23 ديسمبر، 2024 4:21 م

وإنفلات الاعلام الخليجي …

وإنفلات الاعلام الخليجي …

تشهد الساحة الغربية في الاسابيع الاخيرة التي أعقبت الانتخابات الأمريكية نقاشات واسعة ومعمقة  في الاوساط الاكاديمية والسياسية  حول تفشي  ظاهرة الاخبار المفبركة التي أطلق عليها أصطلاح  (Fake news )  وتأثيرها الكبير على صناعة الرأي العام  وتغيير المزاج الشعبي ،، هذه الظاهرة دخلت حلبة الصراع السياسي  وتم استغلالها بحرفية عالية ساهمت في صعود ترامب عكس كل توقعات المراكز المختصة  وبدأ اليمين  المتطرف استخدامها أيضاً  في عدد من الدول الاوروبية وحقق نتائج لافتة ،،هذه الظاهرة تتلخص  في قيام بعض الاطراف بصناعة اخبار  بحرفية عالية وفبركة افلام بتقنيات متطورة والقيام بتوزيعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتحقق مشاهدات مليونية في ساعات معدودة  وتصبح مصدراً للخبر والمعلومة وتساهم في توجيه الرأي العام وقد إستخدمها اليمين الغربي في اتجاهات عنصرية تخدم اجنداتهم في معاداة  المسلمين والاقليات الاثنية وحققوا فيها نجاحاً كبيراً ، ساهَمَ ذلك في كسر التقاليد الليبرالية الغربية وقلّل كثيراً من تأثير المؤسسات الاعلامية الكبرى في صناعة الرأي العام  ،، واستطاع ترامب ان يوظف ذلك بمهارة كبيرة ويكسر الطوق الاعلامي الذي مورس ضدَّهُ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ،، وقد تحدثت عنها المستشارة الالمانية وطالبت بتشريع القوانين وتفعيل آليّات للتصدي لهذه الممارسة التي تهدد المجتمعات الغربية  بأثارة  الانقسامات والنزعات القومية  والعرقية  ،،  وقبل اسبوع تحدث عن ذلك الرئيس الامريكي باراك اوباما  الذي قال انني لم اعد أُميز في مواقع التواصل بين الاخبار الصحيحة من الكاذبة معتبراً ان هذه الظاهرة تمثل تهديد حقيقي للديمقراطية   ،، مما دفع ادارة الفيس بوك  الى أصدار تعليمات صارمة للتصدي لذلك  !!! في عالمنا العربي والخليجي على وجه التحديد وفي ظل غياب المهنية والتشريعات القانونية  التي تحد من التداول غير المنضبط للاخبار أنتقلت  هذه الظاهرة  الى المؤسسات الاعلامية والصحف  والقنوات الفضائية  بشكل مبكر وخطير و التي كانت سببا مباشراً في نشر ثقافة الكراهية والتطرف الديني بين الشباب  وساهمت في تشكيل جيش من الجهاديين انتهى بظهور داعش عبر بَثْ  فيديوهات مفبركة وأخبار غير موثقة تثير الطائفية  وتعرض امن المجتمعات للخطر ،، والعراق اكبر ضحية لظاهرة  Fake news والخبر الذي نشرته صحيفة الشرق الاوسط يأتي  ضمن حملات منظمة لقنوات العربية والحدث والجزيرة وباقي الصحف الخليجية في هذا السياق ،،،الامر الذي  يتطلب خطاب رسمي عراقي مدعوم بالعشرات من الوثائق لأدانة هذه المؤسسات والدول الداعمة لها يستثمر ويواكب تحرك صنّاع القرار والفعاليات  الاكاديمية الغربية التي تدعوا للتصدي بحزم لهذه الظاهرة التي باتت تهدد الامن والسلم الاجتماعي للامم والشعوب ،،،،