تبدو الفرحة طاغية بين أطراف جبهة طهران ـ دمشق حزب الله و الميليشيات الشيعية العراقية و الافغانية و الباکستانية وهم يشهدون مشارکة طائرات سيدهم بوتين في قصف مواقع المعارضة السورية الحقيقية(وليس داعش صنيعة طهران و دمشق)، و يبثون الاشاعات يمنة و يسرة بأن الطائرات”الموسقوفية” ستقوم بحسم الموقف في سوريا و تثبت دعائم نظام الحاکم بأمر الشيطان بشار الاسد.
التدخل الروسي في سوريا و الذي جاء بعد سلسلة الهزائم المنکرة لجيش الطاغية السوري و لمرتزقة الحرس الثوري و شراذم الباکستانيين و الافغانيين و العراقيين الضايعين بين أکثر من طرف و طرف، يهدف قبل کل شئ الى رفع المعنوية المنهارة لجيش الاسد و المرتزقة المتجحفلين معه ضد الشعب السوري، لکن التدخل الروسي الذي هو الان في بداياته لن يکون بأهم و أجدى و اوسع و أکثر تأثيرا من التدخل الايراني الذي وبعد کل الجهد المادي”الملياري”و البشري”المتجسد في التوابيت العائدة تترى لإيران”، وإن الايام القادمة ستروي الکثير من القصص عن جثث الجنود الروس المتعفنة في مناطق المواجهة او المرسلة في توابيت الى روسيا.
خليفة القياصرة و الشيوعية في موسکو و الذي دخل سوريا متلهفا الى توسيع دائرة نفوذه لتشمل مناطق أخرى في الشرق الاوسط، يبدو إنه قد إختلطت عليه الامور عندما خدعه ملالي طهران و”إشتروا بعقله حلاوة” و سحبوه بملئ إرادته للرمال السورية المتحرکة بحيث أوهموه”کذبا و دجلا”بإن سوريا غير أفغانستان، وبطبيعة الحال وکما يرى معظم المراقبين و المحللين السياسيين فإن روسيا ستصحى ذات يوم و عن قريب کما صحى من قبل البريطانيون و الفرنسيون”في الاربعينيات من القرن الماضي” على سوء عاقبة تدخلهم في روسيا، ويومها سيترحم بوتين على مآسي و مصائب الجيش السوفيتي في أفغانستان.
ملالي إيران الذين هم في حيرة و ورطة من أمرهم بعد أن وجدوانفسهم أمام مشکلة أکبر ليس من حجم تدخلهم وانما حتى من حجمهم، ولذلك فلم يکن بوسعهم إلا أن يولوا وجههم بإتجاه موسکو و يراهنون على سليل الكي جي بي على أمل أن ينقذهم من ورطتهم و محنتهم لکن المشکلة إنهم تناسوا إن بوتين نفسه في مشکلة عويصة و يحتاج لمنفذ و لدافع و عامل ما کي ينقذه مما هو فيه، ويبدو إن بوتين قد وجد في الرمال السورية المتحرکة المکان و الموقع المناسب الذي ينطلق منه لتحقيق مراميه و إنقاذ بلاده من المشاکل و الازمات و التحديات التي تواجهها، لکن وکما خاب ظن الملالي فإن بوتين أيضا سيصطدم
بنفس الصخرة التي أرعبت الملالي و دفعتهم لطلب نجدة بوتين، لکن السٶال هو: ممن سيطلب بوتين النجدة لإنقاذه من المستنقع السوري؟ [email protected]