20 مايو، 2024 11:00 م
Search
Close this search box.

وأنقلب السحر ! تركيا تنتظر خريفها

Facebook
Twitter
LinkedIn

لتركيا تاريخا لا يحمد مع الكثير من  دولنا العربية  , هي لا تتعامل مع الدول العربية على أساس المصالح المشتركة و احترام السيادة و العلاقات  المتوازنة و عدم التدخل بالشأن الداخلي .. هي تنظر الى الدول العربية  بل العرب جميعا نظرة استصغار و أحيانا نظرة احتقار ..فهي لا تعير أي اهتمام لمشاعر العرب الذين يشاركوها بالدين و الجيرة  على أقل تقدير و الأمثلة كثيرة على ذلك ..
أن العاملين في السلك الدبلوماسي و الكثير من السياسيين و أغلب موظفي الدولة يعرفون أن  للعلاقات الدولية أعرافها و قوانينها التي يجب أن تتبع من قبل الدول التي تتبادل البعثات الدبلوماسية و القنصلية فيما بينها و وضعت اتفاقيات جنيف الجزء الأكبر منها في بنودها ..  تركيا لم تحترم هذه الأعراف مع الدول العربية  و خاصة السيادة بالرغم من أن  تركيا ترتبط باتفاقيات كثيرة تجارية و تعاون مع الكثير من الدول العربية و خاصة جيرانها .
تركيا تدخلت بالشأن الداخلي العراقي حين دست أنفها في موضوع الحركة الكردية و دعمتها و فتحت حدودها أمام الأكراد و شجعتهم على الوقوف بوجه الدولة  و إرغام أكراد العراق و بالتعاون مع دول أخرى مستفيدة من  عدم استقرار العراق برفض اتفاقية 11 آذار بالوقت الذي ترفض تركيا إعطاء أكرادها حقهم حتى بالتحدث بالغتهم الكردية و تتعامل ولا زالت الى يومنا هذا بكل قسوة  لكل من يطالب بحقوقه من الأكراد .. هي لم تحترم سيادة العراق منذ عقود طويلة و الى يومنا هذا فلا زال الجيش التركي يضرب القرى الكردية العراقية  بالطائرات و المدفعية و اختراق الحدود الدولية متى شاءت بحجة متابعة المتمردين الأكراد الأتراك  .. لم تثنها من تصرفاتها  المذكرات العديدة  التي وجهها العراق  في  عهود مختلفة  الى مجلس الأمن و هيئاتها الدولية و الى الجامعة العربية و الى تركيا نفسها ..
و قفت و بشكل كبير ملفت للنظر مع جميع مع ما يسمى بالربيع العربي في مصر و ليبيا و سوريا و تدخلها السافر بالشأن العراقي و عدم احترام سيادته حتى و صل بهم الأمر الى حد دخول وزير خارجيتها الأراضي العراقية و يزور أحدى محافظاته بدون علم الحكومة و يوجهون دعوات  رسمية الى العديد من الشخصيات الدينية و السياسية  و حتى الرسمية لزيارة تركيا  مباشرة   و ليس عن طريق وزارة الخارجية العراقية كما تقتضي الأعراف الدبلوماسية ,  و هكذا تصرفوا مع العديد من الدول العربية .. و لم يسأل أحد منا نفسه   لماذا هذا التهالك التركي و تسخير كل أمكانيات دولتهم و أعلامهم للتطبيل و التزمير لكل حراك شعبي أو غير شعبي و تزويدهم  بالسلاح و النصح و الإرشاد و دعمهم ماديا و تسخير علاقاتها مع الأمم المتحدة و أمريكا و أوربا و تظهر نفسها أن المحامي و الحامي لحقوق الأنسان في كل المنطقة ..
المشروع التركي هو مشروع بن كوريون الصهيوني الداعي لتقسيم دول الطوق العربي لضمان أمن إسرائيل .. و هو الداعي لتنفيذ مشروع بايدن السيء الصيت بتقسيم العراق   و خلق دويلات  هزيلة و أشاعه التناحر الطائفي بين شعبنا في كل دوله..  و مع الأسف نجحت في هذا الأمر و حققت الجزء الكبير منه و صفق لها  الكثير من  مواطنينا  .
اليوم أنقلب السحر على الساحر و بان دجل هذه الحكومة التركية و نواياها الحقيقية ضد بلاد العرب حاملي راية الإسلام حيث شاهدتم و شاهد العالم كله كيف تعاملت الحكومة التركية مع مواطنيها  الذين تظاهروا بشكل سلمي و بسيط ضد موضوع لا يستحق كل  تلك القسوة التي جوبهوا بها و الاعتقالات  التي نفذتها بحق  المئات من المتظاهرين و جرح العشرات مما زاد من نقمة الشارع التركي على حكومتهم .. و استمرارها لحد الآن .
أذن أين مبادئ حقوق الأنسان التي كان أوردغان و أركان حكومته يتشدق بها و يعيب على الحكام العرب من استخدام القوة المفرطة ضد مواطنيهم ؟؟  و هذا يكشف بشكل لا لبس فيه بأن موقف تركيا مع ابناء شعبنا في العراق و ليبيا و سوريا و مصر و تونس و غيرها  ليس حبا  بالعرب ولا أيمانا بمبادئ إنسانية و أنما لأمر في قلب يعقوب , و بهذا فأنه جاء دورنا لنعلم أردوغان و أمثاله من الحكام بأنهم جميعا في الهوى سوى .. كلهم يعشقون كرسي الحكم الذي يعبدونه ولا يهمهم ما يحصل بشعوبهم من نهب للثروات أو خرقا لحق من حقوق الأنسان أو لسرقة حقوق المواطنين و حرمانهم منها  و حرموا مواطنيهم حتى من الكرامة الإنسانية .. و جميع حكامنا يتصفون و مع الأسف بهذه الصفة التي هي السبب الرئيسي التي جعلت  تركيا و غيرها تنادي بحقوق الأنسان و الديمقراطية و التطاول على أمة عظيمة و عريقة أختارها الله سبحانه لنقل رسالاته للعالم أجمع ..
الآن جاء دورنا نحن العرب أن نعلم تركيا و قطر و غيرها  بمبادئ حقوق الأنسان و الحرية و الديمقراطية مستمدين تلك المفاهيم من ديننا الحنيف أولا و من تراثنا الحضاري العريق و على خطى قادتنا العظام التي تملأ أسمائهم بطون التاريخ و بما نؤمن به أيمانا حقا و علينا أن لا نسمح بعد الآن لكائن من كان أن يتدخل بشؤوننا الداخلية و شعبنا يمتلك الشجاعة الفائقة و التصميم..  دعونا نرمم بيوتنا و عليهم أن يرمموا ما أفسدوه في بلدانهم قبل أن يلتفتوا ألينا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب