28 ديسمبر، 2024 2:52 م

في البدء اعتذر من جميع من سيقرأ مقالي فلا اتمنى يوما بأن أكون مصدر طاقة سلبية للآخرين ولكن ما على القلم حرج فيما سأكتب، أشعر بأن أعمارنا تتلاشى في هذا البلد ونحن نسعى وراء نور بعيد جدا ،انتهت أعمارنا جيلا بعد جيل والوضع على ماهو عليه فكل منا لديه أحلامه، أحلامه الضائعة التي هي أشبه بالقصيدة التي لا تحتوي على القوافي و المعاني نحن ندق الألم مع كل صعقة يومية ونحن ننتظر الطاقة الكهربائية ففي كل صيف يعود نفس السيناريو بنفس الكاتب و المشهد الدرامي أسباب واسباب والكل يرمي تهمه وتقصيره على الاخر ونحن من يدفع ثمن هذا الانتظار فلو سألت أي عراقي بسيط الدخل سيقول لك بأنه يتمنى ان ينام ساعة واحدة مع نسائم هواء عذبة في الصيف اللاهب الذي دق بابه باكرا و جلس وتربع كي يحرق أعصابنا قبل أجسادنا، أما الحلم الأخر هو أن تكون سعيدا بوظيفة محترمة وراتب لا بأس به وتخرج مع من تحب وتلبي متطلباته اي كان أمك او زوجتك او طفلك اي كان، أحلامنا دفنت في هذه الأرض، هذه الأرض التي لم تر السعادة يوما ، بنيت من دمار ودمرت كل من يعيش عليها ، كأننا في غابة لا مخرج منها . محاصرون والذئاب حولنا تنهش من خيراتنا ونحن لا حول ولا قوة يا ترى ماذا سيحكي التاريخ عنا بعد ، وماذا سيروي للجيل القادم و ماذا سنورّث لأطفالنا فنحن أشبه بالمجانين نعيش على أعصابنا في كل لحظة من خوف وألم من حروب ودمار وانفجارات وسياسة ضائعة و وطن منفي وفي كل دقيقة يتلاعب بأعصابنا عند سماع الأخبار، وأنقضت أعمارنا ولم نفهم منها شيء ولم نفعل فيها شيء سوى الانتظار واللوم والحسرات التي لا تنتهي والوجع الذي نتذكره في كل يوم لفقد أخ أو صديق لفقد حبيب أو قريب لفقد وطن ضاعت ملامح الفرح فيه لفقد حضارة كانت تسمى بلاد الرافدين.