدمه سواء.وما يُنْفَقُ عليه من أموال الدولة باطل .
وأما رئيس الوزراء ورئيس حكومة الشراكة الوطنية فقد أعلن الحرب عليه شركاؤه في الحكومة . وتحولت الحكومة من شراكة وطنية الى عداء وطني وخصومة لها بداية وليست لها نهاية . فمكوناتها يتربص بعضهم البعض الآخر. وهناك وزارات هامة جداً تُدار بالوكالة ووزراء يقاطعون مجلس الوزراء لفترات طويلة,ويسرحون ويمرحون ويلتحقون ويقاطعون على مزاجهم وهواهم, فبدل أن ينضموا للحكومة التي يُفترض مشاركتهم بأعمالها التي تصب في صالح المجتمع من خلال الطروحات الوطنية, راحوا يكيلون التهم لدولة رئيس الوزراء حقاً وباطلاً ولا همَّ لهم إلا التسقيط السياسي الذي لا يجيدون غيره . ووزراء الكتلة الحاكمة يكيلون التهم للآخرين بالأرهاب والفساد. والكل يتهم الكل. والبلد تأكلها نيران الأرهاب والفساد والتخلف والتعطيل المُبرمَج المقصود.
أما مجلس النواب وبرلمان الأمة التي تأمل منه الأمة تشريع القوانين الملحة التي يتطلبها إصلاح البلاد. وينتظر منه القيام بدوره الرقابي فغالبية أعضائه إما في غياب دائمٍ أو متقطع أو مقاطعون لجلساته عن عمد.
 وقد سحبت منه الحكومة صلاحية التشريع وفق تفسير للدستور!!!!!!  ولم تَعُد له القدرة على ممارسة الرقابة. فدوائر الدولة لا تكترث له وبمقدمتها الوزارات ولا تتعاون معه. وبات العداء واضحاً بين رئاسته ورئاسة الوزراء والأتهامات والتهديدات على قدم وساق وبمناسبة ودون مناسبة.ولطالما كال رئيسه التهم لرئيس الوزراء بتعطيل دور مجلس لنواب والتفرد بالحكم. وهدد ولمح بالنهج الطائفي, والتهديد بالدعوة لأقامة الأقاليم وسوق لمشروع  التقسيم الذي تبناه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن جهاراً نهاراً. فالبرلمان عطلته الكتل السياسية عن عمد وتقصد وجهل أحياناً.
فالغياب والمقاطعة هيَّ حال مجلس رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب, ولو إطلعنا على ما يتقاضون من رواتب ومخصصات ومصاريف دوائر وأبنية وحماياتٍ لوجدنا إنها تكفي ميزانية دولة . فما حاجة الشعب العراقي لهم إن كانوا متغيبين أو مقاطعين أو عاجزين.وهل يجوز لهم قانوناً وشرعياً وأخلاقياً تقاضي هكذا مبالغ فالشعب والأرامل والأيتام والشباب العاطل أحوج منهم لها؟
باشرت دوائر الدولة منذ سنين ببرنامج البصمة الذكية للتأكد من دوام موظفيها فلماذا لا يُطبَّقُ هذا على الرئاسات الثلاث ومنتسبيها ؟ أليسوا هم موظفين لخدمة الشعب ؟ أم ماذا؟
إستمعت في الأيام الماضية الى خطابات هذه الرئاسات  أو من يُمثلها في إحدى المناسبات. فوجدتهم جميعاً يدعون لوحدة البلاد وإنقاذها مما هيَّ عليه, ونبذ الطائفية وإعلان الحرب على الفساد. والسؤال هنا من يعطلكم عن هذا أيها السادة؟ ومن ضرب على أيديكم ومن منعكم منه؟ بيدكم كل شيء. وأنتم الآن كل شيء. عندكم السلطة والمال وأنتم سادة كل حال .فما يؤخركم عن تحويل كلامكم الى عمل ؟أم إنه النفاق وإستغفال الشعب ؟هل تظنون إن الشعب غافل عما أنتم فاعلون؟ أنتم من زج البلاد في أتون الطائفية والفساد. وأنتم من شجع الأرهاب بتوفير المناخ السياسي والفراغ الأمني له, إن لم يكن بعضكم متورط به  كما يتهم بعضكم البعض . وأنتم من يحمي الفاسدين وأنتم من شرع هذا الدستور الباطل وعليكم إقناعنا بالأفعال لا بالأقوال بما تقولون.عن أي رئاسات تتحدثون وعن أي دستور وعن اي مجلس النواب ؟
رحم الله شااعر العراق الكبير معروف الرصافي وقد قال ما قال قبل ثمانين سنة وكأن التأريخ يُعيد نفسه :
علمٌ ودستورُ ومجلس أمة          كل عن المعنى الصحيح محرف
أسماء ليس لنا سوى ألفاظها      أما معانيها فليست تعرف
من يقرأ الدستور يعلم أنه        وفقاً لصك الأحتلال مصنف
من ينظر العلم المرفرف يَلقه   في عِز غير بني البلاد يرفرف
من يأت مجلسنا يصدق أنه    لمراد غير الناخبين مؤلف
أفهكذا تبقى الحكومة عندنا    كلَماً تموَهَ للورى وتزخرف
كثرت دوائرها وقل فعالها  كالطبل يكبر هو خالٍ أجوف
كم ساء منها ومن وزرائها  عمل بمنفعة المواطن مُجحف
تشكو البلاد سياسة ماليةً       تجتاح أموال البلاد وتُتلِفُ
نعم إن حصيلة عمل الرئاسات الثلاث بتشكيلاتها وعدتها وعديدها صفر.فهل هم مدركون؟ وهل بإمكانهم الأعلان عن ذلك والتصرف بشجاعة وترك مناصبهم لتبدأ عملية التصحيح والتغيير؟هل ستستيقظ ضمائرهم ويعيدوا ما تقاضوه من أموال الدولة لعدم قيامهم بواجباتهم التي تقاضوا عليها أجراً.
لم نرى دوراً فعلياً لهذه الرئاسات الثلاث. وهيَّ ومن فيها بطالة مقنعة فلا ناتج لعملها إلا الصفر. وهنا لا بد أن نسجل لهم براءة إختراع جديدة في علم الرياضيات الحديثة وأصحاب الأمتياز. فالرؤساء الثلاث قد أثبتوا بالواقع إن1+1=1=صفر.
لم يعد الشعب بحاجة لهذه الرئاسات ولا لمجلس رئاسة جمهورية ولا لمثل هذه الحكومة الهزيلة غير المُقتدرة , ولا لمجلس نواب لا يتمكن من القيام بأي دور لصالح الشعب.نحن بحاجة لحكومة إنقاذ من تكنوقراط مستقلة عن هذه الكتل والأحزاب , لتباشر بنهضة العراق لينطلق من الصفر أو من تحته, وتبدأ عملية البناء,و لتصيغ لنا دستور يناسب العراق والعراقيين.عندها تكون لنا دولة.وهذا كله واجب الشعب وهو صاحب القرار,وهو المسؤول.